تدفقات استثمارية سعودية جديدة في قطاع الزراعة السوداني

53 مليار دولار حجم الواردات الغذائية الخليجية

تدفقات استثمارية سعودية جديدة  في قطاع الزراعة السوداني
TT

تدفقات استثمارية سعودية جديدة في قطاع الزراعة السوداني

تدفقات استثمارية سعودية جديدة  في قطاع الزراعة السوداني

كشفت مصادر في القنصلية السودانية بجدة (غرب السعودية)، عن عزم مستثمرين سعوديين الاستثمار في القطاع الزراعي بالسودان، وأنهم يجرون مباحثات مع هيئة الاستثمار حول مساحات المشروعات، بغرض البدء في تنفيذها.
وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الاستثمارات السعودية بالسودان سجلت ارتفاعا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة، وبخاصة في القطاع الزراعي حيث بلغ إجمالي حجم الاستثمارات أكثر من 25 مليار دولار.
من جانبه قال الدكتور واصف كابلي، نائب رئيس اللجنة التجارية في غرفة جدة، لـ«الشرق الأوسط» إن الاستثمار السعودي الزراعي في السودان، جزء من المبادرة التي أطلقتها السعودية للأمن الغذائي، مع ازدياد الطلب على المواد الغذائية، مشيرا إلى أن المبادرة تسعى إلى ضمان توفير كميات جيدة من المواد الغذائية تُساهم في المحافظة على توازن الأسعار، وضمان تدفق السلع على مدار العام.
وتُعد السعودية أكبر مستثمر عربي في السودان، حيث يوجد 196 مستثمرا سعوديا في القطاع الزراعي وحده، تتركز استثماراتهم في مجالات الأعلاف والقمح والذرة، وهي منتجات تهتم بها السعودية، لضمان الأمن الغذائي للإنسان والحيوان.
وتعد السودان الدولة الزراعية الأهم بالنسبة للمملكة العربية السعودية، بسبب موقعها الاستراتيجي القريب، ولامتلاكها إمكانات وموارد طبيعية زراعية هائلة. وكانت الحكومة السودانية قد أعلنت عن تقديمها ضمانات للمؤسسات الخليجية الراغبة في الاستثمار، مع العمل على تطوير أساليب تمويل المشروعات، والتركيز على تطوير وجذب الاستثمار إلى قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية والتصنيع الغذائي والمعادن والنفط والغاز.
وبحسب تقرير اقتصادي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، فإن حجم الواردات الغذائية الخليجية سوف يتضاعف خلال الأعوام القليلة المقبلة، لتصل قيمتها إلى 53.1 مليار دولار.
وبين التقرير أن التغيرات المناخية السائدة في الخليج حاليًا ستبقيه معتمدًا على الواردات في المستقبل المنظور، حيث تنتج المنطقة فقط 30 في المائة من حاجاتها الغذائية، بينما تتم تلبية الـ70 في المائة الباقية من هذه الحاجات عن طريق الاستيراد، بقيمة تزيد عن 150 مليار دولار سنويًا.
وأشار إلى أن القطاع الغذائي يستحوذ على أكبر قدر من الإنفاق الاستهلاكي في الخليج، إذ من المتوقع أن يرتفع الإنفاق بنسبة 5 في المائة لتصل قيمته إلى 106 مليارات دولار العام المقبل، ولكنّه ينوه من جانب آخر إلى أن معدلات النمو العمراني المرتفعة ستؤثر على أنماط الإنفاق، فهناك طلب متنامٍ على الأطعمة الجاهزة والمُجمّدة والمعبأة، لدرجة أن الشرق الأوسط سيشهد نشوء سوق للأطعمة المجمّدة بقيمة تعادل 293.7 مليون دولار بحلول عام 2019.
وأشار التقرير إلى أن منطقة الخليج ستسجل العام المقبل نموًا ملحوظًا في الزراعة العضوية، وتجارة تجزئة المواد الغذائية، وخدمات الأطعمة والمشروبات، حيث من المتوقع أن تصل قيمة الزراعة العضوية الإقليمية خلال سنتين إلى 1.5 مليار دولار، مع نمو سوق التجزئة إلى 155 مليار دولار، ووصول الحجم الإجمالي لفئة الأطعمة والمشروبات إلى 13.2 مليار دولار. وتشير أحدث الإحصائيات إلى أن الاستهلاك الغذائي في الخليج قد بلغ 39 مليون طن متري في 2014، ومن المتوقع له أن يرتفع بمعدل نمو سنوي مُركب قدره 4.5 في المائة حتى 2019، حيث يُعتبر التعداد السكاني المتنامي أهم عامل مسبب لارتفاع الاستهلاك الغذائي، مع توقعات تشير إلى أن التعداد السكاني لمنطقة الخليج سيبلغ 57 مليون نسمة بحلول 2020 وفقًا لمعدلات النمو السنوية المُركبة الحالية، التي تبلغ 1.8 في المائة ما بين 2014 و2020.



