منطقة تجارية حرة في البحر الأحمر لصالح الصين والسودان

الخرطوم تقدم طلبًا لبكين لإعادة جدولة 4 مليارات دولار من الديون

منطقة تجارية حرة في البحر الأحمر لصالح الصين والسودان
TT

منطقة تجارية حرة في البحر الأحمر لصالح الصين والسودان

منطقة تجارية حرة في البحر الأحمر لصالح الصين والسودان

في ختام زيارة امتدت على مدار 5 أيام لوفد حكومي صيني رفيع المستوى إلى السودان، وقع رجال أعمال صينيون وسودانيون، أول من أمس، على مشاريع زراعية وتعدينية وسياحية وصناعية وتجارية واتصالات وبنية تحتية، على رأسها إنشاء منطقة تجارية حرة على ساحل البحر الأحمر، وذلك في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين والتعاون المشترك.
وبلغ عدد المشاريع التي وقعت، وتم الاتفاق على تنفيذها فورًا، نحو 24 مشروعًا، منها مشروع زراعي نموذجي بشمال السودان، مساحته أكثر من 100 ألف فدان خصصت لإنتاج أصناف جديدة من القمح والقطن والفواكه والخضراوات، بنظام البيوت المحمية الحديث.
وعقب أعمال الملتقى الثاني لرجال الأعمال الصينيين بنظرائهم السودانيين، الذي شارك فيه مسؤولو ملف العلاقات الصينية، أوضح الدكتور مدثر عبد الغني، وزير الاستثمار السوداني، لـ«الشرق الأوسط»، أن وزارته واتحاد أصحاب العمل السوداني قد طرحا مشاريع جاهزة للوفد الصيني الذي أبدي رغبة كبيرة في الدخول في الزراعة والصناعة والسياحة وصناعة السيارات والزجاج والعقارات، مؤكدًا استعداداهم لتقديم كل التسهيلات للمشاريع الصينية المرتقبة في السودان.
وأكد الوزير أن العلاقات التجارية مع الصين التي يبلغ حجم استثماراتها في السودان 11 مليار دولار تتميز بالخصوصية، ويسعى السودان ويجتهد لتطويرها في المجالات التجارية الدولية والمحلية، وبناء شراكات اقتصادية.
من جهته، أعلن عضو الوفد الصيني رئيس اتحاد منتجي الآليات الزراعية، الماو هونغ، أن اتحادهم بصدد الدخول في مشاريع الإنتاج الزراعي والحيواني التي طرحها الجانب السوداني خلال مباحثات الدورة الثانية لرجال الأعمال بين البلدين، ممتدحًا الميزة النسبية للموارد الطبيعية في السودان، مما شجعهم على الدخول في استثمارات متنوعة، مشيرًا إلى أن البداية ستكون بمشروع زراعي نموذجي لإنتاج أصناف جديدة من المحاصيل والفواكه، بأنظمة تقنية صينية حديثة.
وفي سياق ذي صلة، وفي إطار ملف الديون الصينية على السودان التي تجاوزت 4 مليارات دولار، من نصيب الصين من البترول السوداني قبل انفصال جنوب البلاد، تقدم السودان بطلب للوفد الصيني لجدولتها، وإعطائه فترة سماح لـ5 سنوات.
وأعلن مساعد رئيس الجمهورية إبراهيم محمود، عقب مباحثات مع الوفد الصيني، عن ترفيع العلاقة بين الصين والسودان إلى الدرجة الاستراتيجية، وذلك للتنسيق في المواقف الدولية. وفيما يختص بالديون، قال: «اقترحنا على الصينيين جدولة ديون السودان على المؤسسات التمويلية الصينية، مع فترة سماح حد أدني 5 سنوات، ويعطي ذلك فرصة للسودان لمواصلة مشاريع التنمية المختلفة».
وأضاف أن الصين تتفهم عدم استفادة بلاده من برنامج إعفاء الديون العالمي للدول النامية، لكنهم حريصون على استمرار مشاريعهم التنموية في السودان، حيث تم الاتفاق معهم على الدخول في مشاريع استثمارية في مجالات الزراعة والطاقة والثروة الحيوانية والبنية التحتية، وتم إعطاء أولوية لمشروع مطار الخرطوم الجديد والمسالخ الكبرى.



«المركزي الأوروبي» يتجه لخفض أسعار الفائدة مجدداً اليوم

مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

«المركزي الأوروبي» يتجه لخفض أسعار الفائدة مجدداً اليوم

مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

من المؤكد تقريباً أن البنك المركزي الأوروبي سيخفض أسعار الفائدة مجدداً يوم الخميس، مع الإشارة إلى مزيد من التيسير في عام 2025؛ حيث يقترب التضخم في منطقة اليورو من الهدف المعلن بينما يواجه الاقتصاد تعثراً ملحوظاً.

