«المركزي السوداني» ينفي تورط موظفيه بـ«مخالفات الأدوية»

حجز واسترد أموالاً من 34 شركة بددت 230 مليون دولار

«المركزي السوداني» ينفي تورط موظفيه بـ«مخالفات الأدوية»
TT

«المركزي السوداني» ينفي تورط موظفيه بـ«مخالفات الأدوية»

«المركزي السوداني» ينفي تورط موظفيه بـ«مخالفات الأدوية»

نفى بنك السودان المركزي، الذي استرد أموالاً الأسبوع الماضي من شركات أدوية، متورطة في تبديد 230 مليون دولار، أن يكون أحد موظفيه ضالعًا في قضية استغلال نسبة العشرة في المائة من الصادرات المخصصة للأدوية في أغراض تجارية أخرى، والتي تنظرها المحاكم حاليًا. وتواجه فيها 34 شركة محلية وأجنبية وأسماء أعمال، اتهامات متنوعة تصل عقوباتها لحجز الحسابات والسجن والغرامة وإلغاء التراخيص.
وأصدر بنك السودان المركزي أمس بيانًا قال فيه: «إن البنك وموظفيه، لا علاقة لهم بعملية تخصيص النقد الأجنبي من حصائل الصادر للشركات وأسماء الأعمال، التي استوردت الدواء محل القضية، بل البنوك التجارية هي التي تخصص هذه الحصائل للشركات المستوفاة للشروط، وتلتزم بمواصفات وأسعار المجلس القومي للأدوية والسموم».
وأضاف بيان المركزي، الذي طالب برفع الحصانة عن المستشار رئيس لجنة التحقيق في القضية والذي كال الاتهامات لموظفيه، تمهيدًا لرفع دعوى ضده، أن تخصيص مبالغ حصائل الصادر لا تتطلب موافقته، ويقتصر دوره على التأكد بأن النسبة المحددة بعشرة في المائة قد تم تخصيصها من حصيلة الصادر.
وأصدر بنك السودان المركزي الأسبوع الماضي، إجراءات قضت بفرض جزاءات على البنوك التي خالفت منشوره بشأن الـ10 في المائة من حصيلة الصادر المخصصة للأدوية، وغرامات تساوي قيمة التمويل الممنوح لشركات الأدوية المتلاعبة بأموال استيراد الدواء.
وتعود واقعة بنك السودان المركزي و34 شركة دواء، إلى سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث دون البنك بلاغات لدى نيابة أمن الدولة يتهم فيها 34 شركة محلية وأجنبية وأسماء أعمال، بتبديد مبلغ 230 مليون دولار، صرفت لهم من البنوك التجارية لاستيراد أدوية، واستخدموها في أغراض تجارية أخرى.
ونقل عن الدكتور عوض محمد الحسن النور، وزير العدل السوداني، الأسبوع الماضي أن لجنة التحقيق في القضية، عرضت التسوية على المتهمين من شركات الأدوية، بشرط أن يدفعوا 30 في المائة من المبلغ فورًا، والباقي على قسطين في فترة محدودة، وأن يأتوا بضامن غارم مبرأة ذمته المالية. وأضاف أن هناك إجراءات اتخذت ضد بنوك وأسماء أعمال وهمية تعاملت في استيراد الدواء وحصلت على تمويل، حيث تم تجميد حسابات المتهمين بقرار من بنك السودان المركزي، وتمت محاسبة الموظفين، الذين لم يتحققوا من تسجيل أسماء الأعمال الوهمية، ولم يراجعوا المسجل التجاري، بل زودوا المتهمين بمعلومات، ساهمت في حصولهم على المبالغ المالية العالية، التي استفادت منها الشركات في استيراد أغراض كمالية أخرى.
وأوضح الوزير السوداني حينها، أن من بين أصحاب الشركات التي استغلت الأموال المخصصة للدواء، مدير سابق لأحد المصارف، فيما لا يزال البحث جاريا عن متهمين هاربين، موضحا قبول 3 شركات و9 أسماء أعمال، بتسوية مالية، لاسترداد مبالغ التمويل المهدرة فورًا، فيما تم توقيف 9 من أصحاب الشركات التي استغلت الأموال المخصصة للأدوية.
وأكد النور أن ثلاث فقط من شركات الأدوية المعروفة، من أصل الشركات الثماني التي كانت تمارس العمل في صادر الدواء وتم حظرها حظرا مصرفيا كليا كغيرها من الشركات ووافقت على التسويات ودفعت المبالغ المطلوبة، أثبتت تقارير التفتيش أنها قامت باستيراد حقيقي للوازم ومعدات طبية، وأن طلباتها المقدمة للبنوك قد كانت بهذا الغرض.



انطلاق «ملتقى السياحة السعودي 2025» بمشاركة أكثر من 100 جهة

جانب من «ملتقى السياحة السعودي 2025» بالرياض (الشرق الأوسط)
جانب من «ملتقى السياحة السعودي 2025» بالرياض (الشرق الأوسط)
TT

انطلاق «ملتقى السياحة السعودي 2025» بمشاركة أكثر من 100 جهة

جانب من «ملتقى السياحة السعودي 2025» بالرياض (الشرق الأوسط)
جانب من «ملتقى السياحة السعودي 2025» بالرياض (الشرق الأوسط)

استضافت العاصمة الرياض النسخة الثالثة من «ملتقى السياحة السعودي 2025»، بمشاركة أكثر من 100 جهة؛ حيث يقدم منصة شاملة لاستعراض أحدث المستجدات في القطاع، من خلال إبراز المشروعات الاستثمارية، وتطوير المهارات والقدرات، وبناء شراكات جديدة تسهم في دفع عجلة التنمية السياحية في المملكة.

