وزير الدفاع الإسرائيلي يسعى إلى اتفاق مع إدارة ترامب لشرعنة المستوطنات

ليبرمان: المبادرة العربية تحوي بنودًا جيدة لكن عودة اللاجئين أمر مستحيل

وزير الدفاع الإسرائيلي يسعى إلى اتفاق مع إدارة ترامب لشرعنة المستوطنات
TT

وزير الدفاع الإسرائيلي يسعى إلى اتفاق مع إدارة ترامب لشرعنة المستوطنات

وزير الدفاع الإسرائيلي يسعى إلى اتفاق مع إدارة ترامب لشرعنة المستوطنات

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أنه يسعى للتوصل إلى اتفاق مع الإدارة الأميركية المقبلة حول المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، مشيرًا إلى أنه ليس راضيًا عن تجميد التحركات الاستيطانية، وتأجيل تصويت الكنيست الإسرائيلي على مشروع قانون لإضفاء الشرعية على تلك المستوطنات، ويريد بناء منازل جديدة، لكنه يريد الانتظار حتى يصبح دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة. وقال ليبرمان في ندوة لمركز «سابان» في واشنطن، مساء أول من أمس، أمام حشد كبير من المسؤولين والسياسيين والمشرعين الأميركيين إن «مفتاح مستقبل المستوطنات يتوقف على الحصول على تفاهمات مع الولايات المتحدة، ومن الأفضل تأجيل التصويت على مشروع القانون إلى ما بعد 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وذلك عندما يترك أوباما منصبه، والسبب الحقيقي أننا جمدنا البناء في الضفة الغربية ليس هو أننا لا نريد بناء مستوطنات في يهودا والسامرة والقدس، ولكن لأنه كانت هناك خلافات مع الإدارة الأميركية الحالية»، مؤكدًا أن المستوطنات الإسرائيلية ليست عائقا أمام السلام، وتشكل 1.5 في المائة فقط من مساحة يهودا والسامرة.
وخلال الندوة التي أدارها مذيع قناة «سي إن إن» جاك تابر، وحملت عنوان «التحديات التي تواجه إدارة ترامب في الشرق الأوسط»، قلل وزير الدفاع الإسرائيلي من وعود الرئيس المنتخب دونالد ترامب بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وقال بهذا الخصوص: «لقد سمعت هذا الوعد من مرشحي الرئاسة في كل انتخابات، وسننتظر لنرى، لكن ما هو حاسم بالنسبة لنا هو التفاهم مع الإدارة الأميركية الجديدة حول قضايا مهمة، مثل: إيران، والمسألة الفلسطينية، والمستوطنات، ولدينا ما يكفي من التحديات، ولذلك فمن الخطأ التركيز على نقل السفارة كنقطة محورية».
وحث ليبرمان الإدارة الأميركية الجديدة على عدم اتباع سياسات انعزالية، وقال إن «الولايات المتحدة لا يمكن أن تعزل نفسها، ونحن بحاجة إلى دور أميركي نشط في الشرق الأوسط.. وأعتقد أن التحدي الأكبر هنا هو (داعش)، والحرب الأهلية السورية».
وقبل أن يتطرق الحديث إلى عملية السلام، استبق ليبرمان السؤال بقوله إنه «لا يوجد سلام ولا توجد عملية سلام»، مؤكدًا على موقفه المتشدد من السلطة الفلسطينية، وألقى باللوم على الرئيس الفلسطيني بقوله: «محمود عباس أعلن أنه لن يتخلى عن حق عودة اللاجئين، ولن يعترف بحق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية، وللتوصل إلى تفاهم بيننا وبين الفلسطينيين فإن الأمر يتطلب شخصًا قويًا يسانده شعبه، ولا أعتقد أن محمود عباس هو ذلك الشخص.. لقد توصلنا إلى اتفاق سلام مع مصر والأردن، وللتوصل إلى سلام حقيقي شامل وعادل فإنه يتطلب شريكًا قويًا».
وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي إلى أن حل القضية الفلسطينية يتطلب تفاهمًا إقليميًا، ووجود إرادة سياسية للتقدم قدمًا، مبديًا أمله في أن يرى سفارات لإسرائيل في عواصم الدول العربية.
وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول مبادرة السلام العربية التي قدمتها السعودية عام 2002، والتي نصت على إنشاء دولة فلسطينية معترف بها وعودة اللاجئين، قال ليبرمان إن «هناك بنود جيدة للغاية في المبادرة، ونحن نناقش احتمالات العودة للمفاوضات. لكن من المستحيل تطبيق حق عودة اللاجئين، وإذا كانت هناك رغبة في استئناف المفاوضات فعليهم المجيء دون شروط مسبقة».
ومن جهته، أشار وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى دور مصر في مكافحة الجماعات الإرهابية مثل «داعش» و«القاعدة»، ومعالجة الأزمات السياسية في كل من سوريا والعراق وليبيا، مشددًا على أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة في كل من سوريا وليبيا والعراق واليمن، حتى لا يتم خلق فجوة يستغلها الإرهابيون، والسعي لإحداث التغيير في ظل استمرار المؤسسات.
وشدد شكري على ضرورة استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية، مؤكدًا أن حل الدولتين هو حل لا فرار منه حتى لو بدا صعبًا على المدى القصير، مشيرًا إلى استعداد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمساندة أي جهود لاستئناف المفاوضات بين الطرفين، والتوصل إلى اتفاقات.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.