اتهمت فرنسا النظام السوري وحلفاءه باستغلال حالة "الغموض السياسي" في الولايات المتحدة لشن "حرب شاملة" على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في البلاد، وقالت إنّ الدول التي تتخذ موقفًا مناوئا من رئيس النظام بشار الاسد ستجتمع في باريس قريبا. فيما أعلن وزير خارجيتها جان مارك آيرولت اليوم (الاربعاء)، أنّ فرنسا ستنظم "في الايام المقبلة" اجتماعا للدول الغربية والعربية التي تدعم المعارضة السورية المعتدلة، مؤكدًا أنّ "التحرك ملح" في مواجهة قصف حلب.
وأفادت مصادر في محيط الوزير الفرنسي بأنّ الاجتماع سيعقد على المستوى الوزاري مطلع ديسمبر (كانون الاول).
وأضاف آيرولت للصحافيين بعد الاجتماع الاسبوعي للحكومة "تأخذ فرنسا بزمام المبادرة لمواجهة استراتيجية الحرب الشاملة التي يتبعها النظام وحلفاؤه الذين يستفيدون من حالة الغموض في الولايات المتحدة". وأضاف أنّ اجتماعا للبلدان المناوئة للأسد سيعقد في الايام المقبلة في باريس، وأن فرنسا ستتحرك لاستصدار قرار من مجلس الامن الدولي بفرض عقوبات على النظام السوري لاستخدام الاسلحة الكيماوية.
على الصعيد الانساني، اعتبرت منظمة "سايف ذا تشيلدرن" غير الحكومية في بيان اليوم، أن استمرار معاناة الأطفال وموتهم في مدينة حلب هو "فضيحة من الناحية الأخلاقية".
وتعمل قوات النظام السوري وحلفاؤها على تضييق الخناق على شرق حلب، عبر شن هجمات على محاور عدة لتقليص مساحة سيطرة الفصائل المعارضة، وقد كررت دعوة المقاتلين إلى السماح بخروج المدنيين الراغبين في ذلك.
وقالت سونيا خوش مديرة "سايف ذا تشيلدرن" في سوريا، إن "الأطفال وعمال الإغاثة يتعرضون للقصف خلال وجودهم في المدرسة أو خلال سعيهم (لتلقي) علاج في المستشفيات التي تستهدفها هجمات أيضا". واعتبرت أن استمرار ارتفاع حصيلة الأطفال الذين يموتون في حلب هو "فضيحة من الناحية الأخلاقية، وهذا لا يمكن إلا أن يتعاظم نظرًا إلى محدودية الإجراءات المتخذة (...) لوقف القصف".
كما تضرّرت المرافق الطبية النادرة التي كانت لا تزال توفر الرعاية، في الأيام الماضية، جراء ضربات شنتها قوات النظام السوري.
وحسب منظمة الصحة العالمية، لم يعد هناك أي مستشفى في الخدمة حاليًا في شرق حلب الذي تحاصره قوات النظام منذ يوليو (تموز)، ويعيش فيه نحو 250 ألف شخص.
ومن بين القتلى الذين سقطوا خلال عطلة نهاية الأسبوع، موظفة بمدرسة في شرق حلب توفر "سايف ذا تشيلدرن" الدعم لها. فقد اكتُشفت جثة مرام (27 سنة) وابنها عبدالله البالغ من العمر ستة أشهر تحت الأنقاض.
وأشارت "سايف ذا تشيلدرن" إلى أن الدروس في 13 مدرسة أخرى في شرق حلب عُلّقت بسبب الضربات العنيفة.
ونددت المنظمة غير الحكومية أيضا بهجوم شنته فصائل معارضة على مدرسة في غرب حلب الأحد، أودى بحياة ثمانية أطفال على الأقل. قائلة إنّ هذا الهجوم يظهر أنه ليس هناك "أي مكان آمن للأطفال في هذا النزاع".
ودعت المنظمة إلى وقف لإطلاق النار بإشراف المجتمع الدولي للسماح بمرور المساعدة الإنسانية إلى شرق حلب وإجلاء المصابين والمرضى.
وتابعت المنظمة أن "أطراف النزاع يجب أن يتفقوا على وقف فوري لإطلاق النار ونقل المدنيين الجرحى ودخول المساعدات" الطبية.
وعرض مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا اقتراحًا رفضته دمشق الأحد يقضي بإقامة "إدارة ذاتية" للفصائل المعارضة في شرق حلب بعد انسحاب مسلحي "داعش" منها.
فرنسا تتهم النظام السوري باستغلال «الغموض السياسي» في واشنطن لضرب المعارضة
منظمة إنسانية: موت الأطفال في حلب «فضيحة»
فرنسا تتهم النظام السوري باستغلال «الغموض السياسي» في واشنطن لضرب المعارضة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة