انتقادات واسعة في اليمن لـ {حكومة} الانقلاب وولد الشيخ اعتبرها «عقبة أمام السلام»

الرئاسة تتهم المتمردين بتقويض الحوار.. وتدعو المجتمع الدولي لوضع حد لسياساتهم

يمني يحمل صورة للرئيس هادي خلال مسيرة مؤيدة للشرعية في عدن مطلع الشهر الحالي (غيتي)
يمني يحمل صورة للرئيس هادي خلال مسيرة مؤيدة للشرعية في عدن مطلع الشهر الحالي (غيتي)
TT
20

انتقادات واسعة في اليمن لـ {حكومة} الانقلاب وولد الشيخ اعتبرها «عقبة أمام السلام»

يمني يحمل صورة للرئيس هادي خلال مسيرة مؤيدة للشرعية في عدن مطلع الشهر الحالي (غيتي)
يمني يحمل صورة للرئيس هادي خلال مسيرة مؤيدة للشرعية في عدن مطلع الشهر الحالي (غيتي)

بينما اتهمت الرئاسة اليمنية أمس المتمردين الانقلابيين بتقويض أي فرصة للسلام في البلاد، إثر إعلانهم بشكل أحادي تشكيل ما سموه «حكومة إنقاذ وطني» في العاصمة صنعاء التي يسيطرون عليها منذ عامين، قال المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ إن تشكيل الحوثيين مع حلفائهم حكومة جديدة لا يساعد البلاد ويعد عقبة مثيرة للقلق أمام عملية السلام.
وقالت الرئاسة اليمنية في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية «سبأ» إن «الخطوات التي أقدمت عليها ميليشيات الحوثي وصالح بإعلان ما سموه حكومة في صنعاء هو تأكيد جديد لشعبنا وللعالم بأن هذه القوى تعزز نهجها الانقلابي، وتدمر وتنهي أي خطوة ممكنة للحوار والسلام وتؤكد حقيقة أن هذه الميليشيات تضرب أي مسعى للسلم والاستقرار». وأوضحت الرئاسة أن «الانقلابيين ضربوا مساعي السلم والاستقرار، معلنين استمرارهم في نشر الفوضى والخراب ورعاية الإرهاب والسعي لتمزيق الوطن». واعتبرت أن الانقلابيين «جبلوا على صنع الدمار وتمزيق المجتمع وإشعال الحروب»، مشيرة إلى خطوة إعلانهم تشكيل حكومة في صنعاء تؤكد «زيف تعاطيهم مع دعوات الحل السلمي؛ إذ طالما تعاملوا مع كل مبادرات المجتمع الدولي باستخفاف واضح وكذب مستمر».
وكان «المجلس السياسي الأعلى» الذي شكله الانقلابيون في وقت سابق من العام الحالي، قد أعلن أول من أمس عن تشكيل ما سماه حكومة «إنقاذ وطني» برئاسة عبد العزيز بن حبتور، محافظ عدن السابق، وتضم 24 «وزيرًا». وجاء إعلان تشكيل هذه «الحكومة» تزامنًا مع الجولات المكوكية للمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ للمنطقة، ومحاولاتهم إقناع طرفي النزاع بالعودة إلى طاولة المفاوضات. وكان ولد الشيخ قد أعلن قبل يومين عزمه التوجه إلى عدن للقاء الرئيس هادي.
واتهمت الرئاسة اليمنية أطرافًا في المجتمع الدولي بتشجيع الحوثيين وصالح على خطوة تشكيل «حكومتهم». وقال بيان الرئاسة اليمنية: «لقد دعونا المجتمع الدولي ليتحمل مسؤولياته في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية؛ كونها الخريطة الأسلم لعودة الاستقرار إلى اليمن، والذي لن يكون راسخًا إلا بزوال الانقلاب نهائيًا، وللأسف فإن التراخي والخطوات المتساهلة من قبل المجتمع الدولي قد أغرت الميليشيات الانقلابية وصوّرت لهم كأن هناك قبولاً دوليًا للانقلاب دفعهم لمزيد من الخطوات الانقلابية». وأشار البيان إلى أن تلك الخطوة تؤكد استمرار الحوثيين في عملية الانقلاب ونشر الفوضى. وأكد البيان ضرورة تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الانقلاب بجدية أكبر، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية بشكل فاعل، وذلك عبر ترسيخ مؤسسات الدولة الشرعية، وإنهاء كل مظاهر الانقلاب.
وتعليقًا على تشكيل «حكومة» الانقلاب في صنعاء، قال المبعوث الأممي لليمن ولد الشيخ، في بيان إن إعلان جماعة أنصار الله (الحوثية) وحزب المؤتمر الشعبي العام عن تشكيل حكومة جديدة في صنعاء يمثل عقبة جديدة ومثيرة للقلق أمام عملية السلام ولا يخدم مصالح الشعب اليمني في هذه الأوقات الصعبة.
من جانبه، وصف نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي، الحكومة المعلن عنها من قبل الانقلابيين بـ«المولود الميت لعصابات تستهتر بالسلام والقرارات الأممية وجهود المجتمع الدولي من أجل إعادة الأمن والاستقرار». وطالب المخلافي في تغريدة له على «تويتر» مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة ومجموعة الـ18 الراعية للسلام في اليمن، إلى إدانة هذا «الإجراء الانقلابي الجديد لميليشيات الحوثي وصالح».
بدوره، قال نائب وزير حقوق الإنسان اليمني، محمد عسكر، إن إعلان الانقلابيين عن حكومتهم يمثل تدشينا للموجة الثانية من الانقلاب في البلاد. وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الانقلابيين «بإعلانهم عن حكومة، فإنهم يخطون خطوة أحادية الجانب، ضاربين عرض الحائط كل قرارات مجلس الأمن الدولي وخصوصًا القرار 2216، سعيًا منهم نحو شرعنة انقلابهم واغتصابهم للسلطة، وإفشالاً لجهود المبعوث الأممي الذي كلما اقترب بجهوده ذراعا للسلام ابتعد الانقلابيون بخطواتهم أحادية الجانب - ميلاً عنه». وطالب عسكر المجتمع الدولي بأن يضع حدًا لتصرفات الانقلابيين تجاه الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي؛ و«إلا فإن الأزمة الإنسانية ستزداد سواء، ومساحة الفقر وانعدام الأمن الغذائي ستبلغ مستويات كارثية».
وكانت لخطوة إعلان تشكيل حكومة للانقلابيين ردود فعل واسعة على مواقع التواصل ولدى الرأي العام اليمني. وتفاوتت ردود فعل اليمنيين إزاء الخطوة بين السخرية من جهة ومطالبة السلطة الشرعية بوقف المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة، والتركيز على حسم المعركة عسكريًا من جهة أخرى. وقال يمنيون على مواقع التواصل إن الميليشيات الانقلابية لا تعرف إلا منطق القوة والحسم العسكري.
وأطلق بعض اليمنيين الكثير من النكات والطرائف السياسية على وزراء حكومة الانقلاب، بينها أن «وزير» الشباب والرياضة القيادي الحوثي حسن زيد ليست له أي خلفية في الرياضة. كما سخر بعضهم من تخصيص وزارة لشؤون مخرجات الحوار الوطني، وهي المقررات التي انقلب عليها الحوثي وصالح. ورأى آخرون أن حكومة الانقلابيين تضم وزارات «نفط ومالية وكهرباء ومياه وخارجية ودفاع ومغتربين ونقل»، بينما لا توجد للحكومة حقول نفط، أو بنك مركزي، أو كهرباء، ولا سفارة ولا طائرات أو مطارات.



