برلماني مصري يطالب بتقديم شكوى للمحكمة الدولية ضد إردوغان بتهمة التحريض

الرئيس التركي وصف حكومة القاهرة بـ«الانقلابية».. وبعدها بأسبوع طالب بالإفراج عن مرسي

برلماني مصري يطالب بتقديم شكوى للمحكمة الدولية ضد إردوغان بتهمة التحريض
TT

برلماني مصري يطالب بتقديم شكوى للمحكمة الدولية ضد إردوغان بتهمة التحريض

برلماني مصري يطالب بتقديم شكوى للمحكمة الدولية ضد إردوغان بتهمة التحريض

فيما عده مراقبون تدخلا خطيرا في شؤون الدولة المصرية، خرج الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن الدبلوماسية مرتين خلال أسبوع واحد، الأولى في وصفه لحكومة القاهرة بـ«الانقلابية» والثانية مطالبته بالإفراج عن محمد مرسي وقيادات جماعة الإخوان بشكل عاجل. بينما طالب برلماني مصري حكومة القاهرة بتقديم شكوى رسمية للمحكمة الجنائية الدولية ضد إردوغان، وقال النائب مصطفى بكري عضو لجنة الإعلام بالبرلمان لـ«الشرق الأوسط» إن «إردوغان أصبح يتآمر بشكل صريح ويحرض على ممارسة العنف ضد القضاة، والدولة المصرية».
وتأتي تلك التطورات ضمن خط متصاعد من «السخونة» بين القاهرة وأنقرة منذ عزل مرسي، المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين المدعومة من أنقرة.. ومنذ ذلك الحين، تستضيف تركيا الكثير من قيادات وأعضاء «الإخوان»، التي حظرتها مصر وأعلنتها جماعة إرهابية.
وزعم الرئيس التركي أن المعزول وعناصر «الإخوان» الخاضعين للمحاكمة في قضايا إرهاب وجرائم جنائية، يعاقب عليها القانون لا يتلقون محاكمة عادلة في مصر، مطالبا على هامش زيارته الأخيرة إلى باكستان، بالإفراج عن مرسي وقيادات الجماعة الإرهابية بشكل عاجل، وليس إعادة محاكمتهم.
وقبل أسبوع أدانت وزارة الخارجية المصرية تصريحات الرئيس التركي التي أدلى بها في حوار مع قناة «الجزيرة» (القطرية)، والتي اتهم فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي بدعم جماعة فتح الله غولن المعارضة للنظام التركي، واصفا الحكومة المصرية بـ«الانقلابية». ورد وقتها المستشار أحمد أبو زيد المتحدث باسم الخارجية، قائلا: إن تصريحات إردوغان استمرار لمنهج التخبط وازدواجية المعايير الذي تتسم به السياسة التركية خلال السنوات الأخيرة، معربا عن صدمته لتنصيب الرئيس التركي نفسه حارسا للديمقراطية وحاميا للحريات، في الوقت الذي تعتقل فيه حكومته المئات من أساتذة الجامعات والإعلاميين، والعشرات من نواب البرلمان، وتغلق عشرات الصحف وتقصي عشرات الآلاف من الموظفين العموميين وضباط الجيش ورجال القضاء من وظائفهم، بحجه انخراطهم في مخطط الانقلاب على النظام.
وطالب بكري أمس حكومة القاهرة بأن تتقدم بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن ضد التدخلات المستمرة لإردوغان في الشأن الداخلي، ووضع حد لهذا التدخل، الذي وصفه بأنه فاق كل الحدود، لافتا إلى أن هذه الشكوى لا بد أن تتقدم بها وزارة الخارجية في مصر للجهات المعنية، ضد تحريض إردوغان على ممارسة العنف والإرهاب والإساءة للقضاء المصري، وإشعال نار الفتن بادعاءات كاذبة، مضيفا في تصريحات مع لـ«الشرق الأوسط» أن «إردوغان هو طرف أصيل في الإرهاب الذي يحدث في مصر، ويتولى احتضان جماعة الإخوان الإرهابية بالمال والسلاح».
وعن تبني البرلمان لدعوته لمجلس الأمن، قال بكري إن «الحكومة عليها هي أن تتقدم بشكوى عاجلة، وتقدم جميع الأدلة على احتضان إردوغان للإرهاب والعنف إلى المحكمة الجنائية الدولية، باعتباره المسؤول عن مقتل الآلاف من أبناء مصر».
وفي نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2013، ردت القاهرة على تصريحات هجومية لإردوغان آنذاك، عدتها مصر تدخلا في شؤونها، بطرد السفير التركي حسين عوني بوسطالي من القاهرة، وإبلاغه بأنه «شخص غير مرغوب فيه».
وسبق أن طردت مصر السفير التركي لديها في مناسبتين قبل تلك الواقعة، إذ قام الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر بطرد السفير التركي من القاهرة في عام 1954، على خلفية مواقف تركية اعتبرتها القاهرة معادية للعرب. كما دفع الترحيب التركي بانفصال مصر عن سوريا في عام 1961، وإنهاء الوحدة بينهما إلى طرد سفير أنقرة، للمرة الثانية في الحقبة الناصرية.
وأشار النائب مصطفى بكري إلى أن تصريحات الرئيس التركي في الشأن المصري تأتي من أكبر شخصية ديكتاتورية شهدها العصر الحديث، والذي اتخذ من الكثير من الإجراءات التعسفية التي باتت تهدد كيان الدولة التركية.
وتوطدت العلاقات المصرية التركية خلال سنوات حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي زار تركيا عام 2009؛ لكنها وصلت إلى أوجها في عهد مرسي، الذي زار تركيا ليوم واحد في يوليو (تموز) عام 2012، كما زار إردوغان القاهرة في نوفمبر من ذات العام، وقت أن كان رئيسا لوزراء تركيا.
وعقب عزل مرسي في يوليو عام 2013، شهدت العلاقات بين البلدين تدهورا على خلفية الموقف التركي الداعم لجماعة الإخوان وانتقادها لنتائج ثورة 30 يونيو (حزيران).



