سانشيز يتوهج مع انتعاش أوزيل

الثنائي التشيلي والألماني يصعدان بآرسنال إلى المربع الذهبي

ثنائي آرسنال المتألق سانشيز وأوزيل («الشرق الأوسط»)
ثنائي آرسنال المتألق سانشيز وأوزيل («الشرق الأوسط»)
TT

سانشيز يتوهج مع انتعاش أوزيل

ثنائي آرسنال المتألق سانشيز وأوزيل («الشرق الأوسط»)
ثنائي آرسنال المتألق سانشيز وأوزيل («الشرق الأوسط»)

سجل ألكسيس سانشيز مرتين أمام بورنموث وأظهر أنه ما زال متوهجا في ظل انتعاش الثنائي الذي شكله مع مسعود أوزيل. لخص فوز الآرسنال على بورنموث أداء الفريق في المباريات الأخيرة؛ فقد أثمر عن ثلاث تسديدات على المرمى وثلاثة أهداف. كان هذا إجمالي ما حققوه خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، وهو الشهر الذي عادة ما يتعرض فيه فريق أرسين فينغر لتراجع كبير في الشكل، إذ إن 10 أهداف من 11 تسديدة على المرمى معدل غير قابل للاستمرار.
فبأداء سار بوتيرة واحدة، كان ألكسيس الأبرز بين زملائه. فبعدما عاد لمكانه السابق بمركز قلب الهجوم وبمساهمته الكبيرة في التعادل بنتيجة 2 - 2 مع باريس سان جيرمان، أظهر اللاعب التشيلي قدراته الشاملة هنا بتسجيله هدفين، ناهيك عن تسديدة قوية ارتطمت بالعارضة من زاوية ضيقة، وصناعته خمس فرص لزملائه، وهو المعدل الأعلى بين جميع زملائه، وكان اللاعب الممول الأساسي لزملائه والأخطر على المرمى.
ففي تعادل فريقه بنتيجة 1 - 1 أمام مانشستر يونايتد بعطلة نهاية الأسبوع الماضي، أخطأ سانشيز بالتواجد في العمق، لكن في المباراة الأخيرة استطاع تنويع أماكن تواجده بذكاء من دون أن يتجاهل دور قلب الهجوم المطلوب منه. وعندما تحرك للعب انحرف ثيو والكوت للداخل كي يصبح قلب هجوم مؤقتا، فيما كان مسعود أوزيل يتحرك في الخلف أيضا، وظهر الانسجام بين سانشيز ومسعود أوزيل بما أوحى بأنهما شكلا ثنائيا ناجحا خصوصا في الهجمات المرتدة.
فبعدما أنذر الحكم اللاعب ستيف كوك المخالفة الخرقاء التي ارتكبها ضد سانشيز في منطقة الظهير الأيمن، بدا أن مدافع بورنموث تعمد الخطأ. وجاء الهدف الافتتاحي عندما استغل تمريره تعيسة للخلف من كوك استطاع أن يودعها المرمى بسهولة. الهدف يشبه إلى حد بعيد هدفه الأول الذي سجله في مباراة فريقه التي انتهت بفوزهم على تشيلسي بنتيجة 3 - صفر في سبتمبر (أيلول) الماضي - وكان هدفه الوحيد بملعب الإمارات الموسم الحالي - وجاء نتيجة لمبالغة غاري كاهيل في الاحتفاظ بالكرة. لم يكن خطأ كوك سهلا على الإطلاق، إذ إن الآرسنال يتفوق في قدرته على قطع الكرة في الأمام عن طريق سانشيز الذي يحوم في نصف ملعب الخصم بحثا عن خطأ. كذلك يتقهقر اللاعب للخلف عند الحاجة كما شاهدناه في مباراة بورنموث وكيف أنه يبني الهجمة من منتصف الملعب، في حين لم يبد أوزيل راغبا في استعادة الاستحواذ على الكرة، وحينها قام سانشيز بالركض لمسافة 30 ياردة واستحوذ على الكرة ليقوم آرسنال بالهجوم مرة أخرى.
في الحقيقة لم يكن الأداء الفردي سليما، فقد تنازل سانشيز عن استحواذه على الكرة قبل وقت قليل من حصول بورنموث على ضربة الجزاء بعدما احتسب الحكم خطأ على ناتشو مونيرال لصالح كالوم ويلسون.
غير أنه قاد الآرسنال للأمام ليرفع من سخونة المباراة عندما كانت النتيجة بملعب الإمارات 1 - 1. وبعدها أومأ سانشيز للآرسنال كي يهدئ المباراة ويستعيد الاستحواذ على الكرة بثقة بعدما تقدموا في النتيجة. فناهيك عن الحيوية والنشاط، فإن سانشيز يتمتع كذلك بالذكاء التكتيكي والقدرة على تغيير أسلوبه ليتناسب مع طبيعة كل مباراة، وكان يقود زملاءه أمام باريس سان جيرمان ويعتبر القائد الفطري لفريقه.
جاء أفضل ما قدم عندما كان فريقه متقدما 2 - 1، بعدما سجل والكوت هدفه من عرضية مونيرال، وهذا يعنى أن بورنموث دفع بلاعبيه للأمام وأصبح لآرسنال مساحه ينطلق منها. فعند الهجوم للأمام من ناحية اليسار كان سانشيز يمرر الكرة بشكل رائع إلى أوزيل بعدما انحرف الألماني بشكل ذكي تجاه منطقة الدفاع، ونفذ التشيلي أفضل تمريرات اللقاء بخارج القدم، وهي التمريرة التي نتمنى أن نراها من أوزيل كثيرا.
كان من الرائع أن سانشيز اختتم الأهداف بشكل لائق بعد الأداء الرائع الذي قدمه أوليفر جيرود الذي حل بديلا ناحية اليمين. في الحقيقة، ما قدمه جيرود بعد نزوله أرض الملعب من على مقعد البدلاء جدير بمنحه مكانا أساسيا مع فريقه، لكن من المؤكد أن فينغر سوف يفكر في أن يجعل من جيرود خيارا أساسيا بالخطة «ب». فسانشيز الآن الرجل الأول في الهجوم وبالفعل هو من أخطر مهاجمي الدوري الإنجليزي الممتاز.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».