لافروف: جاهزون لإرسال خبرائنا إلى جنيف ليبحثوا مع الأميركيين خروج كل المقاتلين من حلب

قال إن كيري قدم اقتراحات «تتماشى» مع ما تدعو إليه موسكو

لافروف: جاهزون لإرسال خبرائنا إلى جنيف ليبحثوا مع الأميركيين خروج كل المقاتلين من حلب
TT

لافروف: جاهزون لإرسال خبرائنا إلى جنيف ليبحثوا مع الأميركيين خروج كل المقاتلين من حلب

لافروف: جاهزون لإرسال خبرائنا إلى جنيف ليبحثوا مع الأميركيين خروج كل المقاتلين من حلب

في تطور لافت حول الوضع في الأجزاء الشرقية من مدينة حلب السورية التي تعيش حالة أسوأ من «كارثة إنسانية»، كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن نظيره الأميركي جون كيري سلمه، خلال محادثاتهما، أول من أمس، في العاصمة الإيطالية روما، اقتراحات أميركية جديدة حول الوضع في حلب. وقال لافروف إنها «تتماشى مع النهج الذي طالما دعا إليه الخبراء الروس أثناء المحادثات مع الأميركيين» في جنيف.
الوزير الروسي أعرب، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الياباني فوميو كيشيدا يوم أمس، عن استعداد روسيا لإرسال خبرائها العسكريين والدبلوماسيين على الفور إلى جنيف «للعمل مع زملائهم الأميركيين، ومع أخذ الاقتراحات الأميركية بالحسبان، للاتفاق بشأن مثل تلك الخطوات المشتركة». ولم يوضح لافروف ما إذا كانت الخطوات التي يتحدث عنها جزءا من الاقتراحات الأميركية أم لا، لكنه عرض تلك الخطوات التي سيرسل الخبراء لبحثها، وهي «ضمان خروج جميع المسلحين دون استثناء من الأجزاء الشرقية من مدينة حلب، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، وإعادة الحياة الطبيعية إلى شرق المدينة»، حسب قوله.
من ناحية أخرى، اشترط وزير الخارجية الروسي «ألا يكون اللقاء في جنيف لمجرد اللقاء، بل يجب أن يجري خلاله تحديد جدول زمني لتنفيذ كل الخطوات المطلوبة لتجاوز الأزمة في شرق المدينة ولتحريرها من المقاتلين» حسب قوله، مكررا أن «وزارة الدفاع الروسية ووزارة الخارجية جاهزتان لإرسال وفدهما للمشاركة في محادثات بهذا الشأن يوم غد لو تطلَّب الأمر».
ويرى مراقبون أنه في حال كانت الخطوات التي أشار إليها لافروف، ومنها «خروج كل المسلحين دون استثناء من شرق حلب» جزءا من الاقتراحات التي يقول إن كيري سلمه إياها، فإن هذا يشكل تنازلاً خطيرًا من جانب وزير الخارجية الأميركي الذي يرى مراقبون أنه يسعى بأي ثمن كان، ولو على حساب معاناة الشعب السوري، للقيام بعمل يُحسب «إنجازا» حققه خلال عمله وزيرا لخارجية الولايات المتحدة.
جدير بالذكر، أن لافروف أشار في مؤتمره الصحافي إلى أن الاتصالات بين الخبراء الأميركيين والروس في جنيف لم تتوقف، بل استمرت خلال الأسابيع الماضية «مع تركيز على التوصل لاتفاق حول حل المشكلة شرق حلب» حسب قوله. وحمّل المسؤولية عن تعثر تلك المحادثات للولايات المتحدة، التي قال إنها «حتى يوم أمس حاولت أن تزجّ في ذلك الاتفاق فقرات تؤدي من جديد إلى إبعاد (جبهة النصرة) عن الضربات، وحتى عن توجيه انتقادات». كذلك لم يفوّت وزير الخارجية الروسي الفرصة لتكرار تحميل واشنطن المسؤولية كذلك عن الفشل في تطبيق الاتفاق الأميركي - الروسي حول سوريا، فقال بهذا الصدد، إن «كل المحادثات التي جرت عبر القنوات العسكرية والدبلوماسية وخلال اللقاءات مع وزير الخارجية الأميركي كانت تبحث الصيغة المشتركة للعمل التي تنص بالدرجة الأولى على فصل المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين، ووضع قائمة بأهداف الإرهابيين في سوريا» لضربها، وفق ما يقول لافروف معربا عن أسفه بأن فشل الولايات المتحدة في تنفيذ عملية الفصل تلك، حال دون تطبيق الاتفاق من جانب الأميركيين.
ما يستحق الإشارة، أن تصريحات لافروف تزامنت مع تصريحات المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، التي دعا خلالها «جبهة النصرة» إلى الخروج من مدينة حلب. وكان دي ميستورا قد قال في كلمته يوم أمس أمام المنتدى الدولي «حوار المتوسط» في روما: «أخاطب (جبهة النصرة)، اخرجوا، لا تبقوا في حلب»، مكررا تأكيده بأن «عدد عناصر النصرة في حلب يصل إلى 900 مقاتل يعرفهم الجميع، وعليهم أن يتحلوا بالرجولة وأن يخرجوا من المدينة» حسب قول دي ميستورا.



الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)

أعلنت الجماعة الحوثية في اليمن أنها ستكتفي، فقط، باستهداف السفن التابعة لإسرائيل خلال مرورها في البحر الأحمر، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلتها الجماعة، الأحد، إلى شركات الشحن وجهات أخرى.

ونقل ما يسمى بـ«مركز تنسيق العمليات الإنسانية»، التابع للجماعة الحوثية، أن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، ستقتصر، فقط، على السفن المرتبطة بإسرائيل بعد دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ.

وأضاف المركز، الذي كلفته الجماعة بالعمل حلقةَ وصل بينها وشركات الشحن التجاري، أنها توعدت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل باستئناف الضربات على السفن التابعة لها في حال استمرار هذه الدول في هجماتها الجوية على المواقع التابعة لها والمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وسبق للجماعة الحوثية تحذير الدول التي لديها وجود عسكري في البحر الأحمر من أي هجوم عليها خلال فترة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتوعدت في بيان عسكري، أنها ستواجه أي هجوم على مواقعها خلال فترة وقف إطلاق النار في غزة، بعمليات عسكرية نوعية «بلا سقف أو خطوط حمراء».

لقطة أرشيفية لحاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان التي أعلن الحوثيون استهدافها 8 مرات (رويترز)

كما أعلنت الجماعة، الأحد، على لسان القيادي يحيى سريع، المتحدث العسكري باسمها، استهداف حاملة الطائرات أميركية هاري ترومان شمال البحر الأحمر بمسيرات وصواريخ لثامن مرة منذ قدومها إلى البحر الأحمر، بحسب سريع.

وسبق لسريع الإعلان عن تنفيذ هجوم على هدفين حيويين في مدينة إيلات جنوب إسرائيل، السبت الماضي، باستخدام صاروخين، بعد إعلان سابق باستهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي، في حين اعترف الجيش الإسرائيلي باعتراض صاروخين أُطْلِقا من اليمن.

موقف جديد منتظر

وفي وقت مبكر من صباح الأحد كشفت وسائل إعلام تابعة للجماعة الحوثية عن استقبال 4 غارات أميركية، في أول ساعات سريان «هدنة غزة» بين إسرائيل، و«حركة حماس».

ويتوقع أن تكون الضربات الأميركية إشارة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل تنفيذ عملياتها العسكرية ضد الجماعة الحوثية في سياق منعزل عن التطورات في غزة واتفاق الهدنة المعلن، بخلاف المساعي الحوثية لربط العمليات والمواجهات العسكرية في البحر الأحمر بما يجري في القطاع المحاصر.

ومن المنتظر أن تصدر الجماعة، الاثنين، بياناً عسكرياً، كما ورد على لسان سريع، وفي وسائل إعلام حوثية، بشأن قرارها اقتصار هجماتها على السفن التابعة لإسرائيل، والرد على الهجمات الأميركية البريطانية.

كما سيلقي زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي خطاباً متلفزاً، بمناسبة بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وزعم سريع، السبت الماضي، وجود رغبة لدى الجماعة لوقف هجماتها على إسرائيل بمجرد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وإيقاف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر؛ إذا توقفت الولايات المتحدة وبريطانيا عن مهاجمة أهداف في اليمن.

كما أكّد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الأسبوع الماضي، أن الهجمات على إسرائيل ستعود في حال عدم احترام اتفاق وقف إطلاق النار.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) من العام قبل الماضي تستهدف الجماعة الحوثية سفناً في البحر الأحمر بزعم تبعيتها لإسرائيل، حيث بدأت باحتجاز السفينة جالكسي ليدر التي ترفع علم جزر الباهاما في المياه الدولية، والتي لا تزال، وأفراد طاقمها البالغ عددهم 25 فرداً، قيد الاحتجاز لدى الجماعة.

