روبوت ألماني يصب الإسمنت المسلح بلا قوالب

يفصّل قضبان الحديد حسب الطلب مثل خياط ماهر

روبوت بناء يرسم شبكة من الحديد
روبوت بناء يرسم شبكة من الحديد
TT

روبوت ألماني يصب الإسمنت المسلح بلا قوالب

روبوت بناء يرسم شبكة من الحديد
روبوت بناء يرسم شبكة من الحديد

يصمم المهندسون عادة قوالب من خشب يجري تجميع الإسمنت فيها، مع قضبان الحديد، عند البناء، لكن التقنيون من جامعة زيوريخ صمموا روبوت بناء يرسم شبكة من الحديد، حسب الشكل المطلوب، ثم يملأها بالإسمنت دون الحاجة إلى قوالب.
ونال 6 أساتذة وطلبة من جامعة زيوريخ جائزة الدولة لتقنية البناء نظير ابتكارهم الروبوت «ميش مولد»، الذي يعتقد أنه سيحدث ثورة في عالم البناء. وتعتبر جائزة «إنفينتور» أعلى جائزة تمنحها سويسرا سنويًا لأفضل الابتكارات في مجال التقنية.
وذكر البروفسور نورمان هاك أن الروبوت «ميش مولد» قادر على تغيير مستقبل أعمال البناء في العالم. وأضاف المهندس أن المعتاد في بناء الجدران المستقيمة والأعمدة صب الإسمنت في قوالب اعتيادية، وهي عملية بسيطة، لكن صب الإسمنت في الأقواس والسقوف المتعرجة والتصاميم الحديثة، يتطلب جهدًا كبيرًا في صنع قوالب خشبية مناسبة. الروبوت «ميش مولد» يتجاوز كل هذا الجهد ويرسم القطعة المقوسة ثم يصنعها من قضبان الحديد، ويملأها بالإسمنت.
والواقع أن «ميش مولد» يفصّل قضبان الحديد حسب الشكل المطلوب مثل خياط ماهر، وهذا يقتصد كثيرا من الوقت، والكثير من المال بالنسبة لشركات البناء. وهو يختصر عمليتي صب الإسمنت والتسليح في عملية واحدة، ولا يتطلب الأمر بعد الانتهاء من صب الإسمنت على قضبان الحديد غير تعديلات «تجميلية» على المظهر الخارجي للقطعة الإسمنتية المصبوبة.
تعتمد التقنية في عملها على سوفتوير خاص يعين المهندس على رسم القطعة المطلوبة، ليعمل «ميش مولد» على تنفيذها عمليًا. وينتج الروبوت قضبان التسليح الحديدية بشكل شبكة لا يتسرب منها الإسمنت السائل بسهولة. وأكد هاك أن قدرة الروبوت على صنع الأشكال من الشبكات الحديدية غير محدودة.
وتمت تجربة عمل الروبوت في هندسة بناء مركز للابتكار والاختراع في مدينة دوبندورف في سويسرا لأول مرة. وشارك في المشروع، إلى جانب هاك، كل من البروفسور فابيو غرامازيو والبروفسور ماتياس كول، إضافة إلى ثلاثة من طلبتهم اللامعين.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».