أين يستمتع أهالي الرياض بأجوائها الماطرة ؟

أين يستمتع أهالي الرياض بأجوائها الماطرة ؟
TT
20

أين يستمتع أهالي الرياض بأجوائها الماطرة ؟

أين يستمتع أهالي الرياض بأجوائها الماطرة ؟

تدفق سكان مدينة الرياض ومحافظاتها (وسط السعودية) على البراري والمتنزهات مع بدء إجازة نهاية الأسبوع، مبتهجين بهطول الأمطار التي شهدتها العاصمة خلال اليومين الماضيين، ومستمتعين بالأجواء الماطرة ونسمات الهواء الباردة، حيث اكتظت منطقة الثمامة والدرعية ووداي حنيفة وغيرها من الأودية والشعاب في أرجاء ومحيط المدينة بالزوار منذ ساعات الصباح الباكرة.
ويُفضل أهالي العاصمة في كل موسم شتاء الخروج من المنازل والذهاب إلى المناطق الصحراوية الواسعة ومعانقة الرمال بعيدا عن صخب المدينة وأجوائها المعتادة، مصطحبين معهم حزم الحطب للتدفئة والشواء وإعداد الأكلات الشعبية والمشروبات الساخنة، بروح مفعمة بالحيوية والنشاط عكستها تلك الأجواء العليلة، بينما تغري الكثبان الرملية هواة المغامرة ولا سيما من الشباب بـ "التطعيس" في الوقت الذي تتماسك فيه الرمال، وهو ما يساعد بشكل مباشر على صعود السيارة الكثبان ونزولها منه.
ويعتبر السكان هذا الموسم متنفسا لهم وفرصة ذهبية لاستغلال تلك المناطق في ظل الطقس الحار الذي تشهده المدينة طيلة أيام السنة. وتشهد عددا من الروضات القريبة من العاصمة كثافة عالية من الأهالي خلال الشتاء والربيع، منها خريم والتنهات والخفس ونورة وأم الخفاس وسمحان وغيرها.
إلى ذلك، توقّعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة استمرار هطول أمطار متوسطة وغزيرة حتى يوم الأحد المقبل، فيما دعت مديرية الدفاع المدني المواطنين والمقيمين إلى أخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن بطون الأودية والشعاب ومجرى السيول وعدم المخاطرة بقطع مياهها، كذلك الانتباه أثناء قيادة السيارة في الطرقات وقت الأمطار خشية الانزلاق، وتجنب الأماكن المكشوفة والقريبة من الأشجار.

وفي السياق ذاته، هطلت اليوم (الجمعة)، أمطارا متوسطة على محافظة الخرج، شملت مدينة السيح والـدلـم والهياثم واليمامة والسلمية ونعجان والضبيعة والحزم وماوان والخبي والعين والعقيمي والرغيب والرفايع والشديدة والتوضحية، كما هطلت على مركز القحمة التابع لمنطقة عسير، شملت معظم أرجاء المركز، فيما شملت الأمطار التي هطلت على منطقة نجران، مدينة نجران ومواقع متفرقة من محافظات ومراكز المنطقة. وهطلت على منطقة الباحة أمطار متفرقة شملت أجزاء من مدينة الباحة وضواحيها ومحافظات بلجرشي والعقيق وبني حسن والمندق والقرى والمخواة وغامد الزناد وقلوة والحجرة والمراكز التابعة لها، ومنتزهات رغدان والأمير مشاري والمنتزه الوطني والشكران والقمع وموطف والخلب وعمضان ونخال.



«تمارين الصباح الرياضية»... علاج بريشة تشفي

مجموعة لوحات بيضون تعكس مزاجه الصباحي (الشرق الأوسط)
مجموعة لوحات بيضون تعكس مزاجه الصباحي (الشرق الأوسط)
TT
20

«تمارين الصباح الرياضية»... علاج بريشة تشفي

مجموعة لوحات بيضون تعكس مزاجه الصباحي (الشرق الأوسط)
مجموعة لوحات بيضون تعكس مزاجه الصباحي (الشرق الأوسط)

وقع الصمت يلمس زائر معرض وسام بيضون «تمارين الصباح الرياضية»، في غاليري «آرت أون 56»، في بيروت. لاشعورياً ينتاب ناظر لوحاته هدوء بالغ، ينقله من حالة صاخبة إلى أخرى يسودها السُّكون التام. ومن مجموعة إلى أخرى يقوم الزائر برحلة علاج بالألوان والأشكال.

أما ولادتها فترتبط ارتباطاً وثيقاً بلحظات الصباح الباكر عند الفنان بيضون. «كنت في الماضي القريب أقصد نادياً رياضياً أمارس فيه تمارين صباحية. ومن ثَمّ وجدت في رسم هذه اللوحات رياضة من نوع آخر. ومن خلالها أمرّن نظري وروحي وأفكاري، وأفرّغ وجدانيات أرسمها بالريشة».