ويسعى الملتقى، الذي يقام في الفترة من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الحالي، بالشراكة مع وزارة السياحة وهيئة السياحة السعودية وصندوق التنمية السياحي، إلى تقديم تجارب مبتكرة لزوّاره واستكشاف إمكانات الوجهات المتنوعة التي تتميز بها المملكة.

وأكد رئيس السياحة الداخلية في الهيئة، محمد بصراوي، خلال الكلمة الافتتاحية، أن قطاع السياحة يشهد مسيرة مستمرة من التقدم والنمو المتسارع، مع تحقيق أرقام قياسية وابتكار منتجات جديدة. وقال: «في عام 2023، احتفلنا بوصول عدد الزوّار إلى 100 مليون زائر للمملكة، وهو ما يتماشى مع طموحات (رؤية 2030) وتوجيهات ودعم قيادتنا الحكيمة».

وأضاف بصراوي أن النسخة السابقة للملتقى شهدت مشاركة أكثر من 28 ألف زائر من 100 جهة، وتم توقيع 62 اتفاقية، منها 9 اتفاقيات مع الهيئة السعودية للسياحة، إضافة إلى استحداث أكثر من 20 مبادرة ومنتجاً جديداً.

وأكد أن النسخة الحالية ستشهد مزيداً من الشراكات المثمرة والتسهيلات التجارية في قطاع السياحة، إلى جانب إطلاق حملات ترويجية دولية ومحلية لتعزيز مكانة المملكة بصفتها وجهة سياحية رائدة.

جناح صندوق التنمية السياحي في «ملتقى السياحة السعودي 2025» بالرياض (الشرق الأوسط)

من جانبه، قال المتحدث الرسمي للصندوق، خالد الشريف، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على هامش الملتقى، إن الصندوق يعمل على تنفيذ أكثر من 135 مشروعاً مؤهلاً في جميع أنحاء المملكة، تبلغ قيمتها الإجمالية أكثر من 40 مليار ريال. ما يُمثل إنجازاً كبيراً في غضون 4 سنوات فقط، مشيراً إلى أن من بين المشروعات التي تم العمل عليها إنشاء أكثر من 8800 غرفة فندقية، موزعة على مختلف المناطق، بما في ذلك أبها والباحة والطائف والعلا والمدينة المنورة، وليس فقط في المدن الكبرى مثل الرياض وجدة والمنطقة الشرقية.

وأكد الشريف أن الاستثمارات السياحية في المملكة تستهدف جميع المدن والطموحات، مشدداً على أن هذه المشروعات هي البداية فقط مع دعم الدولة المستمر. ولفت إلى أن الصندوق يُركز على جذب الاستثمارات الأجنبية في القطاع السياحي، بالتعاون مع وزارتي الاستثمار والسياحة، ومن أبرز الأمثلة على نجاح هذه الجهود هو مشروع فندق «ريكسوس» في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، إضافة إلى مشروع «صندوق إنسيمور»، الذي يتضمن إقامة أكثر من فندق في مختلف مناطق البلاد.

وأشار الشريف إلى أن منطقة عسير تعد واحدة من أبرز المناطق المستهدفة في القطاع السياحي، نظراً لتنوع طبيعتها الجغرافية، موضحاً أن هذه المنطقة تستهدف السياح المحليين والدوليين في فصل الصيف، وأن إجمالي عدد المشروعات في المنطقة الجنوبية بلغ 15 مشروعاً، بقيمة إجمالية تصل إلى 2.6 مليار ريال، معرباً عن أهمية استمرار دعم الصندوق لهذه المشروعات، سواء من قِبَل الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة أو القطاع الخاص.

وتابع الشريف أن الاستدامة تُشكل أحد أبرز توجهات الدولة في القطاع السياحي، مع التركيز على مشروعات البحر الأحمر، التي تعد معياراً عالمياً في مجال الاستدامة، إضافة إلى الاهتمام بالحفاظ على الطبيعة في مناطق مثل عسير، خصوصاً فيما يتعلق بالشعاب المرجانية والجبال.

وأكد أن إشراك المجتمعات المحلية في هذه المشروعات يُعدّ عنصراً أساسياً في نجاحها، ومن أهم أهداف الصندوق في مختلف المناطق.

يُشار إلى أن «ملتقى السياحة السعودي» حقق إنجازات ملحوظة منذ انطلاقته، مسلطاً الضوء على التراث الثقافي الغني والمواقع السياحية المميزة في المملكة، مع المساهمة في تحقيق التزام مشترك نحو تطوير هذا القطاع الحيوي.

ويضم البرنامج مجموعة متنوعة من الندوات وورش العمل التي تُسلط الضوء على أحدث الاتجاهات والتطورات، ما يمكّن الحضور من التفاعل مع المتحدثين الرئيسيين وصناع القرار، إلى جانب تعزيز المهارات والقدرات المهنية لمتخصصي السياحة.