لجنة التحقيق اليمنية تعاين ميدانيًا منزلاً دمرته الميليشيات وقضت على جميع سكانه

الفريق يواصل تحقيقاته في جرائم الحوثي وصالح بالضالع

لجنة التحقيق اليمنية تعاين ميدانيًا منزلاً دمرته الميليشيات وقضت على جميع سكانه
TT

لجنة التحقيق اليمنية تعاين ميدانيًا منزلاً دمرته الميليشيات وقضت على جميع سكانه

لجنة التحقيق اليمنية تعاين ميدانيًا منزلاً دمرته الميليشيات وقضت على جميع سكانه

واصلت اللجنة الوطنية اليمنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، ولليوم الثاني على التوالي، عملية التحقيق في جرائم الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية بحق المدنيين والمنشآت الحكومية والتعليمية بمحافظة الضالع.
وقام أعضاء اللجنة ومساعدوهم بالنزول الميداني إلى مدرسة «الوبح» التي طالها تدمير كلي بفعل القصف الصاروخي الذي تعرضت له أثناء الحرب.
كما زارت اللجنة، منطقة «زُبيد» وحققوا في وقائع انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت هناك في أثناء الحرب، ومنها تدمير منزل بقذيفة قضت على جميع أفراد الأسرة.
وعاين أعضاء اللجنة مدى الخراب والدمار الذي لحق بالمدرسة التي يرتادها أكثر من 500 طالب وطالبة باتوا اليوم يتلقون تعليمهم في العراء وداخل مخيمات نصبت بجوار حطام مدرستهم المدمرة. واستمع أعضاء اللجنة لمعاناة الطلاب الذين وجدوهم يفترشون التراب ويجلدهم البرد داخل المخيمات المتهالكة مما يجعلهم عرضة للإصابات بالأمراض والأوبئة الخطيرة، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
وقام أعضاء اللجنة ومساعدوهم من المحققين بأخذ أقوال الشهود من أبناء المنطقة الذين شاهدوا المدرسة وهي تتعرض لعملية قصف صاروخي حولتها إلى ركام.
بعد ذلك توجه أعضاء اللجنة ومساعدوهم إلى نادي النصر الرياضي الكائن في منطقة الجليلة، وعاينوا مدى الدمار الذي لحق بمبنى إدارة النادي نتيجة تعرضه للقصف، واستمعوا لأقوال الشهود الذين شاهدوا الواقعة.
وفي منطقة الجليلة أيضا، زار أعضاء اللجنة مجمع هائل سعيد التعليمي الذي تعرض للتدمير الكلي بسبب القصف، وباشروا التحقيق في هذه الجريمة، وتدوين أقوال الشهود من أهالي المنازل المجاورة للمجمع.
وتحرك أعضاء اللجنة لمعاينة الدمار الذي لحق بمبنى صندوق الرعاية الاجتماعية الواقع في منطقة كوكبة القريبة من الجليلة، وتوجهوا بعد ذلك للتحقيق في جريمة اقتحام منزل مسؤول حكومي سابق وقتل أحد أبنائه داخل المنزل واختطاف اثنين من أبنائه أيضا.
أعقب ذلك قيام أعضاء اللجنة بزيارة مبنى سجن إدارة الأمن داخل مدينة الضالع للتحقيق فيما إذا كانت هناك أي اعتقالات خارج القانون تمت بحق مواطنين.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.