السيسي وماكرون يبحثان إمكانية عقد قمة مصرية - فرنسية - أردنية حول غزة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقصر الإليزيه في يوليو 2022 (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقصر الإليزيه في يوليو 2022 (رويترز)
TT
20

السيسي وماكرون يبحثان إمكانية عقد قمة مصرية - فرنسية - أردنية حول غزة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقصر الإليزيه في يوليو 2022 (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقصر الإليزيه في يوليو 2022 (رويترز)

تلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، السبت، اتصالاً هاتفياً من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في إطار الإعداد لزيارة ماكرون المرتقبة للقاهرة، بحسب إفادة رسمية للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير محمد الشناوي.

وقال الشناوي إن «الاتصال تناول العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها، حيث تم التباحث بشأن أهم موضوعات التعاون المطروحة خلال الزيارة، وآفاق تعزيزها بما يتفق مع مصالح البلدين الصديقين». كما تناول الاتصال «إمكانية عقد قمة ثلاثية مصرية - فرنسية أردنية بالقاهرة خلال زيارة ماكرون إلى القاهرة».

ووفق المتحدث الرئاسي فإن «الاتصال تناول تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث تم استعراض الجهود المصرية لوقف إطلاق النار بالقطاع». وأكد الرئيسان على «أهمية استعادة التهدئة من خلال الوقف الفوري لإطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية»، وشددا على «أهمية حل الدولتين بعدّه الضمان الوحيد للتوصل إلى السلام الدائم بالمنطقة».

ومن المتوقع أن «يصل الرئيس الفرنسي إلى القاهرة، مساء الأحد، حيث سيعقد صبيحة اليوم التالي اجتماعاً مع الرئيس المصري، قبل أن يتوسّع هذا الاجتماع الثنائي ليشمل عدداً من الوزراء»، وفق ما أعلنه قصر الإليزيه، الخميس.

وقالت الرئاسة الفرنسية، في إفادة رسمية، إن ماكرون سيتوجه، الثلاثاء، إلى مدينة العريش التي تبعد 50 كيلومتراً عن قطاع غزة، حيث سيعقد لقاءات مع جهات فاعلة إنسانية وأمنية، وذلك تأكيداً على «أهمية وقف إطلاق النار».

وأوضحت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون سيلتقي في ميناء العريش أفراد طواقم منظمات غير حكومية فرنسية وأممية والهلال الأحمر المصري، كما يُحتمل أن يلتقي فلسطينيين.

ويرافق ماكرون في زيارته إلى مصر وزراء الخارجية جان نويل بارو، والقوات المسلحة سيباستيان ليكورنو، والاقتصاد إريك لومبار، والصحة كاثرين فوتران، والبحث فيليب باتيست، والنقل فيليب تابارو.

ومن المقرر أن يتم خلال الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية في مجالات النقل والصحة والطاقة المتجدّدة، فضلاً عن اتفاقيات بين جامعات من مصر وفرنسا. كما سيزور الرئيس الفرنسي المتحف المصري الكبير، المقرر افتتاحه رسمياً في يوليو (تموز) المقبل.

وتركز زيارة ماكرون للقاهرة على مناقشة التطورات في قطاع غزة، مع التأكيد على «الضرورة الملحّة» لاستئناف وقف إطلاق النار في غزة، و«العمل من أجل الإفراج عن الرهائن الذين لا تزال حماس تحتجزهم في غزة»، كما ستتطرق إلى مناقشة الخطة العربية لإعادة إعمار غزة، بحسب الرئاسة الفرنسية.