الانفصاليون في أوكرانيا يرفضون اتفاق «جنيف»

رفض المحتجون الموالون لروسيا شرق أوكرانيا مغادرة المباني الإدارية التي احتلوها في تحد للسلطات الأوكرانية، وهو ما يهدد بفشل اتفاق دولي لتهدئة الأزمة، وأعلن أحد مسؤولي المعارضة التي تطالب بالانفصال فيما يسمى «جمهورية دونيتسك» أنهم لا يعتبرون أنفسهم ملزمين بالاتفاق الذي وقع الخميس في جنيف والذي لم «يوقع عليه باسمهم» ويصرون على نيتهم تنظيم استفتاء حول حكم ذاتي.
وصرح دنيس بوشيلين أحد «وزراء» حكومة هذه «الجمهورية» المعلنة من طرف واحد للصحافيين في دونيتسك بأن الانفصاليين يوافقون على إخلاء المباني التي يحتلونها كما ينص الاتفاق، لكن على السلطات الأوكرانية الموالية لأوروبا «أولا أن تغادر المباني التي تحتلها بشكل غير شرعي منذ الانقلاب الذي قامت به». وأضاف: «نتوقع أن لا تحترم كييف هذا الاتفاق، ونستعد في شكل كثيف لإجراء استفتاء في 11 مايو (أيار)» حول حكم ذاتي واسع يريد الانفصاليون تنظيمه، هم الذين يحتلون منذ السادس من أبريل (نيسان) مقر الإدارة المركزية الإقليمية في دونيتسك.
ويرفض الانفصاليون على غرار موسكو الاعتراف بالحكومة الانتقالية التي تشكلت في فبراير (شباط) بعد التظاهرات الدامية التي أطاحت بالرئيس الموالي للروس فيكتور يانوكوفيتش الذي كانت دونيتسك معقله.
ولا يعتبر الانفصاليون أنفسهم ملزمين بالاتفاق لأن وزير الخارجية الروسي سيرغي «لافروف لم يوقع باسمنا بل باسم روسيا» كما أضاف المسؤول، بينما أعربت موسكو عن رغبتها في أن يتمثل الانفصاليون في المفاوضات التي جمعت الخميس في جنيف أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
من جهته وصف أندريه ديشيتسا، وزير خارجية أوكرانيا بالوكالة، اتفاق جنيف الرباعي حول الأزمة الأوكرانية بأنه «اختبار» لروسيا، لافتا إلى أن الأيام المقبلة ستكون في غاية الأهمية، لأنه سيتوجب على كل الأطراف بذل الجهود الصادقة لتطبيق البنود التي وردت في الاتفاق.
ونقلت وكالة أنباء «إيتار - تاس» الروسية، اليوم الجمعة، عن ديشيتسا قوله: إن «بلاده لا تنوي سحب قواتها من جنوب شرقي البلاد»، مشيرا إلى أن «حكومة أوكرانيا أقرت عملية مكافحة الإرهاب في المناطق التي عانت من النشاط الإرهابي والمتطرف»، وشدد، على أن «القوات المتمركزة هناك توجد في أراضي أوكرانيا، ولا يجب علينا أن نقوم بسحبها من هناك».
وأعرب ديشيتسا، عن اعتقاده بأن وجود القوات في جنوب شرقي أوكرانيا لا يعني بتاتا أنه سيجري استخدامها.
وذكر أن كييف ستطلب فورا من منظمة الأمن والتعاون الأوروبي أن تتوجه بعثتها إلى المباني العامة المستولى عليها من جانب المحتجين، وأن تبدأ بالمفاوضات معهم.
يذكر أن الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا اتفقت على خطوات لتهدئة الأزمة، من بينها ضرورة إخلاء المسلحين للمباني الحكومية التي سيطر عليها مسلحون في مدن بشرق البلاد. وجاء ذلك خلال اجتماع لوزراء الأطراف الأربعة الخميس في مدينة جنيف السويسرية.