الفنان بيضون أمام إحدى لوحاته (الشرق الأوسط)
الفنان بيضون أمام إحدى لوحاته (الشرق الأوسط)

ولأن الحياة هي عبارة عن مجموعة ألوان نصادفها يومياً، فإن بيضون أغدقها على لوحاته لتكون بمثابة جرعات حب وفرح وحزن وأمل. وكما الأصفر والليلكي والزهري والأزرق الفاهي يطبعها كذلك بأخرى مشبّعة بالدفء، فيمزجها بالبني والبرتقالي والتنوري الداكن مع الأخضر الزيتي، وكذلك الأسود المنثور على مساحة بيضاء. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «بالرسم واستخدام هذه الباقة من الألوان، تأخذ الحياة مشهدية أجمل، تحضّنا على الانفصال عن عالم الشرِّ والهموم لتطير بنا إلى آخر مشبع بالسَّكينة».

هذه اللحظات الصباحية التي يمضيها الفنان مع ريشته تكون بمثابة علاج لصفاء الذهن. ويترجم فيها ذكريات من الطفولة ومشهدية لطبيعة تغرّد بعيداً، يقول: «الطبيعة تعني لي كثيراً، وتولّد عندي الحلم. وغالبية لوحاتي يسودها الفن التجريدي. فتكر ريشتي على المساحة البيضاء لألحق بها تلقائياً. لا أخطط ولا أضع أفكاراً مسبقة لموضوعاتها، فتولد هادئة كما لحظات الصباح الهانئة تماماً».

يمزج الألوان مع الماء ويتركها تنساب على اللوحة وحدها (الشرق الأوسط)
يمزج الألوان مع الماء ويتركها تنساب على اللوحة وحدها (الشرق الأوسط)

ويتابع: «لدي صور في ذاكرتي عن الطبيعة أخزّنها منذ الصغر. أمزج اللون مع المياه وأتركه ينساب وحده على اللوحة. ومن ثَمَّ أحاول ضبطه. أما الألوان فتعكس طبيعة مزاجي. لذلك بعض لوحاتي فيها القلق والحزن كما الفرح والتأمل».

يقولب وسام بيضون صخور الطبيعة بأشكال تتراءى له. فيجمعها وكأنها كومة أحجار أو يمدها على طول اللوحة مثل شخص يستلقي بين أحضانها. ومرات أخرى تجمع اثنين في غمار طبيعة مزهرة. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «أسعد بخيال زائر معرضي الذي تتراءى له موضوعات لا أقصدها، فيلفت نظري لها، وكأنها المرة الأولى التي أشاهدها فيها».

التحية بالألوان عند وسام بيضون في لوحات معرضه. ويستخدمها عنواناً لبعضها. «برتقال الصين»، و«مراحب أرجوانية»، و«أوبرا زهرية» وغيرها. وفي أخرى يركن إلى الألوان الترابية يركّبها ضمن مشهدية لطبيعة تغفو على كتف أفق بعيد. «عادة ما أبدأ بلون واحد ومنه أستوحي الألوان الأخرى؛ فالرمادي

مثلاً يأتي نقطة نهاية هادئة، والزهري الذي يحلّق في السماء يذكّرني بجبال صنين عند المغيب. هي مجموعة قصص لأماكن مررت بها بالجسد أو بالنظر. وأجمل ما عندي تركيبة الصخور. صباحاً يطبعها الأزرق وظهراً تتلون بأشعة الشمس، لتأخذ بعدها الرمادي ملاذاً».

الطبيعة يستلهم منها بيضون معظم لوحات معرضه (الشرق الأوسط)
الطبيعة يستلهم منها بيضون معظم لوحات معرضه (الشرق الأوسط)

ممرات طويلة تنبثق من الطبيعة وأرضٍ مزهرة في لوحات أخرى تدعوك إلى الاسترخاء. يوضح بيضون: «هي قصص أرويها على طريقتي لتؤلف حكاية تطبعها الرومانسية والتفاؤل وخزّان من الذكريات. وقد حملتها معي من بلدتي المتنية بولونيا، وأماكن أخرى رسخت مشهديتها في ذهني».

أما الرسالة التي يريد وسام بيضون إيصالها من خلال لوحاته فيختصرها: «أرغب في القول إن الحياة حلوة رغم شوائب عدة تحاول تشويهها. وبعيداً عن الهمّ والغمّ والاستياء نتيجة أفعال الإنسان، الطبيعة كفيلة بمحو كل ذلك بلحظة تأمل».