«داعش» يتبنى تفجير سيارة اقتحمت حفل زفاف غرب بغداد

بعد 3 أيام من إعلان مسؤوليته عن تفجيرين استهدفا مدينة الفلوجة

«داعش» يتبنى تفجير سيارة اقتحمت حفل زفاف غرب بغداد
TT

«داعش» يتبنى تفجير سيارة اقتحمت حفل زفاف غرب بغداد

«داعش» يتبنى تفجير سيارة اقتحمت حفل زفاف غرب بغداد

أعلن «داعش» عن هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف حفل زفاف غرب العاصمة العراقية بغداد، وأسفر عن مقتل 17 شخصًا على الأقل وإصابة آخرين. وقال التنظيم في بيان إن الهجوم، الذي وقع في بلدة عامرية الفلوجة في محافظة الأنبار (وتبعد نحو 40 كيلومترا إلى غرب العاصمة بغداد)، استهدف مسؤولين محليين. فيما لم يذكر البيان شيئًا عن حفل الزفاف.
وتفيد تقارير بأن 30 شخصًا على الأقل أصيبوا في التفجير.
ويبدي مقاتلو تنظيم «داعش» مقاومة عنيفة، مستخدمين قناصة وزرع الألغام الأرضية وتفجير سيارات انتحارية؛ لكن القوات العراقي قالت إنّها ستؤمن المناطق الشرقية من الموصل التي تمكن من دخولها.
وقال مصدر طبي في مستشفى العامرية العام جنوب الفلوجة لوكالة الصحافة الفرنسية، إن المستشفى استقبل جثث 16 شخصًا وأكثر من 30 جريحًا، جراء التفجير الانتحاري.
من جهة ثانية، أشار ضابط برتبة نقيب للوكالة إلى أن التفجير أسفر عن مقتل «18 شخصا من المدنيين والشرطة، وإصابة أكثر من 30 بجروح». وأوضح ضابط آخر برتبة مقدم أن التفجير ناتج عن سيارة مفخخة يقودها انتحاري اقتحمت حفل زفاف في المكان. ولفت إلى أن الشرطة ضربت طوقًا أمنيًا في موقع التفجير. ويأتي التفجير بعد ثلاثة أيام من تفجيرين تبناهما تنظيم «داعش» واستهدفا مدينة الفلوجة الواقعة إلى شمال غربي العامرية.
واستعادت القوات الحكومية السيطرة على الفلوجة من التنظيم المتطرف نهاية يونيو (حزيران) الماضي، إلا أن العنف تمدّد إلى أنحاء أخرى من العراق، خصوصًا العاصمة بغداد.
وتأتي هذه التفجيرات فيما تواصل القوات العراقية عملية عسكرية واسعة بدأتها في 17 أكتوبر (تشرين الأول)، لاستعادة مدينة الموصل، آخر معاقل تنظيم «داعش» في شمال البلاد.
ودخل الهجوم المدعوم من الولايات المتحدة لسحق التنظيم في الموصل (آخر معقل رئيسي له في العراق) شهره الثاني، أمس، حيث تسعى القوات المشاركة في الهجوم لإحكام الحصار حول المدينة من كل الاتجاهات.
ومنذ بدء الهجوم يواصل مسلحو التنظيم الانسحاب من المناطق المحيطة بالموصل إلى داخل المدينة. ويلقى الهجوم دعمًا جويًا وبريًا من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
ونجح جهاز مكافحة الإرهاب الذي يمثل وحدات النخبة بالقوات العراقية في اختراق الحدود الشرقية للمدينة قبل أسبوعين. ومن المنتظر دخول وحدات عسكرية أخرى من الجهتين الشمالية والجنوبية.
وأحرز تقدم آخر الأربعاء، عندما أعلنت ميليشيات تدعمها إيران سيطرتها على قاعدة جوية غرب الموصل في إطار حملتها لقطع الطريق الرابط بين المناطق السورية والعراقية «لدولة تنظيم داعش» التي أعلنها عام 2014.
ويتيح استيلاء هذه الوحدات المؤلفة أساسا من مقاتلين شيعة على قاعدة تلعفر نقطة انطلاق للعمليات ضد أهداف التنظيم داخل سوريا، مما يسلط الضوء على احتمال أن تؤدي عملية الموصل إلى إعادة صياغة القوة الاستراتيجية في أنحاء شمال العراق.
وإلى الشرق من الموصل سيطرت قوات البيشمركة الكردية أيضًا على مناطق خارج الحدود التقليدية لإقليم كردستان العراق شبه المستقل.
وأصبح الهجوم لاستعادة الموصل، أكبر معركة في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق وأطاح بنظام الرئيس الراحل صدام حسين عام 2003.
وأحجمت السلطات العراقية عن نشر جدول زمني لاستعادة المدينة بالكامل؛ لكن من المتوقع أن يستغرق الأمر شهورًا. وشن المتطرفون هجمات مضادة على القوات المتقدمة لتجبرها على خوض معركة صعبة في شوارع ضيقة تكتظ بالسكان.
ويعتبر الاستيلاء على المدينة ضروريًا لتفكيك التنظيم. وقال أبو بكر البغدادي زعيم «داعش» - الذي يعتقد أنّه انسحب إلى منطقة نائية قرب الحدود السورية - لأتباعه إنّه «لا مجال للتراجع».
وتشير تقديرات الجيش العراقي إلى وجود ما بين خمسة وستة آلاف مقاتل للتنظيم داخل الموصل في مواجهة تحالف يضم نحو مائة ألف من القوات الحكومية العراقية والمقاتلين الأكراد ووحدات ميليشيات الحشد الشعبي.
لكن التنظيم ما زال قادرًا فيما يبدو على شن هجمات في أنحاء العراق حتى في مناطق الوسط قرب بغداد على الرغم من معركة الموصل.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.