«السقف الزمني» يعيق تقدم الحوار السياسي في موريتانيا

مصادر تحدثت عن «أزمة ثقة» بين أطرافه

«السقف الزمني» يعيق تقدم الحوار السياسي في موريتانيا
TT

«السقف الزمني» يعيق تقدم الحوار السياسي في موريتانيا

«السقف الزمني» يعيق تقدم الحوار السياسي في موريتانيا

يواجه الحوار بين الأطراف السياسية في موريتانيا، مصاعب كبيرة قد تعصف به، خاصة بعد تعليقه إثر خلاف حول المدة الزمنية التي تحتاجها الأطراف السياسية لبحث مختلف النقاط الخلافية، في الوقت الذي تصر الحكومة والأغلبية الرئاسية على أن لا يتجاوز الحوار مطلع الأسبوع المقبل، وبالتحديد يوم الاثنين المقبل، وهو ما ترفضه المعارضة عادة أن الحوار يجب أن يستمر حتى مطلع شهر مايو (أيار) المقبل.
ويعد السقف الزمني للحوار هو المحور الأول من المحاور التي تناقشها الأطراف السياسية التي دخلت في حوار مباشر منذ مساء الاثنين الماضي، هذا بالإضافة إلى محاور تتعلق أساسا بالآجال الزمنية للانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها منتصف العام الجاري أي بعد أقل من شهرين، كما سيناقش الحوار حياد الإدارة الذي يشمل مناقشة إمكانية تشكيل حكومة توافقية وإعادة هيكلة عدد من الإدارات والمؤسسات المرتبطة بالعملية الانتخابية.
وتصر الحكومة على أن الحوار الجاري يجب أن يفضي إلى اتفاق قبل يوم الأحد المقبل، وفي حالة ما إذا فشلت الأطراف في التوصل إلى هذا الاتفاق، فإن الحكومة ستواصل العمل وفق الأجندة الدستورية من خلال إصدار مرسوم باستدعاء هيئة الناخبين يوم الاثنين 21 أبريل (نيسان) الجاري، وفق ما ينص عليه الدستور الموريتاني.
من جهتها، ترفض المعارضة الراديكالية ممثلة في «المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة»، استدعاء هيئة الناخبين في الموعد المحدد، رغم أن الحكومة أكدت أن استدعاء هيئة الناخبين لن يؤثر على استمرار الحوار وتطبيق ما سيترتب عليه من نتائج.
وفي سياق المساعي الجارية لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، التقى رئيس الوزراء مولاي ولد محمد لقظف برئيس «المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة» الشيخ سيدي أحمد ولد باب مين، في اجتماع عقد أول من أمس دعا إليه منتدى المعارضة، وناقش رئيس المنتدى مع رئيس الوزراء العراقيل التي يواجهها الحوار دون أن يتوصلا إلى اتفاق يقضي باستئناف جلسات الحوار.
وتحدثت مصادر مشاركة في الحوار لـ«الشرق الأوسط» عن «أزمة ثقة» بين الأطراف السياسية، وهو ما بررته المصادر بمخاوف لدى الحكومة والأغلبية الرئاسية من عراقيل تضعها المعارضة لإضاعة الوقت وفرض تأجيل الانتخابات الرئاسية، وهو ما سيمكنها من الخروج إلى الشارع واتهام الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بأنه رئيس غير شرعي.
من جهة أخرى، أشارت نفس المصادر التي فضلت حجب هويتها، أن المعارضة بدورها تخشى الدخول في انتخابات رئاسية دون الحصول على ضمانات جدية، وتعد تمسك الحكومة باستدعاء هيئة الناخبين يوم 21 من شهر أبريل الجاري، يعد خطا أحمر تضعه الحكومة في وجه الحوار، وذلك مخالف للاتفاق بعدم وجود خطوط حمراء في الحوار.
وقال وزير الاتصال والعلاقات مع البرلمان (الإعلام)، سيدي محمد ولد محم خلال مؤتمر صحافي عقده مساء أمس، إن «الحوار لا يزال مستمرا» بين الأطراف السياسية. وأضاف: «نحن كحكومة وأغلبية رئاسية ما زلنا مصرين على الدفع بهذا الحوار، كما سنظل مصرين على تطبيق النتائج التي ستتمخض عن الحوار».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.