أنقرة تحسم عدم مشاركة روسيا في قصف جنودها بسوريا.. وتجدد تعهدها بالرد

مجلس الأمن القومي التركي يناقش «درع الفرات» غدًا

أنقرة تحسم عدم مشاركة روسيا في قصف جنودها بسوريا.. وتجدد تعهدها بالرد
TT

أنقرة تحسم عدم مشاركة روسيا في قصف جنودها بسوريا.. وتجدد تعهدها بالرد

أنقرة تحسم عدم مشاركة روسيا في قصف جنودها بسوريا.. وتجدد تعهدها بالرد

أعلنت أنقرة مجددا أنها سترد على مقتل 4 من جنودها وإصابة 9 آخرين في قصف وقع الخميس الماضي على القوات المشاركة في عملية «درع الفرات» التي تدعم فيها قوات تركية عناصر من الجيش السوري الحر في شمال سوريا.
وقال نائب رئيس الوزراء المتحدث باسم الحكومة التركية نعمان كورتولموش في تصريحات عقب اجتماع مجلس الوزراء، في أنقرة أمس، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد لتركيا أن الطائرة التي نفذت هجوما على جنود أتراك قرب مدينة الباب السورية الأسبوع الماضي «ليست روسية».
وأضاف أن «الخطوات اللازمة» ستتخذ بشأن الضربة الجوية التي وقعت يوم الخميس الماضي وأسفرت عن مقتل 4 جنود أتراك (أحدهم توفي في مستشفى بتركيا متأثرا بجراحه) وإصابة 9 آخرين، بمجرد مراجعة سجلات الضربة الجوية.
وكان الجيش التركي قال إن من المشتبه فيه أن الضربة نفذتها قوات النظام السورية، فيما سيكون أول سقوط لقتلى أتراك على يد القوات السورية منذ أن بدأت أنقرة حملة عبر الحدود في أغسطس (آب) الماضي.
وأجرت أنقرة وموسكو اتصالات مكثفة على خلفية القصف الذي تزامن مع الذكرى الأولى لإسقاط مقاتلات تركية مقاتلة «سو 24» الروسية على الحدود مع سوريا في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، مما أثار شكوكا للوهلة الأولى حول دور لروسيا في استهداف الجنود الأتراك.
لكن حصيلة الاتصالات التي أجرتها أنقرة وموسكو على مستوى آلية التنسيق الثلاثي بينهما بشأن التطورات في سوريا، توصلت إلى أن الهجوم قامت به طائرة من طراز «باتروس» الهجومية الخفيفة (ويعمل هذا النوع من الطائرات ضمن سلاح الجو السوري).
وكانت مصادر عسكرية تركية أكدت استمرار الاتصالات مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) بشأن الهجوم على الجنود الأتراك، لافتة إلى أن الحصول على معلومات من الناتو سيستغرق وقتا طويلا.
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم عقب الهجوم، إن تركيا سترد في الوقت المناسب.
وشدد كورتولموش في تصريحاته أمس على أن بلاده تهدف إلى إحلال السلام في سوريا، مؤكدا أن عملية «درع الفرات» مستمرة بهدف تطهير 5 آلاف كيلومتر مربع من الأراضي السورية من «المنظمات الإرهابية» (وهي المساحة التي تسعى تركيا لإقامة منطقة آمنة عليها في شمال سوريا)، موضحا أن بلاده تسعى إلى منع تقدم قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في شمال سوريا، لأنها تشكل خطرا على أمن تركيا.
وتخوض تركيا من خلال عملية «درع الفرات» معركة في محيط بلدة الباب التي تشكل أهمية كبيرة، من أجل تحقيق هدف قطع الاتصال بين الكانتونات الكردية على الحدود التركية، لمنع إقامة فيدرالية كردية قد تشجع أكراد تركيا على تصعيد مطالباتهم بالحكم الذاتي.
وأضاف كورتولموش أن أنقرة تقدم كل الدعم لاستمرار المباحثات حول سوريا والموصل.
في سياق متصل، يعقد مجلس الأمن القومي التركي اجتماعا غدا الأربعاء برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان وبحضور كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين ورئيس جهاز المخابرات، لبحث آخر التطورات الداخلية والخارجية.
وبحسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية التركية، سيبحث الاجتماع تفاصيل عملية «درع الفرات» الجارية في شمال سوريا منذ 24 أغسطس الماضي، وسيقدم رئيس هيئة أركان الجيش التركي خلوصي أكار معلومات تفصيلية عن سير العمليات العسكرية في شمال سوريا، والأهداف المرسومة لهذه العملية التي تهدف لإبعاد تنظيم داعش الإرهابي والقوات الكردية عن الحدود التركية، وإقامة منطقة آمنة على محور جرابلس - أعزاز على مساحة 5 آلاف كيلومتر مربع، بعمق 45 كيلومترا، لنقل اللاجئين السوريين إليها.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.