«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
TT

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)

قال البنك المركزي الروسي إن مستويات أسعار النفط الحالية لا تشكل تهديداً لاستقرار الاقتصاد الروسي، لكنها قد تتحول إلى تحدٍّ خطير إذا انخفضت الأسعار دون الهدف الذي حُدد في الموازنة والذي يبلغ 60 دولاراً للبرميل.

وتشكل عائدات النفط والغاز نحو ثلث إيرادات الموازنة الروسية، وعلى الرغم من التوقعات بتراجع هذه النسبة في السنوات المقبلة، فإن إيرادات السلع الأساسية تظل تلعب دوراً محورياً في الاقتصاد الروسي، كما أن سعر النفط بالروبل يعد عنصراً مهماً في الحسابات المالية للموازنة.

ووفقاً لحسابات «رويترز»، فإن سعر مزيج النفط الروسي «أورال» في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) قد تجاوز السعر المُستخدم في حسابات موازنة الدولة لعام 2024، وذلك بفضل الانخفاض الحاد في قيمة الروبل. وأكد البنك المركزي أن سعر النفط «أورال» بلغ 66.9 دولار للبرميل بداية من 15 نوفمبر.

وفي مراجعته السنوية، قال البنك المركزي: «لا تشكل مستويات أسعار النفط الحالية أي مخاطر على الاستقرار المالي لروسيا»، لكنه حذر من أنه «إذا انخفضت الأسعار دون المستوى المستهدف في الموازنة، البالغ 60 دولاراً للبرميل، فإن ذلك قد يشكل تحديات للاقتصاد والأسواق المالية، بالنظر إلى الحصة الكبيرة التي تمثلها إيرادات النفط في الصادرات الروسية».

كما أشار البنك إلى أن روسيا قد خفضت إنتاجها من النفط بنسبة 3 في المائة ليصل إلى 9.01 مليون برميل يومياً في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك في إطار التزامها باتفاقات مجموعة «أوبك بلس». وأضاف أن الخصم في سعر النفط الروسي مقارنة بسعر المؤشر العالمي قد تقلص إلى 14 في المائة في أكتوبر، مقارنة بـ 16-19 في المائة في الفترة من أبريل (نيسان) إلى مايو (أيار).

الإجراءات لدعم الروبل فعّالة

من جانبه، قال نائب محافظ البنك المركزي الروسي، فيليب جابونيا، إن البنك سيواصل اتباع سياسة سعر صرف الروبل العائم، مؤكداً أن التدابير التي اتخذها لدعم قيمة الروبل كافية وفعالة.

ووصل الروبل إلى أدنى مستوى له منذ مارس (آذار) 2022، إثر فرض أحدث جولة من العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي. وفي خطوة لدعم العملة الوطنية، تدخل البنك المركزي، وأوقف شراء العملات الأجنبية بداية من 28 نوفمبر.

وفي مؤتمر صحافي، صرح جابونيا: «نعتقد أن التدابير المتبعة حالياً كافية، ونحن نلاحظ وجود مؤشرات على أن الوضع بدأ في الاستقرار». وأضاف: «إذا كانت التقلبات قصيرة الأجل الناجمة عن مشكلات الدفع تشكل تهديداً للاستقرار المالي، فنحن نمتلك مجموعة من الأدوات الفعّالة للتعامل مع هذا الوضع».

وأكد جابونيا أن سعر الفائدة القياسي المرتفع، الذي يبلغ حالياً 21 في المائة، يسهم في دعم الروبل، من خلال تعزيز جاذبية الأصول المقومة بالروبل، وتهدئة الطلب على الواردات.

وكانت أحدث العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي قد استهدفت «غازبروم بنك»، الذي يتولى مدفوعات التجارة الروسية مع أوروبا، ويعد المصدر الرئيسي للعملات الأجنبية في السوق المحلية. وقد أدت هذه العقوبات إلى نقص حاد في سوق العملات الأجنبية الروسية، ما تَسَبَّبَ في حالة من الهلع واندفاع المستثمرين نحو شراء العملات الأجنبية. ورغم هذه التحديات، أصر المسؤولون الروس على أنه لا توجد أسباب جوهرية وراء تراجع قيمة الروبل.

النظام المصرفي يتمتع بمرونة عالية

وفي مراجعة للاستقرار المالي، يوم الجمعة، قال المركزي الروسي إن الشركات الصغيرة فقط هي التي تواجه مشكلات في الديون في الوقت الحالي، في وقت يشكو فيه بعض الشركات من تكاليف الاقتراض المرتفعة للغاية مع بلوغ أسعار الفائدة 21 في المائة.

وأضاف أن نمو المخاطر الائتمانية قد أدى إلى انخفاض طفيف في نسبة كفاية رأس المال للبنوك الروسية في الربعين الثاني والثالث، لكنه وصف القطاع المصرفي بأنه يتمتع بمرونة عالية. كما نصح البنوك بإجراء اختبارات ضغط عند تطوير منتجات القروض، بما في ذلك سيناريوهات تتضمن بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترات طويلة.