نداءات لإنقاذ حلب تحذر من تحولها إلى «رواندا» أخرى

طالبت «الجمعية العامة» بممارسة سلطتها في ظل الانسداد الذي وصل إليه مجلس الأمن

سكان حي «قاضي عسكر» أحد أحياء حلب الشرقية ينزحون أول من أمس باتجاه مناطق لا تستهدفها غارات الطيران (أ.ف.ب)
سكان حي «قاضي عسكر» أحد أحياء حلب الشرقية ينزحون أول من أمس باتجاه مناطق لا تستهدفها غارات الطيران (أ.ف.ب)
TT

نداءات لإنقاذ حلب تحذر من تحولها إلى «رواندا» أخرى

سكان حي «قاضي عسكر» أحد أحياء حلب الشرقية ينزحون أول من أمس باتجاه مناطق لا تستهدفها غارات الطيران (أ.ف.ب)
سكان حي «قاضي عسكر» أحد أحياء حلب الشرقية ينزحون أول من أمس باتجاه مناطق لا تستهدفها غارات الطيران (أ.ف.ب)

أعلنت 223 منظمة مجتمع مدني من شتى أنحاء العالم، أنه مع السقوط الوشيك لحلب وسط كارثة إنسانية تفوق الوصف «فشل مجلس الأمن في تحمل مسؤوليته عن حماية الشعب السوري»، وطالب البيان، الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، الدول الأعضاء في الأمم المتحدة باتخاذ خطوات عاجلة وحقيقية لوقف الفظائع التي ترتكب في حلب وحماية المدنيين.
وقال الدكتور سيمون آدمز، وهو المدير التنفيذي لـ«المركز العالمي لمسؤولية الحماية» إن «حلب على وشك التحول إلى رواندا أو سربرينيتشا أخرى. فها نحن نشهد لحظة تراخ عالمي أخرى في مواجهة إبادة بشرية». وأضاف: «في ظل الانسداد المخزي الذي وصل إليه مجلس الأمن يتعين على الدول الأعضاء في الجمعية العامة أن تمارس سلطتها وتدعو إلى دورة استثنائية طارئة للمطالبة بالوقف الفوري للهجمات على المدنيين ومساءلة مقترفي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سوريا».
ودعمًا لمطالبة المجتمع المدني الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتحرك، صرح أحمد طارقجي من الجمعية الطبية الأميركية السورية، بقوله: «من المهم أن نقف في وجه أسوأ ما في الإنسانية، وننظر بحزم في عينيها دون أن يرمش لنا جفن. ولكننا نغمض الأعين عما يحدث في حلب»، داعيًا للتحرك الآن في «مواجهة هذا الانحطاط وعدم الاكتراث بالمعايير الأساسية». وقد تزامن إعلان المجتمع المدني هذا مع نتائج دراسة جديدة لمنظمة هيومان رايتس ووتش - أحد الموقعين على الإعلان - كشفت عن جرائم حرب مرتكبة في حلب خلال حملة النظام السوري المدعومة من روسيا في سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين التي قتل فيها 440 مدنيا على الأقل ويتضمن هذا الرقم 90 طفلا.
وقالت إدواردا همان، وهي منسقة في برنامج بناء السلام في معهد إيغارابي في البرازيل، إن «الوضع الحالي في حلب هو الاختبار المطلق للنظام الدولي. لا يمكن أن يتردد المجتمع الدولي في ظل الحالة الحالية من عمليات الإجلاء القسري العنيفة لعشرات الآلاف من السوريين»، وقالت إنه على الدول الأعضاء للأمم المتحدة أن تطبق «الاتحاد من أجل السلام» بشكل عاجل من أجل وقف مأزق مجلس الأمن ووقف الفظائع في حلب.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.