«هيومن رايتس ووتش» تطالب تونس بإصلاح القوانين المقيدة لحرية التعبير

دعت إلى إسقاط فوري لتُهم وُجّهت لصحافيين انتقدا المؤسسة العسكرية

«هيومن رايتس ووتش» تطالب تونس بإصلاح القوانين المقيدة لحرية التعبير
TT

«هيومن رايتس ووتش» تطالب تونس بإصلاح القوانين المقيدة لحرية التعبير

«هيومن رايتس ووتش» تطالب تونس بإصلاح القوانين المقيدة لحرية التعبير

طالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» (فرع تونس) بإسقاط فوري للتهم الموجهة لصحافيين تونسيين، انتقدا المؤسسة العسكرية، ودعت البرلمان إلى إصلاح جميع القوانين التي تنص على أحكام السجن بتهمة التشهير أو إهانة مؤسسات الدولة، بما في ذلك الجيش.
وانتقدت آمنة القلال، مديرة مكتب المنظمة بتونس، مواصلة نظر المحاكم العسكرية التونسية في تهم موجهة للإعلاميين، واتهمتها باللجوء «مجددا لنفس الفصل الوارد في القانون العسكري لضرب حرية التعبير، بدلا من محاولة إسكات المنتقدين»، داعية السلطات إلى «محاولة إصلاح القوانين الموروثة عن الحقبة القمعية، والتي تجرم انتقاد مؤسسات أو شخصيات عامة».
واتهمت النيابة العامة راشد الخياري، رئيس تحرير صحيفة وموقع «الصدى»، بالتشهير بسمعة الجيش وتقويض الروح المعنوية بموجب «قانون القضاء العسكري»، و«المجلة الجزائية» (قانون العقوبات). كما اتهمت الصحافي التونسي جمال العرفاوي بالتشهير بسمعة الجيش في مقال صحافي، بموجب الفصل 91 من قانون القضاء العسكري.
وقال الخياري في برنامج تلفزيوني، إن السلطات التونسية وقعت اتفاقا يسمح للولايات المتحدة بإقامة قاعدة عسكرية في تونس، مقتبسا مقالا لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية بتاريخ 26 أكتوبر (تشرين الأول)، ونسب المعلومات إلى مسؤولين أميركيين.
وذكر المقال أن وزارة الدفاع الأميركية أنشأت قاعدة طائرات من دون طيار في تونس، ونشرت طائرات من دون طيار وأفرادا من الجيش الأميركي للقيام بمهام تجسس في ليبيا المجاورة. إلا أن فرحات الحرشاني، وزير الدفاع التونسي، نفى هذه المعلومات في وقت سابق. ولكن في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أكد الرئيس الباجي قائد السبسي في مقابلة تلفزيونية أنه سمح باستخدام طائرات أميركية من دون طيار غير مسلحة للقيام بمهام مراقبة فوق ليبيا، انطلاقا من الأراضي التونسية.
وانتقد جمال العرفاوي، في مقال صحافي، تقصير الجيش التونسي في التحقيق في حادث تحطم طائرة عسكرية تونسية أودى بحياة ضابطين.
وقد يحكم القضاء العسكري بمعاقبة الخياري والعرفاوي بمدة تصل إلى ثلاث سنوات سجنا، بموجب الفصل 91 من قانون القضاء العسكري، الذي يجرّم التعدي على كرامة الجيش أو سمعته أو الحط من عزيمته. كما يواجه الخياري تهما إضافية تتعلق بتشويه سمعة موظف عمومي بموجب الفصل 128 من القانون الجزائي، وتحطيم معنويات الجيش بنيّة إيذاء الدفاع الوطني، بموجب الفصل 60 مكرر من نفس القانون، وهي تهمة تصل عقوبتها إلى حد الإعدام.
وكانت المحكمة العسكرية قد قضت بسجن المدوّن ياسين العياري، في الثاني من مارس (آذار) من سنة 2015، لمدة 6 أشهر بسبب منشورات على «فيسبوك» انتقد فيها الجيش وضباطا برتب عليا، واحتجز لمدة 4 أشهر قبل أن تطلق السلطات سراحه مؤقتا في 16 من أبريل (نيسان) من نفس السنة.
على صعيد غير متصل، اتهم المستوري القمودي رئيس نقابة التعليم الأساسي التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، السلطات التونسية بالتضييق على منخرطي النقابة، لمنعهم من المشاركة في الوقفة الاحتجاجية التي نظمت أمس أمام مقري الحكومة ووزارة التربية، للمطالبة بصرف المستحقات المالية للمدرسين، مثل منحة العودة المدرسية ومنحة العمل الدوري، ومراقبة الامتحانات والترقيات المهنية.
وأضاف القمودي أن وزارتي النقل والسياحة تعمدتا مصادرة عقود الحافلات لمنع نقل المدرسين من الجهات وحضور الاحتجاج النقابي، وقال إن هذه الممارسات تذكره بممارسات العهد السابق، الذي كان يسعى بشتى الطرق إلى منع حق الاحتجاج والتنقل.
وشارك في الوقفة الاحتجاجية أكثر من 20 ألف مدرس من كل الجهات، من بين نحو 100 ألف مدرس، وطالبوا بإقالة وزير التربية والتعليم ناجي جلول من منصبه.
وتتزامن هذه الوقفة الاحتجاجية للمعلمين مع الإضراب العام عن العمل، الذي يشنه المحامون، منذ أول من أمس، والذي يتواصل لمدة ثلاثة أيام على خلفية تمسك الحكومة بموقفها من جباية المحامين وعدم سحب جميع الأحكام الانتقائية الخاصة بالمحامين الواردة بقانون المالية للسنة المقبلة.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.