حزب بارزاني وحركة {التغيير} يوقعان اتفاقية تشكيل الحكومة

رئاسة البرلمان من نصيب جماعة نوشيروان.. وغياب الاتحاد الوطني

نيجيرفان بارزاني
نيجيرفان بارزاني
TT

حزب بارزاني وحركة {التغيير} يوقعان اتفاقية تشكيل الحكومة

نيجيرفان بارزاني
نيجيرفان بارزاني

وقع الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يتزعمه مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق، أمس، اتفاقية «التشكيلة الثامنة» لحكومة إقليم كردستان مع حركة التغيير التي يتزعمها نوشيروان مصطفى النائب السابق للأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني.
وأعلن عن هذا الاتفاق أمس في مؤتمر صحافي عقد بين فاضل ميراني سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، والقيادي في حركة التغيير عمر سيد علي، في أربيل. وقد ترأس ميراني بدلا من نيجيرفان بارزاني، المكلف بترؤس التشكيلة الحكومية المقبلة، وفد الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي وقع الاتفاقية، حيث علل الديمقراطي عدم مشاركة بارزاني في الاجتماع بسبب عودته المتأخرة من زيارته الأخيرة لتركيا ولقائه برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
وأكد ميراني، في المؤتمر الصحافي، أن حزبه وحركة التغيير توصلا لاتفاق حول تشكيل الحكومة، مؤكدا على أن هذه الخطوة تعد «مهمة جدا لإقرار السلم الأهلي والسياسي في الإقليم».
من جهته، أعلن رئيس وفد {التغيير} أن الطرفين توصلا لهذا الاتفاق بعد سلسلة من الاجتماعات التي عقدت بينهما. وطالب علي جميع الأطراف السياسية «بالمشاركة في الحكومة حسب اختصاصاتها الانتخابية التي حصلت عليها في الانتخابات النيابية الأخيرة التي جرت في الإقليم في الحادي والعشرين من سبتمبر (أيلول) من العام الماضي».
وكشف علي أن برلمان الإقليم سيجتمع الأسبوع المقبل لاختيار هيئته الرئاسية، حيث أكد على أن رئاسة البرلمان «ستكون من نصيب {التغيير} بالإضافة إلى وزارات البيشمركة والمالية والتجارة والأوقاف، بجانب هيئة الاستثمارات ومنصب وكيل وزير الداخلية».
وحول الاتفاق مع الاتحاد الإسلامي الكردستاني, أكد ميراني أن أعضاء المكتب السياسي لا يوجدون اليوم في أربيل «والديمقراطي في انتظار عودتهم، حيث أعلن أن هناك آفاقا كبيرة للاتفاق بين حزبه والاتحاد الإسلامي». وبين ميراني أن حزبه «كان منصفا بحق الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني، حيث راعى استحقاقاته التاريخية والاتفاقية الاستراتيجية المبرمة بينهما، بالإضافة لاستحقاقاته الانتخابية، حيث حل في المركز الثالث في انتخابات برلمان الإقليم».
ونفى ميراني أن يكون الديمقراطي الكردستاني قد عمل بالضد من الاتفاقية الاستراتيجية التي وقع عليها زعيما الحزبين طالباني وبارزاني، مؤكدا على أن لغة المنطق تقول إن الاتحاد الوطني يجب أن ينضم للاتفاق السياسي، ولا يمكن له أن يكون في جبهة المعارضة، مستبعدا أن يكون الاتحاد الوطني قد فكر في أن يكون في موقع المعارضة وخارج الحكومة.
وكشف ميراني أن المقاعد المخصصة للاتحاد في الحكومة «ستبقى فارغة إلى أن تقرر قيادة الاتحاد المشاركة في التشكيلة الحكومية، هذا إن لم يقبلوا بتوقيع الاتفاق السياسي مع الحزب الديمقراطي».
وتضمنت الاتفاقية المبرمة بين الحزب الديمقراطي وحركة التغيير (والتي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه) خمس نقاط تؤكد على «تشكيل حكومة ذات قاعدة واسعة، وتشكيل لجنة من جميع الأحزاب المشاركة في الحكومة للاتفاق على برنامج حكومي مشترك يؤكد على مبدأ الإصلاح ودعم المؤسسات الحكومية في الإقليم، بالإضافة لتفعيل دور البرلمان الرقابي لمتابعة أعمال الحكومة. وتؤكد الاتفاقية، أيضا، على منح المقاعد الوزارية المتفق عليها بين الطرفين للحركة، ويتعهد الطرفان بدعم برنامج حكومي مشترك يضمن حرية التعبير والانتماء السياسي».
كما نص الاتفاق على عقد الجلسة الثانية لبرلمان الإقليم واختيار هيئته الرئاسية الأسبوع المقبل.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.