فتح تبدأ مؤتمرها السابع بإعادة انتخاب عباس قائدًا عامًا

يطوي صفحة دحلان ويناقش «الدولة» و«ملف عرفات» وينتخب قيادة جديدة

الرئيس محمود عباس يلقي كلمته أمام المؤتمر السابع لحركة فتح الذي بدأ أعماله في رام الله أمس (رويترز)
الرئيس محمود عباس يلقي كلمته أمام المؤتمر السابع لحركة فتح الذي بدأ أعماله في رام الله أمس (رويترز)
TT

فتح تبدأ مؤتمرها السابع بإعادة انتخاب عباس قائدًا عامًا

الرئيس محمود عباس يلقي كلمته أمام المؤتمر السابع لحركة فتح الذي بدأ أعماله في رام الله أمس (رويترز)
الرئيس محمود عباس يلقي كلمته أمام المؤتمر السابع لحركة فتح الذي بدأ أعماله في رام الله أمس (رويترز)

انطلق مؤتمر حركة فتح السابع أمس، بإعادة انتخاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، قائدا عاما للحركة بالإجماع، في تأكيد على بداية مرحلة جديدة، يتربع فيها أبو مازن على عرش الحركة الأكبر في منطقة التحرير، مرسلا معارضيه، وأبرزهم القيادي المفصول محمد دحلان وأنصاره، إلى المجهول.
وفور دخول عباس إلى المؤتمر، المنعقد في مقر الرئاسة في رام الله، وقف جميع الأعضاء للتصفيق والترحيب، وهتفوا: «يا عباس سير سير.. واحنا معاك حتى التحرير».
عباس من جانبه، قال، بعد انتخابه، إن المؤتمر سيسطر فصلا جديدا في مسيرة الحركة، مخاطبا الحضور: «أنتم الآن تؤكدون بوجودكم هنا، أن فتح ستبقى غلاّبة». ووصف المؤتمر، بأنه مؤتمر القرار الوطني المستقل، والبناء، والتحرير، والاستنهاض، والوحدة الوطنية، مضيفا: «اللي مش عاجبه يصطفل» في تحد، كما يبدو، لدول إقليمية وللقيادي المفصول من الحركة، محمد دحلان، وأتباعه الذين أطلقوا على المؤتمر صفة «الإقصائي»، وتعهدوا بإطلاق مؤتمر مضاد، وهذا ما جعل الأجواء مشحونة أكثر.
وكانت دول إقليمية قد طالبت بإجراء مصالحة بين عباس ومحمد دحلان قبل عقد هذا المؤتمر، توترت علاقتها بعباس بعد رفضه عرض المصالحة وإصراره على المضي في عقد المؤتمر.
وفي مؤشر على توتر مكبوت مع دول قريبة ومؤثرة، امتنع الكثير من أعضاء الإقليم في الأردن، عن الحضور إلى رام الله للمشاركة في أعمال المؤتمر. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إنهم تجنبوا إغضاب عمان غير الراضية عن عقد المؤتمر بهذه الطريقة.
ويرى مراقبون، أن المؤتمر يحسم قضية دحلان، ويبقيه وأتباعه خارج الحركة، ويرسل رسائل واضحة بنهاية عهد وبداية آخر.
من جانبهم، احتج مناصرو دحلان أمس، بوسائل شتى، فيما لم يتوقف الغضب عليهم. لكن آخرين، استبعدوا من عضوية المؤتمر، شنوا هجوما عنيفا على المؤتمرين، ووصفوا المؤتمر بـ«مؤتمر الانقسام والتسحيج».
وكتب الدكتور أسامة الفرا، تعليقا على قرار استبعاده من عضوية المؤتمر السابع: «قد نغض البصر عن أعضاء جيء بهم من دون معرفتهم لماهية المؤتمر. لكن ما لا يمكن قبوله كيف لقائمة طويلة من المناضلين أفنى كل منهم عمره مناضلا متقدما الصفوف، أن يكون خارج المؤتمر».
ووجه القيادي في حركة فتح، حسام خضر، المستبعد كذلك من عضوية المؤتمر، انتقادًا لاذعًا للمؤتمر، قائلا إنه «ينعقد على أرضية الثأر الشخصي والإقصاء المتعمد، من أجل تعزيز إضعاف فتح وإنهاء دورها الوطني».
وخلقت مسألة العضوية هذه جدلا واسعا، وتبادلا للاتهامات.
