تهمة «الإرهاب» تنتظر الصومالي مرتكب جريمة جامعة أوهايو

أشاد بالعولقي قيادي «القاعدة» الذي قتل في غارة «درون» قبل 4 أعوام * جاليات مسلمة تتوقع ردود فعل غاضبة

الصومالي عبد الرزاق علي إرتان قبل مقتله (رويترز) - إجراءات أمنية مشددة خارج حرم جامعة أوهايو (أ.ف.ب)
الصومالي عبد الرزاق علي إرتان قبل مقتله (رويترز) - إجراءات أمنية مشددة خارج حرم جامعة أوهايو (أ.ف.ب)
TT

تهمة «الإرهاب» تنتظر الصومالي مرتكب جريمة جامعة أوهايو

الصومالي عبد الرزاق علي إرتان قبل مقتله (رويترز) - إجراءات أمنية مشددة خارج حرم جامعة أوهايو (أ.ف.ب)
الصومالي عبد الرزاق علي إرتان قبل مقتله (رويترز) - إجراءات أمنية مشددة خارج حرم جامعة أوهايو (أ.ف.ب)

تبنى تنظيم داعش أمس الهجوم الذي وقع في جامعة ولاية أوهايو الأميركية، والذي نفذه مهاجر من أصل صومالي ما أسفر عن وقوع ضحايا بين الطلاب، حسبما أعلنت وكالة «أعماق» الذراع الإعلامية له على شبكة الإنترنت.
وذكرت وكالة «أعماق» في بيان نشر على موقع التواصل الاجتماعي أن «منفذ هجوم ولاية أوهايو هو أحد جنود (داعش)، ونفذ العملية استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف الدولي». يذكر أن الشرطة الأميركية أعلنت أول من أمس مقتل المشتبه به عبد الرزاق علي إرتان، خلال إطلاق النار في حرم الجامعة، وأشارت إلى أن إطلاق النار في الجامعة أدى إلى سقوط 9 جرحى، موضحة أن 8 منهم في حالة مستقرة، وشخص حالته حرجة.
وأمس قالت صحيفة «كولومبس ديسباتش»، التي تصدر في كولومبس (ولاية أوهايو)، إن المحققين يتوقعون وصف ما حدث بأنه «عمل إرهابي». وقال تلفزيون «فوكس» الشيء نفسه عن إرتان (18 عامًا). وقالت وكالة «أسوشييتد برس» إن إرتان لا يحمل الجنسية الأميركية، بل الإقامة الدائمة، وأنه جاء إلى الولايات المتحدة من الصومال، حيث ولد وحيث كان يعيش، بصفته لاجئًا في البداية.
وفي شرح عما حدث يوم الاثنين، قالت صحيفة «كولومبس ديسباتش» إن إرتان استعمل سيارة لدهس الطلاب، ثم خرج من السيارة واستعمل سكين مطبخ، وواصل الاعتداء، وسبب هلعا، وفوضى، وإغلاق الجامعة لباقي يوم الاثنين. لكن، استأنفت الجامعة الدراسة أمس.
وقالت قائدة شرطة كولومبس، كيم جاكوبس، إنهم يحققون في «ما إذا كان الحادث عملا إرهابيا»، وأضافت: «بسبب الطريقة التي نفذ بها الهجوم، نحقق في إمكانية أن يكون مخططا بشكل مسبق».
وقالت الصحيفة: «حتى الآن، لا نعرف سبب الحادث، علما بأن 60 ألف طالب يدرسون في الجامعة التي تعد من أكبر الجامعات في الولايات المتحدة». وأشارت الصحيفة إلى أن «داعش» كان شجع أنصاره ومؤيديه على استخدام «الأسلحة المتاحة» لهم لتنفيذ هجمات، مثل السيارات.
ونقل تلفزيون «اي بي سي» كتابات كان إرتان كتبها في صفحته على موقع «فيسبوك»، قال فيها: «لم أعد احتمل أميركا.. يا أميركا، توقفي عن التدخل في الدول الأخرى. لسنا ضعفاء. لسنا ضعفاء، تذكري ذلك».
وأضاف: «إذا أردتم أن يوقف المسلمون هجمات (الذئاب المنفردة)، فاصنعوا السلام. لن نسمح لكم بإغماض جفن ما لم تعطوا المسلمين السلام».
وحسب تلفزيون «اي بي سي»، أشار إرتان إلى أنور العولقي، القيادي في «القاعدة»، اليمني الأصل، والمولود في الولايات المتحدة، والذي قتل، قبل 4 أعوام، في غارة شنتها طائرة أميركية من نوع «درون»، (من دون طيار). وقال إرتان إن العولقي «بطل»، وإنه «مات شهيدا».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أمس أن المحققين عثروا على رأي كتبه إرتان قبل 3 أشهر في صحيفة «ذا لانترن» الطلابية في الجامعة. تحدث في الرأي عن نقص قاعات الصلاة للمسلمين في حرم الجامعة. وكتب: «لا أرتاح للصلاة في حرم الجامعة.. إذا نظر الناس إلى مسلم يصلي، لا أدري ماذا يجول في فكرهم، أو ماذا سيفعلون».
وأضاف: «لا ألوم الناس على الآراء التي يحملونها حول المسلمين. الإعلام هو المسؤول عن هذه الصورة السلبية في أذهان الناس». وتابع: «توكلت على الله، وتوجهت إلى أقرب زاوية، وصليت».
من جهته، قال رئيس الجامعة، مايكل دريك، في رسالة إلكترونية إلى الطلاب والموظفين: «يجب أن نعتبر أياما كهذا اليوم (الاثنين) امتحانا لمعنوياتنا. لكن، سنبقى متحدين في وجه المحن».
حتى ظهر أمس، لم يعلق الرئيس المنتخب دونالد ترامب على الحادث، رغم أنه غرد كثيرا خلال اليومين الماضيين، عن الانتخابات وعن منافسته السابقة هيلاري كلينتون.
لكن، قال نائب الرئيس المنتخب، مايك بنس، في نيويورك: «نتضامن مع عائلات الضحايا في أوهايو. إنه هجوم مأساوي. صلواتنا معهم».
وقال رئيس لجنة الأمن الوطني في مجلس النواب، الجمهوري مايكل ماكول: «لا نملك أي تأكيد على علاقات إرهابية في هذا الذي حدث. لكن، لا نشك في أن أعداءنا يحثون أتباعهم على ممارسة هذا النوع من العنف العشوائي ضدنا».
وبينما أدان مجلس العلاقات الأميركية - الإسلامية (كير)، ومنظمات إسلامية أخرى، ما حدث، قالت وسائل إعلام إن جاليات مسلمة اتخذت الحذر توقعا لهجمات من غاضبين على الإسلام والمسلمين.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.