وكان البنك قد خفض الفائدة في ثلاثة من اجتماعاته الأربعة الأخيرة، لكن النقاش أصبح يدور حول مدى سرعة تطبيق التيسير لدعم اقتصاد يعاني من خطر الركود، ويواجه أيضاً تحديات من عدم الاستقرار السياسي الداخلي واحتمالية نشوب حرب تجارية جديدة مع الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

ومن المتوقع أن يهيمن هذا السؤال على اجتماع الخميس، لكن صقور السياسة النقدية، الذين لا يزالون يشكلون الأغلبية في مجلس الإدارة المكون من 26 عضواً، سيدعمون على الأرجح خفضاً طفيفاً بمقدار 25 نقطة أساس، ليصل سعر الفائدة القياسي إلى 3 في المائة، حسبما أفاد معظم الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وفي إطار حل وسط مع صناع السياسات الأكثر حمائية، قد يترافق الخفض مع تعديلات على إرشادات البنك المركزي الأوروبي، توضح أنه سيكون هناك المزيد من التيسير بشرط عدم حدوث صدمات جديدة للتضخم، الذي من المتوقع أن يعود إلى هدف البنك المركزي البالغ 2 في المائة في النصف الأول من عام 2025.

وقال بيت هاينز كريستيانسن، الخبير الاقتصادي في بنك «دانسكه»، إن «الموقف التقييدي الحالي، وتدهور توقعات النمو، والتضخم الذي بلغ الهدف، يجب أن تدفع جميعها إلى خفض بمقدار 50 نقطة أساس». لكنه أضاف: «من منظور الاتصال، أعتقد أنه سيكون من الأسهل تقديم خفض بمقدار 25 نقطة أساس مع الاحتفاظ بالخيارات مفتوحة لتقديم خفض أكبر إذا لزم الأمر».

ومن المتوقع أن تظهر التوقعات الجديدة أن التضخم، الذي تجاوز الهدف لمدة ثلاث سنوات، سيعود إلى 2 في المائة في غضون أشهر قليلة، جزئياً بسبب النمو المحدود للاقتصادات في الدول العشرين التي تشترك في اليورو. ومع ذلك، فإن هذه التوقعات محفوفة بالمخاطر؛ حيث يعتقد بعض صناع السياسات أن البنك المركزي الأوروبي قد يواجه خطر الفشل في تحقيق هدفه للتضخم، كما حدث تقريباً طوال عقد من الزمان قبل الوباء، مما يتطلب تحركاً أسرع.

من جهة أخرى، يرى صقور السياسة أن التضخم لا يزال يشكل تهديداً بسبب النمو السريع للأجور وارتفاع تكاليف الخدمات، ما يجعل السياسة التدريجية أكثر مناسبة في الوقت الحالي. كما أن الحمائية الأميركية وعدم الاستقرار السياسي في فرنسا وألمانيا يسهمان في هذا الحذر.

وهناك أيضاً قلق بشأن السياسة الأميركية التي قد ينتهجها الرئيس المنتخب دونالد ترمب؛ حيث يجهل أعضاء مجلس الإدارة كيفية استجابة أوروبا لها أو تأثيراتها الاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاضطرابات السياسية في فرنسا والانتخابات المقبلة في ألمانيا تزيد من حالة عدم اليقين، مما قد يتطلب تدخلاً من البنك المركزي الأوروبي.

وفيما يتعلق بالأسواق المالية، فإن الأسواق قد قامت بتسعير كامل لخفض بمقدار 25 نقطة أساس يوم الخميس، مع اقتراب احتمالات اتخاذ خطوة أكبر من الصفر، وهو تغيير كبير عن الأسابيع الماضية عندما كان يُنظر إلى خفض نصف نقطة مئوية بوصفه احتمالاً حقيقياً. ويتوقع المستثمرون خفضاً آخر في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران)، تليها خطوة أخرى على الأقل في النصف الثاني من عام 2025، مما سيرفع سعر الفائدة على الودائع إلى 1.75 في المائة على الأقل بحلول نهاية العام.

ومن المتوقع أن تكون أي تغييرات مستقبلية في توجيهات البنك المركزي الأوروبي هامشية، مع إمكانية إزالة إشارته إلى الحاجة إلى سياسة «تقييدية» لترويض التضخم، وهو ما يعني ضمناً ضرورة خفض الأسعار إلى مستوى محايد لا يحفز الاقتصاد ولا يبطئه.