الأمم المتحدة تطالب بإغاثة 10 ملايين يمني

الاستجابة الأممية في 2025 تركز على إغاثة قرابة 4 ملايين نازح يمني (الأمم المتحدة)
الاستجابة الأممية في 2025 تركز على إغاثة قرابة 4 ملايين نازح يمني (الأمم المتحدة)
TT

الأمم المتحدة تطالب بإغاثة 10 ملايين يمني

الاستجابة الأممية في 2025 تركز على إغاثة قرابة 4 ملايين نازح يمني (الأمم المتحدة)
الاستجابة الأممية في 2025 تركز على إغاثة قرابة 4 ملايين نازح يمني (الأمم المتحدة)

بالتزامن مع تحذيرها من تفاقم الأزمة الإنسانية، ووصول أعداد المحتاجين للمساعدات العاجلة إلى أكثر من 19 مليون شخص، أطلقت الأمم المتحدة وشركاؤها خطة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في اليمن للعام الحالي لمساعدة أكثر من 10 ملايين محتاج.

ويأتي ذلك في ظل تراجع حاد للعملة اليمنية، إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، بعد تجاوز سعر الدولار 2160 ريالاً في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، التي عجزت عن سداد رواتب الموظفين منذ 4 أشهر، بعد أكثر من عامين من تسبب الجماعة الحوثية في توقف تصدير النفط، واشتداد أزمات الخدمات العامة، وانقطاع الكهرباء في عدن حيث العاصمة المؤقتة للبلاد لأكثر من نصف اليوم.

ودعت الأمم المتحدة المجتمع الدولي والمانحين إلى توفير مبلغ 2.47 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام الحالي، لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة لأكثر من 19.5 مليون شخص.

وجاءت الدعوة على لسان جوليان هارنيس، منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، الذي طالب بتقديم الدعم اللازم لضمان الوصول إلى الفئات الأكثر ضعفاً وتقديم المساعدات المنقذة للحياة لـ10.5 مليون شخص، مشيراً إلى أن الجهود السابقة خلال العام الماضي، شملت أكثر من 8 ملايين شخص بدعم تجاوز 1.4 مليار دولار.

نصف الأطفال اليمنيين يعانون من سوء تغذية وتعدّ النساء والفتيات من الفئات الأكثر ضعفاً (الأمم المتحدة)

وشدَّد هاريس على أن الاحتياجات خلال العام الحالي تتطلب استجابة أوسع وأكثر شمولية لتحقيق الاستقرار وبناء قدرة المجتمعات على الصمود، منوهاً بأن تدهور الأوضاع الاقتصادية، والظروف المناخية القاسية، والتطورات العسكرية الإقليمية أسهمت في مضاعفة الاحتياجات الإنسانية.

ويواجه نصف السكان تقريباً انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، ويعيش أكثر من 13 مليون شخص في ظل نقص حاد في مياه الشرب النظيفة، بينما تعمل 40 في المائة من المرافق الصحية بشكل جزئي أو لا تعمل.

وكانت الأمم المتحدة طالبت العام الماضي بـ2.7 مليار دولار لخطة الاستجابة الإنسانية، لكنها لم تحصل سوى على تعهدات ضئيلة، ما تسبب في عجز كبير في تلبية احتياجات المستهدفين.

تناقض الاحتياجات والمطالب

ويؤكد جمال بلفقيه رئيس اللجنة العليا للإغاثة في الحكومة اليمنية أرقام الاحتياجات الإنسانية التي تعلن عنها الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية، لكنه يشير إلى التناقض بين ما تعلن عنه من احتياجات ومساعيها للحصول على تمويل لتلبية تلك الاحتياجات، إلى جانب عدم قدرتها على الوصول إلى المستهدفين بسبب نقص المعلومات والبيانات، بالإضافة إلى التغيرات الديموغرافية الحاصلة بفعل النزوح.

