إندونيسيا تعرض أمام السعوديين فرصًا استثمارية بقيمة 10 مليارات دولار

تتطلع لرفع التبادل التجاري إلى 17 مليار دولار مع السعودية

جانب من لقاء الأعمال السعودي – الإندونيسي الذي عقد في غرفة تجارة جدة وفيها توشح الملحق الإندونيسي المشلح السعودي («الشرق الأوسط»)
جانب من لقاء الأعمال السعودي – الإندونيسي الذي عقد في غرفة تجارة جدة وفيها توشح الملحق الإندونيسي المشلح السعودي («الشرق الأوسط»)
TT

إندونيسيا تعرض أمام السعوديين فرصًا استثمارية بقيمة 10 مليارات دولار

جانب من لقاء الأعمال السعودي – الإندونيسي الذي عقد في غرفة تجارة جدة وفيها توشح الملحق الإندونيسي المشلح السعودي («الشرق الأوسط»)
جانب من لقاء الأعمال السعودي – الإندونيسي الذي عقد في غرفة تجارة جدة وفيها توشح الملحق الإندونيسي المشلح السعودي («الشرق الأوسط»)

أعلن الملحق التجاري الإندونيسي في السعودية عزم بلاده رفع حجم التبادل التجاري مع السعودية إلى 17 مليار دولار بنهاية عام 2020. وذلك من خلال منح المستثمرين السعوديين مزيدا من المميزات والإعفاءات التي تساهم في تسريع وتيرة الاستثمار.
وقال محمد هري شريف الدين، القنصل العام الإندونيسي لدى السعودية، خلال لقائه برجال الأعمال السعوديين وممثلي قطاع الشركات في الغرفة التجارية في جدة (غرب السعودية)، إن تبادل الزيارات وإقامة المنتديات وعقد الورش تعد أدوات فاعلة لتنشيط التبادل التجاري بين البلدين والتعريف بالفرص الاقتصادية المتوفرة لدى الجانبين، إضافة لمواصلة العمل والتنسيق المشترك بين أصحاب الأعمال السعوديين والإندونيسيين، حيث يلقى على عاتق القطاع الخاص في البلدين دور حيوي في هذا الصدد، عبر المشروعات المشتركة في الصناعات المختلفة وأوجه الاستثمارات المختلفة.
وبين أن استثمارات السعوديين في إندونيسيا تبلغ أكثر من 5.9 مليار دولار، وتتركز في قطاع السياحة والزراعة والفنادق، وأن التبادل التجاري بين السعودية وإندونيسيا يتجاوز 8 مليارات دولار سنويا، ويميل الميزان التجاري لصالح السعودية بأكثر من 4.78 مليار دولار، مضيفًا أنها تعد أكبر دولة بينها وبين إندونيسيا تبادل تجاري في الشرق الأوسط، مؤكدا على أن العلاقات الثنائية بين البلدين قوية ويتم العمل حاليا على تعزيزها في جميع المجالات.
وبحث اللقاء الفرص الاستثمارية المتاحة في التجارة والزراعة، وتنظيم إقامة معارض «الكتالوج» في البلدين، وتبادل الوفود التجارية وبناء الشراكات الفاعلة الهادفة إلى تنمية الاستثمارات في البلدين، وتوسيع نطاق مشاركة القطاع الخاص السعودي والإندونيسي.
من جهته، أكد حسن دحلان، أمين عام غرفة تجارة جدة، على تنمية أواصر التعاون بين قطاع الأعمال السعودي والغرف الإندونيسية، مبرزًا ما تتميز به السوق السعودية القابلة للتطور واستيعاب الفرص الواعدة، معايشة لـ«رؤية المملكة 2030»، مشيرًا في المقابل إلى أن إندونيسيا أضحت محط أنظار العالم، بوصفها إحدى الدول الكبيرة الصاعدة في الاقتصاد العالمي، وهناك علاقات ممتدة وروابط تاريخية مشتركة بين البلدين.
ونوّه دحلان بمدى التوسع الذي تشهده الفترة الحالية في حجم الأنشطة الاستثمارية بين السعودية وإندونيسيا، لافتًا إلى أن الغرفة حريصة على التعاون والتنسيق مع القنصلية الإندونيسية بالمملكة بما يخدم مصالح البلدين، وبخاصة في المجالات الاقتصادية وتنشيط زيارات الوفود وعقد الورشات للتعريف بالفرص الاقتصادية المتوفرة لدى الجانبين.
من جهته، قال مصدر مسؤول في القسم التجاري الإندونيسي لـ«الشرق الأوسط»، إن حجم المشروعات التي تم عرضها على السعوديين بلغت 10 مليارات دولار، وتم منح كثير من التسهيلات وإزالة العقبات التي تواجه المستثمرين. لافتا إلى أن المشروعات تنوعت في قطاعات البتروكيماويات وتحلية المياه وقطاع صناعة الرخام ومواد البناء، وفي كثير من المجالات والقطاعات الأخرى، إلى جانب المشروعات السياحية.
يشار إلى نمو حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال السنوات الست الماضية، حيث بلغ 9 في المائة، إلى أكثر من 6 مليارات دولار، وبلغت الصادرات السعودية لإندونيسيا 4.6 مليار دولار، مقابل واردات إندونيسية إلى السعودية وصلت إلى 1.43 مليار دولار.



