تورط ميليشيات «حزب الله» في أعمال عنف في البيرو ومطالبات بالتحقيق مع أتباعه

رئيسة لجنة الدفاع في البرلمان البيروفي طالبت بتتبع أثر أنصار الميليشيات والكشف عن تورطها

جانب من الاحتجاجات في مقاطعة «لابامبا» إثر مقتل فلاح بيروفي برصاصة في الرأس (رويترز)
جانب من الاحتجاجات في مقاطعة «لابامبا» إثر مقتل فلاح بيروفي برصاصة في الرأس (رويترز)
TT

تورط ميليشيات «حزب الله» في أعمال عنف في البيرو ومطالبات بالتحقيق مع أتباعه

جانب من الاحتجاجات في مقاطعة «لابامبا» إثر مقتل فلاح بيروفي برصاصة في الرأس (رويترز)
جانب من الاحتجاجات في مقاطعة «لابامبا» إثر مقتل فلاح بيروفي برصاصة في الرأس (رويترز)

أثارت قضية مقتل مواطن من دولة البيرو في احتجاجات عمالية في مدينة نائية في البلاد تسمى «لابامبا» كثيرا من المشكلات داخل برلمان البلاد وأثارت عددا من التساؤلات حول طبيعة عمل هذه الميليشيات في دول أميركا اللاتينية.
القضية بدأت منذ عدة أسابيع وذلك بعد خروج عدد من السكان المحليين في مقاطعة لابامبا الالبيروفية وذلك للاحتجاج على حزمة مشروعات حكومية وبعد اعتراضهم على رجال الأمن يسقط أحد المواطنين قتيلا بعد تلقي رصاصة في رأسه بشكل مريب وغير معروف من قناص.
وسائل إعلام محلية في البيرو اتهمت على الفور ميليشيات ما يسمى «حزب الله» بالتعاون مع جماعة الدرب المنير «سينديرو لومينوسو» في أعمال العنف، وذلك لأن هذه المنطقة هي مكان تمركز لجمعية خيرية تدعمها ميليشيات ما يسمى «حزب الله» وتسمى «أنكاري إسلام» وهي المدعومة ماديا وآيديولوجيا من قبل ميليشيات الحزب وإيران.
وتستهدف جمعية «أنكاري إسلام» التابعة لما يسمى «حزب الله» الأحياء الفقيرة والطبقات المهمشة اجتماعيا وسط تحريض صريح عبرت عنه الأوساط الالبيروفية لإثارة أعمال العنف مستخدما غطاء البحث عن الديمقراطية والصدام مع حكومة البلاد. ويعمل ما يسمى «حزب الله» في البيرو بالتعاون مع جماعات سياسية تستهدف الفقراء والمهمشين مثل «الدرب المنير» والجماعات التابعة لها، «موفاديف» و«فوديب»، وهي جماعات تابعة للحزب الشيوعي الالبيروفي وتتبع التنظيم السياسي والعسكري للشيوعيين الماويين في البيرو، كانت انطلقت تحت غطاء «الدرب المنير» عام 1980 لتقيم حكم الديمقراطية الجديدة. ويعتمد الحزب على النظرية الماركسية اللينينية الماوية ويتبع نهج الكفاح المسلح وإطلاق الحرب الشعبية من أجل إقامة الجمهورية الاشتراكية والثورة الثقافية من أجل الوصول للمجتمع الشيوعي منذ اعتقال زعيم الحزب أبيمال غوزمان في عام 1992 وتدعو بعض الفصائل من «الدرب المنير» الآن للقتال من أجل إجبار الحكومة على التوصل إلى معاهدة سلام مع الثوار.
وكانت بالفعل أثيرت أزمة في البيرو منذ أشهر بعد أن قرر عدد من مواطنيها التحول إلى المذهب الشيعي وتكوين حزب رسمي يدعى «حزب الله الالبيروفي» وهم عدد من الشباب الذين قامت إيران بتدريبهم واحتضانهم في طهران، وبث الشباب بصحبة إمام شيعي من أصل أرجنتيني مقطع فيديو لهم داخل البيرو وهم يدعون إلى تكوين حزبهم الجديد مما أثار عددا من التساؤلات حول الدور الذي تلعبه إيران وما يسمى «حزب الله» في دولة مثل البيرو، ولماذا تستهدف إيران عبر ما يسمى «حزب الله» الطبقات الفقيرة والسكان الأصليين لدول مثل بوليفيا والبيرو؟
هذة الحادثة ليست الأولى من نوعها فقد تكررت في البيرو حوادث أخرى تورط ما يسمى «حزب الله» فيها، كان آخرها القبض على مواطن من أصل لبناني اتهمته السلطات بصلته بميليشيات ما يسمى «حزب الله» وعثرت معه على متفجرات بعد أن دخل البلاد بتأشيرة سياحية مدعيا الزواج من مواطنة البيروفية.
«لوسيانا ليون» رئيسة لجنة الدفاع في البرلمان الالبيروفي توجهت بطلب إحاطة إلى وزير الداخلية كارلوس باسومبريو منذ أسابيع، وطلبت منه الكشف عن حقيقة عمل أنصار الحزب في البلاد وعلاقاته مع الأحزاب الشيوعية ومثيري الشغب بعد واقعة مقتل المواطن الالبيروفي المحتج، وبخاصة أن أجهزة الأمن أكدت أنها لم تطلق الرصاص على المحتجين، وهو ما يدفع إلى تورط جماعات العنف لقتل المحتجين لإثارة السكان الأصليين في المنطقة وإغراق المنطقة في صراع قبلي يتكسب من ورائه أصحاب المصالح، التي أشار إليها الإعلام الالبيروفي أنها ميليشيات ما يسمى «حزب الله» التي تستخدم تلك التقنيات والمناورات لدعم الجماعات اليسارية هناك.
الجدير بالذكر أن إيران تدعم عددا من الحكومات اليسارية في أميركا اللاتينية، مثل كوبا وبوليفيا وفنزويلا وإكوادور في إطار توغلها الثقافي ودعم المشروع الثوري الإيراني لنشره في جميع أنحاء العالم عبر الحكومات الحليفة المناهضة للسياسات الأميركية في المنطقة.