استمرار الصراع ترك اليمنيين في حالة احتياج دائم للمساعدات (الأمم المتحدة)

وفي تصريحه لـ«الشرق الأوسط» أعرب بلفقيه عن مخاوفه من عدم إمكانية الحصول على المبالغ المطلوبة لصالح الاستجابة الإنسانية بسبب سوء الترويج للأزمة الإنسانية في اليمن لدى المانحين، لافتاً إلى أن طرق تعامل المنظمات الدولية والأممية في الإغاثة لم تتغير منذ عام 2015، رغم فشلها في تلبية احتياجات اليمنيين، وإنهاء الأزمة الإنسانية أو الحد منها.

وقبيل إطلاقها خطة الاستجابة الإنسانية للعام الحالي، حذّرت الأمم المتحدة، من اشتداد الأزمة الإنسانية في اليمن، بعد تجاوز أعداد المحتاجين إلى مساعدات إنسانية هذا العام 19.5 مليون شخص، بزيادة قدرها 1.3 مليون شخص مقارنة بالعام الماضي، مبدية قلقها على الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية، وعلى الفئات الأكثر تهميشاً من بينهم، مثل النساء والفتيات والنازحين البالغ عددهم 4.8 مليون شخص.

وقالت نائبة رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، جويس مسويا، أمام مجلس الأمن الدولي إنّ اليمنيين ما زالوا يواجهون أزمة خطرة على الصعيدين الإنساني وحماية المدنيين، مشيرة إلى أن تقديرات النداء الإنساني للعام الحالي الذي يجري إعداده، كشفت عن تفاقم الأزمة.

وباء الكوليرا عاد للتفشي في اليمن بالتزامن مع ضعف القطاع الصحي (رويترز)

ووفق حديث مسويا، فإنّ نحو 17 مليون يمني، أي ما يقدر بنصف سكان البلاد، لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية، وما يقرب من نصف الأطفال دون سنّ الخامسة يعانون من تأخر خَطرٍ في النمو بسبب سوء التغذية، مع انتشار مروّع لوباء الكوليرا، بينما يعاني النظام الصحي من ضغوط شديدة.

انهيار العملة

وواصلت العملة اليمنية تراجعها إلى أدنى المستويات، وتجاوز سعر العملات الأجنبية المتداولة في البلاد 2160 ريالاً للدولار الواحد، و565 ريالاً أمام الريال السعودي، بعد أن ظلت تتراجع منذ منتصف العام الماضي، وهي الفترة التي شهدت تراجع الحكومة اليمنية عن قراراتها بفرض حصار على البنوك التجارية المتواطئة مع الجماعة الحوثية.

ويرجع الخبراء الاقتصاديون اليمنيون هذا الانهيار المتواصل للعملة إلى الممارسات الحوثية ضد الأنشطة الاقتصادية الحكومية، مثل الاعتداء على مواني تصدير النفط الخام ومنع تصديره، وإجبار الشركات التجارية على الاستيراد عبر ميناء الحديدة الخاضع للجماعة، إلى جانب المضاربة غير المشروعة بالعملة، وسياسات الإنفاق الحكومية غير المضبوطة وتفشي الفساد.

العملة اليمنية واصلت تدهورها الحاد خلال الأشهر الستة الماضية (رويترز)

ويقدر الباحث الاقتصادي اليمني فارس النجار الفجوة التمويلية لأعمال الإغاثة والاستجابة الإنسانية، بأكثر من 3 مليارات دولار، ويقول إن تراكمات هذا العجز خلال السنوات الماضية أوصل نسبة تغطية الاحتياجات الإنسانية في البلاد إلى 52 في المائة.

ولمح النجار في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى تضرر الاقتصاد اليمني بفعل أزمة البحر الأحمر وما سببته من تحول طرق التجارة العالمية أو ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين، مع عدم بروز إمكانية لتحسن اقتصادي دون توقف الجماعة الحوثية عن ممارساتها أو إلزامها بالكف عنها، بالتوازي مع إجراءات داخلية لتحسين الإيرادات.

استهداف الحوثيين للسفن التجارية في البحر الأحمر ضاعف من تدهور الاقتصاد اليمني (أ.ف.ب)

وحثّ النجار الحكومة اليمنية على اتباع سياسات تزيد من كفاءة تحصيل الإيرادات المحلية، وتخفيف فاتورة الاستيراد، ومن ذلك تشجيع الأنشطة الزراعية والسمكية وتوفير فرص عمل جديدة في هذين القطاعين اللذين يشكلان ما نسبته 30 في المائة من حجم القوى العاملة في الريف، وتشجيع زراعة عدد من المحاصيل الضرورية.

يشار إلى أن انهيار العملة المحلية وعجز الحكومة عن توفير الموارد تسبب في توقف رواتب الموظفين العموميين منذ 4 أشهر، إلى جانب توقف كثير من الخدمات العامة الضرورية، ومن ذلك انقطاع الكهرباء في العاصمة المؤقتة عدن لمدد متفاوتة تصل إلى 14 ساعة يومياً.