ينطلق الأحد... «قطار الرياض» يعيد هندسة حركة المرور بالعاصمة

خلال الجولة في «قطار الرياض» التي نظمتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض للإعلاميين (الشرق الأوسط)
خلال الجولة في «قطار الرياض» التي نظمتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض للإعلاميين (الشرق الأوسط)
TT

ينطلق الأحد... «قطار الرياض» يعيد هندسة حركة المرور بالعاصمة

خلال الجولة في «قطار الرياض» التي نظمتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض للإعلاميين (الشرق الأوسط)
خلال الجولة في «قطار الرياض» التي نظمتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض للإعلاميين (الشرق الأوسط)

يوم الأحد، ينطلق «قطار الرياض» الأضخم في منطقة الشرق الأوسط، الذي يتضمن أطول قطار بلا سائق في العالم.

ويتوقع أن يخفف «قطار الرياض» من ازدحام السير في العاصمة السعودية بواقع 30 في المائة، وفق ما أعلنت «الهيئة الملكية لمدينة الرياض» خلال جولة نظمتها للإعلاميين، الجمعة، شرحت فيها تفاصيل المشروع.

وثيقة عمرها 16 عاما

ومن المقرر أن يغيّر هذا المشروع الضخم الذي أعلن افتتاحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والذي سيبدأ بتشغيل بـ3 مسارات من أصل مساراته الـ6، شكل النقل العام في العاصمة المزدحمة. وهو يشكل (مشروع قطار الرياض) العمود الفقري لـ«مشروع الملك عبد العزيز للنقل العام بمدينة الرياض - القطار والحافلات».

الهيئة الملكية لمدينة الرياض

وقال المدير العام الأول في الإدارة العامة للمدن الذكية والمدير المكلف للبنية التحتية الرقمية لمشروع الملك عبد العزيز للنقل العام، ماهر شيرة، لـ«الشرق الأوسط» أثناء الجولة التي نظمتها الهيئة للإعلاميين، إن تطبيق «درب»، الذي أُطلق الخميس هو منصة رقمية متكاملة تهدف إلى تحسين تجربة التنقل في مدينة الرياض. وأوضح أن التطبيق يجمع بين أكثر من 105 أنظمة تقنية ضمن شبكة النقل العام في المدينة، بما في ذلك أنظمة الحافلات والقطارات وأنظمة التخطيط والتذاكر.

وأوضح شيرة أن تطبيق «درب» يتضمن أربع خصائص رئيسية؛ الأولى هي «الاستعلام»، التي تتيح للمستخدمين التعرف على الشبكة بشكل مفصل، بما في ذلك المحطات وأوقات الرحلات وأسعار التذاكر والمسارات. والثانية هي «تخطيط الرحلات»، التي تمثل أداة متقدمة تقترح على المستخدمين أفضل وسائل التنقل المتاحة في الشبكة من النقطة ألف إلى النقطة باء، بما يشبه الأنظمة المستخدمة في خدمات مثل «غوغل مابس».

أما الخاصية الثالثة، فهي إمكانية «شراء التذاكر»، إذ يمكن للمستخدمين شراء تذكرة موحدة تشمل جميع وسائل النقل المرتبطة بالشبكة، ما يسهل تجربة التنقل ويعزز مفهوم «التنقل كخدمة» في المدن الذكية.

وتشمل الخاصية الرابعة توفير قنوات «التواصل مع خدمة العملاء»، إذ يمكن للمستخدمين اقتراح مسارات جديدة والمساهمة في تحسين الشبكة على نحو مستمر.

وأشار شيرة إلى أن مشروع النقل العام في الرياض يهدف إلى خفض الازدحامات المرورية بنسبة تصل إلى 30 في المائة، وذلك من خلال السعة الركابية العالية للقطار، الذي يمكنه استيعاب أكثر من 3 ملايين راكب يومياً. وتعد هذه السعة جزءاً من 10 ملايين رحلة تُجرى يومياً في طرق المدينة.

وأضاف أن النظام الجديد يتمتع بقدرة على زيادة الطاقة الاستيعابية لمواجهة النمو السكاني المستمر في الرياض.

وقال: «يأتي إطلاق هذا التطبيق ضمن جهود مدينة الرياض لتعزيز حلول التنقل المستدامة وتقليل الازدحامات المرورية، مما يعكس التزام المملكة بتطوير البنية التحتية للنقل الذكي».

ويتكون المشروع من شبكة تشمل 6 مسارات للقطار بطول 176 كيلومتراً، و85 محطة، من بينها 4 محطات رئيسية.

خلال الجولة في «قطار الرياض» التي نظمتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض للإعلاميين (الشرق الأوسط)

وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمشروع 3.6 مليون راكب يومياً، ويتميز بتكامله مع شبكة الحافلات التي أُطلقت مؤخراً، وكذلك مع بقية منظومة النقل الأخرى في المدينة.