تدشين قاعدة دفاعية أميركية مضادة للصواريخ الباليستية في بولندا

وفد يضم الرئيس البولندي وضيوف آخرين يغادرون سطح نظام الدفاع الصاروخي «إيجيس آشور» بمناسبة حفل تدشين هذا النظام في بولندا 13 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
وفد يضم الرئيس البولندي وضيوف آخرين يغادرون سطح نظام الدفاع الصاروخي «إيجيس آشور» بمناسبة حفل تدشين هذا النظام في بولندا 13 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

تدشين قاعدة دفاعية أميركية مضادة للصواريخ الباليستية في بولندا

وفد يضم الرئيس البولندي وضيوف آخرين يغادرون سطح نظام الدفاع الصاروخي «إيجيس آشور» بمناسبة حفل تدشين هذا النظام في بولندا 13 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
وفد يضم الرئيس البولندي وضيوف آخرين يغادرون سطح نظام الدفاع الصاروخي «إيجيس آشور» بمناسبة حفل تدشين هذا النظام في بولندا 13 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

افتُتحت رسمياً، اليوم (الأربعاء)، في بولندا، قاعدة تشكّل جزءاً من نظام دفاعي أميركي مضاد للصواريخ الباليستية يثير ريبة موسكو، استكمالاً لنظام موجود بالفعل في تركيا ورومانيا وإسبانيا.

وقال وزير الدفاع البولندي، فلاديسلاف كوشينياك كاميش، خلال مراسم في قاعدة «ريدجيكوفو» في شمال البلاد، بحضور عدد من كبار السياسيين البولنديين والقادة العسكريين الأميركيين: «هذا حدث ذو أهمية تاريخية لأمن بولندا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وزير الدفاع البولندي فلاديسلاف كوشينياك كاميش يتحدث إلى الضيوف خلال حفل التدشين الرسمي لنظام الدفاع الصاروخي «إيجيس آشور بولندا» 13 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

وبدأ العمل في هذا الموقع منذ يوليو (تموز) الماضي، في إطار مشروع الدفاع الجماعي لحلف شمال الأطلسي، وهو جزء من شبكة رادارات وصواريخ اعتراضية، بدأت واشنطن إنشاءها قبل خمسة عشر عاماً، وتهدف إلى الحماية من تهديدات الصواريخ الباليستية المتأتية من خارج منطقة أوروبا والمحيط الأطلسي، خصوصاً من إيران.

ولطالما أثار انتشار هذه الشبكة في أوروبا ردود فعل سلبية من روسيا التي ترى فيها خطراً على أمنها، رغم تأكيدات حلف شمال الأطلسي بأنها ليست موجهة ضدها.

واحتجت موسكو مجدداً، الأربعاء، على هذه القاعدة المقامة على بُعد 230 كيلومتراً من جيب كالينينغراد الروسي.

السفير الأميركي في بولندا يتحدث إلى الضيوف خلال حفل التدشين الرسمي لنظام الدفاع الصاروخي «إيجيس آشور بولندا» في 13 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

وحذّر الناطق باسم «الكرملين»، دميتري بيسكوف، من أن «هذا تقدم للبنية التحتية العسكرية الأميركية في أوروبا نحو حدودنا»، و«سيؤدي ذلك إلى اتخاذ إجراءات مناسبة لضمان التكافؤ».

وتشمل العناصر الرئيسية لهذه الدرع المضادة للصواريخ، بالإضافة إلى القاعدة في بولندا، موقعاً مشابهاً في رومانيا، ومدمرات تابعة للبحرية الأميركية متمركزة في روتا بإسبانيا، وراداراً للإنذار المبكر في كوريجيك بتركيا.

وينتشر حالياً أكثر من 10 آلاف جندي أميركي في بولندا، إحدى الدول الأكثر دعماً لجارتها أوكرانيا.