تحرك حقوقي لتصنيف «الحوثيين» جماعة إرهابية

منظمو الحملة يسعون إلى جمع 20 مليون توقيع لتحقيق هدفها

يمنيون يشيرون بأيديهم إلى المباني التي قصفتها ميليشيات الحوثي وصالح في تعز (رويترز)
يمنيون يشيرون بأيديهم إلى المباني التي قصفتها ميليشيات الحوثي وصالح في تعز (رويترز)
TT

تحرك حقوقي لتصنيف «الحوثيين» جماعة إرهابية

يمنيون يشيرون بأيديهم إلى المباني التي قصفتها ميليشيات الحوثي وصالح في تعز (رويترز)
يمنيون يشيرون بأيديهم إلى المباني التي قصفتها ميليشيات الحوثي وصالح في تعز (رويترز)

ينظم موقع «آفاز» العالمي والمركز العربي لحقوق الإنسان ومناهضة الإرهاب (آشا) حملة مجتمعية لتوقيع عريضة تصل إلى نحو 20 مليون شخص لتصنيف جماعة الحوثي جماعة إرهابية شعبيا.
وقال الرئيس التنفيذي للمركز العربي لحقوق الإنسان ومناهضة الإرهاب، المنسق للحملة، خالد الشيباني لـ«الشرق الأوسط»: «إن الحملة التي يقوم بها المركز العربي لحقوق الإنسان ومناهضة الإرهاب (آشا) وموقع (آفاز) العالمي للحملات المجتمعية تهدف إلى وضع المجتمع الدولي والعالم أمام حقيقة تلك الجماعة التي يبحث لها المجتمع الدولي عن حل مرض وغير عادل لليمنيين ولدول الإقليم بذريعة فرضها للأمر الواقع عسكريا».
وأفاد بأن ما يقوم به المجتمع الدولي ليس عادلا ومنصفا، فالحوثي لم يكن ذات يوم أمرا واقعا ولن يكون كذلك، على اعتبار أن الشعوب هي من تفرض الأمر الواقع وليس الجماعات.
وأضاف: تأخرت هذه الحملة كثيرا وكان يجب العمل بها من بداية عام 2016 وكل هذه الفترة تزايد عدد الانتهاكات المرتكبة من قبل ميليشيات الحوثي لتصل إلى الضعف تقريبا من ناحية القتلى المدنيين.
وأكد أن هدفهم من القيام بحملة هو إدراج جماعة الحوثي وتعريتها وطنيا وإقليميا ودوليا، باعتبارها جماعة إرهابية مارقة ويتم التعامل معها كطرف سياسي يراد شرعنة فعلها وجعلها تبدو وكأنها سلطة قانونية رغم لجوئها للسلاح ورفضها الاحتكام للقوانين والنظم النافذة في البلاد.
وتابع: «لم تقم أي حكومة أو جماعة أو جهة تحت أي مسمى كان بما قامت به جماعة الحوثي حتى اليوم في تاريخ اليمن السياسي القديم والمعاصر، ولا نعتقد أن هناك جماعة ممكن أن تفعل ذلك مستقبلا، فهذه الجماعة ظهرت لتعيش وتقتات على الحروب والدماء التي تسفك حتى عندما فرضت نفسها بقوة السلاح كأمر واقع لم تقم بالتنمية لم تراع الإنسانية بتعاملها بل دمرت وأحرقت واعتقلت مثلها مثل جماعة (داعش) الإرهابية التي تمارس أبشع صنوف الإرهاب والعذاب في المناطق التي ترفض سيطرتها فيه».
وأشار إلى أن الجماعة الحوثية أصبحت اليوم أكثر خطرا من ذي قبل، خاصة بعيد استيلائها على مقدرات الدولة اليمنية من سلاح ومال وأدوات تمكنها من الاستمرار في مواجهة التطبيع للحياة واستعادة النظام والقانون والمؤسسات.
وكان بيان صادر عن المركز قال إن الحملة هي بمثابة إثبات للعالم أن الجماعة تقوم بانتهاكات ترقى إلى جرائم حرب ضد الإنسانية وتقوم بالعبث بالنسيج الاجتماعي اليمني، إثر قيام الجماعة بعدد من الانتهاكات خلال الفترة الماضية وصلت إلى عشرات الآلاف من الانتهاكات بين اعتقالات تعسفية وتعذيب وتميز عنصري وقتل وسلب ونهب.
وكان تقرير حقوقي نشر أول من أمس، رصد 257 واقعة انتهاك كنماذج وأنماط عشوائية متعددة من الجرائم التي مست حقوق الإنسان في عدن، من قبل ميليشيات الحوثي وصالح.
وقال التقرير الذي أعدته مؤسسة وجود للأمن الإنساني ومقرها عدن، بأن إجمالي عدد الحالات المرصودة بلغ 1998 حالة انتهاك (الذكور 1330، والإناث 668 حالة انتهاك) توزعت على القتلى 322 حالة، والجرحى 256 حالة، والنزوح غير الآمن 242 حالة انتهاك، والاختفاء القسري 10 حالات، والحرمان من الرعاية الصحية 86 حالة، ومحاولة القتل 141 حالة، وانتهاك الكرامة وسوء المعاملة والممارسات التمييزية 108 حالات.
كما تضمن التقرير رصد الاعتقال والتعذيب لنحو 88 حالة، والخطف 28 حالة، وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة 70 حالة، والسرقة والنهب 18 حالة، ومنع دخول المستلزمات الطبية 251 حالة، وعدم التفريق بين المدنيين والقوات المسلحة 98 حالة، والاحتجاز 101 حالة، والتدمير الكلي للمنازل 28 حالة، وقطع المياه ووسائل العيش عن السكان 120 حالة، والإجهاض 5 حالات، وقتل الأسرى والمرضى من القوات المعادية 20 حالة، واستهداف فرق الإغاثة الطبية 6 حالات.



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.