الميليشيات تمنع وصول الأدوية والمساعدات الطبية إلى تعز

تفاقمت حالة المستشفيات في تعز إثر تواصل الحصار الانقلابي للمحافظة، ودعا وزير الإدارة المحلية، رئيس اللجنة العليا للإغاثة، عبد الرقيب فتح «منسق الشؤون الإنسانية في اليمن والمنظمات الدولية الإنسانية للتدخل العاجل والضغط على ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، وإيقاف جرائمهم بحق المدنيين».
وطالب الوزير «منظمات الأمم المتحدة بالقيام بدورها الإنساني تجاه أبناء محافظة تعز المحاصرة منذ ما يزيد على عام ونصف وإنقاذ حياة أكثر من 300 مريض بالفشل الكلوي، وأكثر من 5 آلاف مريض بالسكري، و5 آلاف مريض بالسرطان».
وأكد الوزير فتح، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، أن الميليشيات الانقلابية تقوم «باحتجاز المساعدات الإغاثية ومنع وصول المساعدات والأدوية إلى المستشفيات بالمدينة إضافة إلى منع المنظمات من إدخال المساعدات اللازمة لأبناء المحافظة، وأن هناك كميات كبيرة من الأدوية محتجزة وترفض الميليشيات إدخالها إلى المحافظة، منها 5276 إبرة علاجية، في حين أن الميليشيات قامت بتفريغ مخازن مكتب الصحة في الحوبان من جميع الأدوية وأخذها إلى أماكن مجهولة ومنع دخول أدوية الأمراض المزمنة والقاتلة».
كما دعا المنظمات للقيام بالضغط على الانقلابيين، لفك الحصار عن تعز لإدخال المساعدات الإنسانية والعلاجات اللازمة لأبناء المحافظة وإنقاذ سكان المدينة من الموت المحقق، ودعا المنظمات العاملة في مجال الإغاثة، إلى سرعة تقديم الإغاثة لأكثر من 900 أسرة نازحة من محافظة تعز في العاصمة المؤقتة عدن مؤخرا.
وأشار إلى أن «عشرات الأسر نزحت من تعز، خلال الفترة الماضية، جراء قصف ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، على الأحياء السكنية، وتشديد الحصار على المدينة، وأن الكثير منها يعيش أوضاعا معيشية صعبة، وهو ما يلزم جميع المنظمات الإنسانية بأن تبادر إلى تقديم الدعم للتخفيف من معاناتهم بالتنسيق مع اللجنة العليا للإغاثة في محافظة عدن».
وتشير التقارير الرسمية إلى نزوح نحو 928 أسرة إلى مديرية البريقة، و767 في دار سعد، و470 في الشيخ عثمان، و630 بمديرية المنصورة، و213 في خور مكسر، و274 في صيره، و266 أسرة في المعلا، و190 في مديرية التواهي.
ميدانيا، ردت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية على خبر إصابة أبو علي الحاكم، القائد الميداني لميليشيات الحوثي والرجل الثاني بعد زعيم ميليشيات الحوثي عبد الملك بدر الدين الحوثي، بغارة شنتها قوات التحالف العربي حين كان في اجتماع له بمسلحين حوثيين مطلع الأسبوع الحالي في تعز، بحسب ما أكده المتحدث الرسمي للمجلس العسكري في تعز العقيد الركن منصور الحساني، بقصفها العنيف وبشكل هستيري، بمختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة ومضادات الطيران، على الأحياء السكنية في مدينة تعز، وقرى أرياف حيفان والصلو، جنوب المدينة.
وتركز القصف العنيف على مناطق البعرارة والزنقل وعصيفرة وبيرباش والمطار القديم، إضافة إلى استهدافها محطة كهرباء عصيفرة، الذي ظل يشتعل لساعات جراء الحريق الذي طال أحد المولدات، علاوة على قصفها على مواقع الجيش اليمني في مختلف الجبهات، ومحاولات التقدم إلى مواقع الجيش.
وتمكنت قوات الجيش اليمني، بإسناد من طيران التحالف، من كسر تقدم الميليشيات الانقلابية لاستعادة معسكر الدفاع الجوي، شمال غربي تعز، ومحيط جبل الهان الاستراتيجي، غرب المدينة، ومنطقة اللصب ومنطقة أبر، شمالا، وموقع المكلل، شرق المدينة.
وبينما تستمر معارك في المدينة، شهدت جبهة الاحكوم في مديرية حيفان الريفية، جنوب المدينة، اشتباكات عنيفة بين وحدات من اللواء 35 مدرع، الجيش اليمن، والميليشيات الانقلابية، وتركزت المعارك في القواعدة وتبة الدبعي، حيث تمكنت مدفعية اللواء من استهداف قناص الميليشيات في منطقة مخاديرا في الاحكوم.
وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن «الميليشيات الانقلابية تستميت من أجل استعادة معسكر الدفاع الجوي، ومواقع أخرى غرب وشمال وشرق المدينة، لتعوض خسائرها الكبيرة التي لحقت بها الأيام الماضية في الأرواح والعتاد، وقد ازدادت الهستيريا لدى الميليشيات بعد إصابة قائدهم الميداني، أبو علي الحاكم، الأمر الذي جعلها تقصف المدينة بشكل هستيري وتزج بعناصرها الميليشياوية إلى جبهات القتال المختلفة».
وأضافت: «تمكنت وحدات من اللواء 35 مدرع الجيش اليمن، من السيطرة على مواقع بعدما شهدت جبال الصوالحة في مديرية المقاطرة التابعة لمحافظة لحج والمحاذية لعدد من قرى حيفان، بعد مواجهات عنيفة أسفرت على السيطرة على تبة الخزان المطلة على سد الخزجة بحيفان وجبل عنعن وكذا جبال الصوالحة في المقاطرة، وأجبرت قوات الجيش الميليشيات الانقلابية التراجع والفرار إلى مواقعهم في جبال الآثاور بحيفان».
وأشارت إلى أن «سيطرة قوات الجيش على جبل عنعن، أمن مواقع الجيش اليمني في سوق الربوع، الطريق الرابط بين عدن وتعز».
وأكدت المصادر ذاتها «نشوب خلاف بين ميليشيات الحوثي وصالح، القادمة من عمران وصعدة وذمار، وعدد من المتحوثين من أبناء قرية العقيبة في مديرية الصلو، جنوب المدينة، بسبب إجبار الأول بوضع المتحوثين من أبناء المنطقة في الصفوف الأمامية لاقتحام قرية الصيار التي استعادتها قوات الجيش اليمني بعدما كانت معقلا للميليشيات الانقلابية، وهو ما رفضوه وجرى على إثره تبادل لإطلاق النار وأصيب فيها 6 أشخاص من الجانبين».