الشرطة الأوروبية تحذر من هجمات لـ«داعش» بسيارات مفخخة

مع اقتراب الاحتفالات بأعياد الميلاد والعام الجديد، تتزايد المخاوف من حدوث هجمات إرهابية في الدول الأوروبية، خصوصا أن الاحتفالات تشهد حضورا كبيرا من المواطنين في أماكن الاحتفالات؛ مما قد يعني وقوع أعداد أكبر من الضحايا.
وبدأت تحذيرات تصدر حول هذا الصدد؛ مما قد يدفع بعض العواصم الأوروبية إلى الاستمرار في النهج الذي اتبعته في السنوات الأخيرة، من إلغاء الألعاب النارية في نهاية العام تحسبا لأي مخططات إرهابية، بحسب ما ذكر عدد من المراقبين للشأن الأمني في بروكسل، وفي تصريحات أمس لـ«الشرق الأوسط»، وجاء ذلك تعليقا على تحذيرات من وكالة تنفيذ القانون الأوروبية «يوروبول» في تقرير نشر في لاهاي أول من أمس، أن تنظيم داعش المتطرف يخطط لشن هجمات جديدة في أوروبا بسيارات مفخخة.
وجاء في التقرير الصادر عن مركز يوروبول لمكافحة الإرهاب، أن هزائم التنظيم في العراق وسوريا وزيادة أعداد المقاتلين العائدين إلى أوروبا قد عزز من خطورة شن هجمات في أوروبا الغربية. وأضاف التقرير، أن «التقديرات المستمدة من أجهزة الاستخبارات توحي بأنه ربما يكون هناك عشرات من مقاتلي (داعش) المحتملين في أوروبا».
وفي تقرير للشرطة الأوروبية عن خطر التنظيم على الاتحاد الذي يضم 28 دولة، قالت «يوروبول» إن أكثر الهجمات ترجيحا ستكون على نمط الهجمات في السنوات القليلة الماضية، من إطلاق النار الجماعي والتفجيرات الانتحارية في باريس وبروكسل، إلى الطعن وغيره من الاعتداءات التي نفذها متشددون يتصرفون من تلقاء أنفسهم.
وأضاف أن «تفجيرات السيارات الملغومة وعمليات الخطف الشائعة في سوريا قد تصبح من الأساليب المتبعة في أوروبا، لكن شبكات الكهرباء ومحطات الطاقة النووية لا تعد أهدافا رئيسية». وذكر أن الاتحاد الأوروبي بأكمله في خطر لأن كل حكوماته تؤيد التحالف بقيادة الولايات المتحدة في سوريا. وحذر من أن «داعش» قد تندس بين مجتمعات اللاجئين السوريين في أوروبا لتأجيج نيران العداء للمهاجرين التي هزت حكومات أوروبية كثيرة.
وأشار تقرير الشرطة الأوروبية إلى أن «داعش» قد يبدأ التخطيط لهجمات وإرسال متشددين إلى أوروبا من ليبيا، وأن «تنظيمات أخرى من بينها (القاعدة) والجماعات المرتبطة بها لا تزال تمثل تهديدًا للقارة». وقال روب واينرايت مدير «يوروبول» إن دول الاتحاد الأوروبي كثفت تعاونها الأمني في أعقاب هجمات «داعش» خلال العامين الماضيين؛ ما أدى إلى إحباط المزيد من المخططات.
وأضاف: «ومع ذلك يظهر تقرير اليوم أن الخطر لا يزال كبيرًا ويشمل عناصر عدة لا يمكن التصدي لها إلا من خلال تعاون أفضل». من جهته، قال جيل دو كيرشوف، منسق مكافحة الإرهاب بالاتحاد الأوروبي: «يجب أن نكون يقظين؛ فالتهديد الذي يشكله ما يطلق عليه تنظيم داعش والمقاتلون الأجانب العائدون سيستمر على الأرجح في السنوات المقبلة». ويعتقد أن التنظيم طور أساليب جديدة للهجمات في الغرب، ويعتقد الخبراء أن فرنسا هي الهدف الأرجح، كما أن بلجيكا وهولندا وبريطانيا وألمانيا في خطر كذلك، ويمكن أن يتم شن الهجمات عن طريق جماعات تعمل من خلال شبكات، أو من جانب مهاجمين منفردين باستخدام متفجرات أو أسلحة آلية أو سكاكين أو سيارات. ويعتقد خبراء مجال الإرهاب أن هناك أيضا احتمالية كبيرة لاستخدام السيارات المفخخة. وشدد مدير وكالة «يوروبول» روب وينرايت على ضرورة التعاون بين الوكالات والدول للوفاء بالتحديات التي يشكلها تنظيم داعش وغيرها من الجماعات المتطرفة. وأشار إلى زيادة عدد الاعتقالات والخطط التي تم إحباطها كإشارة غلى أن «تعزيز التعاون وتبادل البيانات بين كل الأجهزة ذات الصلة عبر أوروبا وسيلة ناجحة لتخفيف التهديد الذي يشكله (داعش)».
من جهة أخرى، وفي الإطار نفسه، وجهت سلطات التحقيق البلجيكية رسميا اتهامات إلى ثلاثة أشخاص من بين المعتقلين الستة في أعقاب حملة مداهمات على خلفية تحقيقات في ملف ذي صلة بالإرهاب. وكانت الشرطة قد نفذت حملة مداهمات يومي الأربعاء والخميس، شملت ثمانية منازل في مدن شارلروا وفارسيني وشاتليه وفليورو. وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي البلجيكي إن الشرطة عثرت خلال عمليات التفتيش على أسلحة، منها سلاح مشابه لما استخدمه خالد بابوري في الهجوم على شرطيين في السادس من أغسطس (آب) الماضي أمام قسم شرطة في شارلروا.
وقرر قاضي التحقيقات اعتقال ثلاثة من المعتقلين الستة وإطلاق سراح الباقي. ويتعلق الأمر برجل يبلغ من العمر 36 سنة وسيدة عمرها 25 عاما، في حين لم تتوافر معلومات عن المعتقل الثالث، وذلك حسب ما أوردت وسائل إعلام محلية التي أضافت بأن الأشخاص الثلاثة وجهت إليهم اتهامات بالمشاركة في أنشطة جماعة إرهابية والمشاركة في محاولة قتل في إطار إرهابي. وكان جزائري يبلغ 33 سنة، مقيم بصفة غير شرعية في بلجيكا ويدعى خالد، اعتدى بساطور على شرطيتين عند نقطة تفتيش تابعة لمركز الشرطة بشارلروا جنوب البلاد. وقُتل المعتدي فيما أصيبت إحدى الشرطيتين بجروح غير خطيرة. وغداة الاعتداء أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم، حسب ما ذكرته هيئة الدعاية لتنظيم داعش وكالة «أعماق».
وبعد أيام من الحادث وصف وزير الداخلية جان جامبون الاعتداء على شرطيتين بساطور، بأنه حالة فردية، وشكك الوزير في تورط تنظيم داعش في الهجوم، وحذر مما وصفهم بـ«المقلدون» الذين يشكلون خطرا، ومن الصعب على رجال الأمن مراقبتهم لأنهم يفعلون أمورا يقلدون فيها تصرفات عناصر من «داعش»، دون أن يكون لهم خلفية جنائية، وأضاف الوزير: «أعتقد أننا نواجه ظاهرتين مختلفتين. فربما هناك من جهة تنظيم داعش مع شبكة من الأشخاص المدربين، المسؤولين عن الهجمات الكبرى. ثم ربما هناك هذه الحالات المعزولة التي شهدتها بلادنا في بعض المدن».