السفينة «غالاكسي ليدر» التي تحتجزها الجماعة الحوثية منذ 14 شهراً (رويترز)

وأتبعت الجماعة ذلك بتوسع عملياتها لتشمل السفن البريطانية والأميركية، بصواريخ باليستية وطائرات مسيَّرة في المياه القريبة من شواطئ اليمن بزعم دعم ومساند سكان قطاع غزة ضد الحرب الإسرائيلية.

وتسببت تلك الهجمات في تعطيل جزء كبير من حركة التجارة الدولية، وأجبرت شركات الشحن والملاحة على تغيير مسار السفن التابعة لها، واتخاذ مسار أطول حول جنوب قارة أفريقيا بدلاً من عبور قناة السويس.

وأدى كل ذلك إلى ارتفاع أسعار التأمين وتكاليف الشحن وزيادة مدد وصولها، وبث مخاوف من موجة تضخم عالمية جديدة.

لجوء إلى التخفي

ويلجأ قادة الجماعة إلى الانتقال من مقرات إقامتهم إلى مساكن جديدة، واستخدام وسائل تواصل بدائية بعد الاستغناء عن الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية، رغم أنهم يحيطون أنفسهم، عادة، باحتياطات أمنية وإجراءات سرية كبيرة، حيث يجهل سكان مناطق سيطرتهم أين تقع منازل كبار القادة الحوثيين، ولا يعلمون شيئاً عن تحركاتهم.

أضرار بالقرب من تل أبيب نتيجة اعتراض صاروخ حوثي (غيتي)

وشهدت الفترة التي أعقبت انهيار نظام الأسد في دمشق زيادة ملحوظة في نقل أسلحة الجماعة إلى مواقع جديدة، وتكثيف عميات التجنيد واستحداث المواقع العسكرية، خصوصاً في محافظة الحديدة على البحر الأحمر.

كما كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، خلال الأيام الماضية أن الاتصالات بقيادة الصف الأول للجماعة المدعومة من إيران لم تعد ممكنة منذ مطلع الشهر الحالي على الأقل، نتيجة اختفائهم وإغلاق هواتفهم على أثر التهديدات الإسرائيلية.

وأنشأت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، تحالفاً عسكرياً تحت مسمى تحالف الازدهار، لمواجهة الهجمات الحوثية وحماية الملاحة الدولية، وفي يناير (كانون الثاني) الماضي بدأ التحالف هجماته على المواقع العسكرية للجماعة والمنشآت المستخدمة لإعداد وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

وأطلق الاتحاد الأوروبي، في فبراير (شباط) الماضي، قوة بحرية جديدة تحت مسمى «خطة أسبيدس»، لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وحدد مهامها بالعمل على طول خطوط الاتصال البحرية الرئيسية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وكذلك المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج، على أن يكون المقر في لاريسا اليونانية.

احتفالات حوثية في العاصمة صنعاء بوقف إطلاق النار في غزة (إعلام حوثي)

وتزامنت هجمات الجماعة الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر مع هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على مدن ومواقع إسرائيلية، ما دفع سلاح الجو الإسرائيلي للرد بضربات جوية متقطعة، 5 مرات، استهدف خلالها منشآت حيوية تحت سيطرة الجماعة.

وشملت الضربات الإسرائيلية ميناء الحديدة وخزانات وقود ومحطات كهرباء في العاصمة صنعاء.

ونظمت الجماعة الحوثية في العاصمة صنعاء، الأحد، عدداً من الاحتفالات بمناسبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رفعت خلالها شعارات ادعت فيها أن عملياتها العسكرية في البحر الأحمر وهجماتها الصاروخية على الدولة العبرية، أسهمت في إجبارها على القبول بالهدنة والانسحاب من القطاع.

وتأتي هذه الاحتفالات مترافقة مع مخاوف قادة الجماعة من استهدافهم بعمليات اغتيال كما جرى مع قادة «حزب الله» اللبناني خلال العام الماضي، بعد تهديدات إسرائيلية باستهدافهم، وسط توقعات بإصابة قادة عسكريين كبار خلال الضربات الأميركية الأخيرة في صنعاء.