ويعمل «قطار الرياض» في مساراته على تغطية معظم مناطق الكثافات السكانية، ومناطق الجذب المروري، ومنطقة وسط المدينة، ومناطق المرافق الحكومية، والأنشطة التجارية، والتعليمية والعلمية والصحية والرياضية والترفيهية.

خلال الجولة في «قطار الرياض» التي نظمتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض للإعلاميين (الشرق الأوسط)

كما تغطي مساراته مطار الملك خالد الدولي ومركز النقل العام وشبكة سكك الحديد، ومركز الملك عبد الله المالي ومشاريع حديقة الملك سلمان، والمسار الرياضي، إلى جانب استاد الملك فهد الدولي، والمشاريع الكبرى، والعديد من مناطق الجذب والأنشطة والفعاليات في المدينة.

تبدأ مواعيد تشغيل مسارات «قطار الرياض»، الأحد، 1 ديسمبر (كانون الأول) 2024، بالمسار الأول «الأزرق» (محور شارع العليا - البطحاء)، والمسار الرابع «الأصفر» (محور طريق مطار الملك خالد الدولي)، والمسار السادس «البنفسجي» (محور طريق عبد الرحمن بن عوف - طريق الشيخ حسن بن حسين).

خلال الجولة في «قطار الرياض» التي نظمتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض للإعلاميين (الشرق الأوسط)

ويبدأ تشغيل المسار الثاني «الأحمر» (طريق الملك عبد الله)، والمسار الخامس «الأخضر» (طريق الملك عبد العزيز) بعد أسبوعين؛ أي بحلول 15 ديسمبر 2024.

بينما سيتم تشغيل المسار الثالث البرتقالي (محور طريق المدينة المنورة) بتاريخ 5 يناير (كانون الثاني) 2025.

تُمثّل المحطات الرئيسية في المشروع «قيمة مضافة» لمشروع النقل العام في مدينة الرياض؛ حيث جرى تصميمها باستخدام مواد مُستدامة مع الاعتناء بالنواحي التشغيلية ومتطلبات الصيانة مستقبلاً؛ وذلك بهدف تحسين البيئة العمرانية في المدينة.

محطة المركز المالي (الشرق الأوسط)

التذاكر

وأشارت الهيئة الملكية لمدينة الرياض إلى أنه يمكن تحديد الوجهات على رحلات القطار وشراء التذاكر من خلال تطبيق «درب».

وحسب تطبيق «درب»، فإن أسعار التذاكر تبدأ من 4 ريالات إلى 140 ريالاً، كالتالي:

الفئة الأولى: لمدة ساعتين بقيمة 4 ريالات.

الفئة الثانية: لمدة 3 أيام بقيمة 20 ريالاً.

الفئة الثالثة: لمدة أسبوع وبقيمة 40 ريالاً.

الفئة الرابعة: لمدة 30 يوماً بقيمة 140 ريالاً.

الخدمات التي يقدمها «قطار الرياض»

يضم مشروع «قطار الرياض» 19 موقعاً لمواقف عامة للسيارات على مختلف المسارات في معظم أجزاء المدينة بقدرات استيعابية تتراوح بين 400 و600 سيارة؛ بهدف تسهيل استخدام شبكة القطارات بدلاً من الاعتماد على السيارات الخاصة في التنقل داخل المدينة، إلى جانب إنشاء 7 مراكز لمبيت وصيانة القطارات في أطراف مسارات الشبكة.

كما يضم المشروع 190 قطاراً تحتوي على 452 عربة، جرى تصنيعها من قِبَل 3 من أكبر مصنّعي عربات القطارات في العالم وهي «سيمنز» الألمانية، و«بومباردييه» الكندية، و«ألستوم» الفرنسية.

وفي هذا الإطار، قال أندرو دي ليون، رئيس منطقة أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى في شركة «ألستوم»، في بيان يوم الجمعة: «يمثل افتتاح قطار الرياض من قبل الهيئة الملكية لمدينة الرياض علامة فارقة في تعزيز (رؤية المملكة 2030)».

وأضاف: «من خلال الاستفادة من التكنولوجيا المبتكرة والممارسات المستدامة، نعمل على إعادة تشكيل التنقل الحضري بالتعاون مع الهيئة الملكية للجبيل وينبع وتمكين المجتمعات مع تعزيز النمو الاقتصادي... وتتشرف شركة (ألستوم) بلعب دور رئيسي في هذا التحول، والمساهمة في مستقبل أكثر إشراقاً وترابطاً للمملكة وخارجها».

«وجه مبتسم»

وتتميز عربات القطارات بتصميمات عصرية نفّذتها شركة «Avant Premiere of France» الفرنسية، وجاءت مقدمة القطار على شكل «وجه مبتسم» ليجسّد ترحيباً بروّاده.

من الهيئة الملكية لمدينة الرياض

كما تم استخدام لون مختلف لكل مسار على عربات القطار، وعلى جوانب الجسور واللوحات الإرشادية؛ ليتمكن الركاب من الانتقال بسهولة بين المسارات.