واحتج النائب في المجلس التشريعي عن حركة فتح، جمال الطيراوي، على مسألة العضوية، بانسحابه من المشاركة في المؤتمر، بسبب ما وصفه بـ«سياسة الإقصاء والتهميش المتعمدة لكثير من قيادات الحركة وكوادرها». وألغت أمس مجموعة من قيادات حركة فتح، لم تجر دعوتها للمؤتمر العام، مؤتمرا صحافيا في مخيم قلنديا القريب، بدعوى التعرض لتهديدات. وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح، ديمتري دلياني: «منعا لإراقة الدماء، قرر أعضاء من المجلس التشريعي والمجلس الثوري والقيادات الحركية إلغاء المؤتمر الصحافي». وحسب دلياني، الذي انتخب في المؤتمر السادس عضوا في المجلس الثوري، فإن أعضاء من حركة فتح في المجلس التشريعي والمجلس الثوري، ينددون بانعقاد المؤتمر في المقاطعة «لأنه مؤتمر إقصائي بامتياز».
وفي غزة، استنكر نحو سبعين من أعضاء المؤتمر السابع، ممن لم يحصلوا على تصاريح لهم للمغادرة إلى رام الله، عقده من دونهم، مشيرين إلى أنهم يمثلون الثلث.
وطالب مرشح المجلس الثوري سعدي سلامة، الرئيس محمود عباس، بالتدخل شخصيًا لحل إشكالية العالقين، الذين لم يحصلوا على تنسيق أو تصاريح حتى اللحظة.
ولم يكترث المؤتمرون لكثير من هذه الأصوات، خصوصا المحسوبة على دحلان، ووصفها رئيس المجلس الوطني، سليم الزعنون: «بالأشياء الموبوءة التي تصدح ضد الرئيس قبل وبعد الإعداد للمؤتمر».
لكن عباس نفسه، حاول تهدئة كثير من الغاضبين الآخرين، قائلا أمام الحضور، إن كثيرا من المناضلين من حركة فتح «يستحقون أن يكونوا هنا، وهم حاضرون معنا، ولهم دورهم في الحفاظ على الحركة، وبناء الدولة، وهم جميعا في كل مكان في وجداننا، ومحل ثقتنا ونعتز بهم».
وبعد أن أعلن عباس إطلاق المؤتمر، بحضور ألف و322 عضوا من أصل ألف و411، جرى انتخاب هيئة رئاسية للمؤتمر، ضمت: عبد الله الإفرنجي رئيسا، وانتصار الوزير نائبا، وأنس الخطيب عضوا، ومحمود ديوان مقررا.
ووزعت الهيئة على المؤتمرين أهم بنود البرنامج السياسي المقترح لحركة فتح.
وقال منير الجاغوب، مسؤول الإعلام في الحركة مرشح المجلس الثوري، إن أهم البنود تضمنت حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس، على الأرض الفلسطينية المحررة التي احتلتها إسرائيل منذ الرابع من يونيو (حزيران) 1967 على الأقل، وأن حق الشعب الفلسطيني في ممارسة الكفاح المسلح ضد الاحتلال الذي يحتل أرضه يبقى حقا ثابتا أكدته الشرائع والقانون الدولي، واختيار أسلوب الكفاح في الزمان والمكان يعتمد على القدرات الذاتية والجماهيرية وعلى الأوضاع الداخلية والخارجية، وحسب معادلات القوى، وضرورات الحفاظ على الوطن، وعلى قدرة الشعب على الثورة والصمود، والاستمرار في الكفاح والتصدي.
ويستمر المؤتمر خمسة أيام، ويناقش إلى جانب البرنامج السياسي، ملفات أخرى لا تقل حساسية، بينها ملف وفاة الرئيس ياسر عرفات، والعلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، والمصالحة، وينتهي المؤتمر السبت المقبل، ما لم يجر تمديده، بانتخاب الهيئات القيادية، اللجنة المركزية بانتخاب 18 عضوا، ويجري تعيين ثلاثة لاحقا، والمجلس الثوري المؤلف من ثمانين عضوا، ويجري تعيين 21 لاحقا.
ويكتسب المؤتمر أهميته، بأنه يمهد لقيادة جديدة ستأتي بالخليفة المنتظر للرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يفترض أن يكون أحد أعضاء المركزية الجديدة، ويجري انتخابه، لاحقا، في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.