أعلنت ميليشيا الحشد الشعبي المدعومة من إيران، مساء أمس (الأربعاء)، أنّها دخلت إلى مطار بلدة تلعفر الواقعة غرب الموصل، في إطار عمليتها الرامية إلى قطع خطوط إمداد تنظيم "داعش" في المدينة، آخر أكبر معاقله في العراق.
وأكد المتحدث باسم فصائل الميليشيا أحمد الأسدي في بيان له ان الميليشيا وبعد معارك شرسة مع عناصر "داعش" سيطرت على مطار تلعفر بالكامل.
ويقع المطار على بعد ستة كيلومترات إلى جنوب بلدة تلعفر.
وأفادت ميليشيا الحشد بأنها تلاحق حاليًا عناصر التنظيم الذين يحاولون الهرب، مشيرة إلى أنّها بمساندة الفريق الهندسي فكّكت العديد من العبوات الناسفة التي زرعها التنظيم في المطار لاعاقة عمليات تحريره.
وكانت جماعة تابعة للميليشيا قد أعلنت مساء أمس، أنّها سيطرت على قاعدة تلعفر الجوية إلى الغرب من الموصل، في إطار الحملة العسكرية لاستعادة آخر مدينة كبيرة تحت سيطرة داعش في العراق.
من جانبه، قال جعفر الحسيني المتحدث باسم ميليشيا "كتائب حزب الله"، وهي جماعة تتبع ميليشيات الحشد المدعومة من إيران، إن بعض عناصر داعش انسحبوا بالفعل من القاعدة وانتقلوا إلى بلدة تلعفر. وأضاف ان "المعركة ستحسم اليوم".
في السياق ذاته، خاضت القوات العراقية حرب شوارع ضد تنظيم "داعش، لاسيما في حي عدن، في واحدة من أعنف المعارك منذ انطلاق عملية تحرير المدينة في 17 أكتوبر (تشرين الثاني).
وقال النقيب في جهاز "مكافحة الإرهاب"، التابع لوزارة الدفاع العراقية، علي ذو الفقار، إن "الفرقة الذهبية في الجهاز شرعت (أمس) الأربعاء باقتحام حي عدن والاشتباك مع مسلحي داعش الذين انتشروا بين المنازل وعلى أسطح الأبنية العالية". مضيفًا في تصريحات للأناضول أنّ "مسلحي التنظيم يوجدون في حي عدن بكثافة وأغلبهم يتميزون بالمناورة القتالية والمهارات العسكرية في المواجهة المسلحة".
وبدأت القوات العراقية الخاصة هجومًا جديدًا في عمق شمال مدينة الموصل بغطاء جوي كثيف، انطلاقًا من شرق المدينة؛ وسط هجمات صاروخية وانتحارية من عناصر التنظيم المتطرف. وتتقدم القوات العراقية حاليًا باتجاه حي التحرير من نقاط مختلفة شرق الموصل.
على صعيد متصل بالاحداث، قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» اليوم (الخميس)، إنّ مسلحي تنظيم "داعش" قتلوا على الارجح أكثر من 300 شرطي عراقي سابق قبل ثلاثة أسابيع ودفنوهم في مقبرة جماعية قرب بلدة حمام العليل جنوب الموصل.
وزار مراسل وكالة "رويترز" للأنباء موقع المقبرة حيث قال سكان إنّ المتطرفين دفنوا الضحايا بعد اطلاق النار عليهم أو قطع رؤوسهم.
وعبر السكان عن اعتقادهم بمقتل ما يصل إلى 200 شخص في الاسابيع التي سبقت انسحاب تنظيم "داعش" من البلدة.
وقالت المنظمة إنّ المتطرفين فصلوا بعض رجال الشرطة السابقين عن مجموعة تضم نحو 2000 شخص من قرى وبلدات مجاورة ثم أجبروهم على السير معهم الشهر الماضي أثناء تقهقرهم شمالا إلى الموصل وتلعفر.
ونقلت المنظمة عن عامل قوله إنّه شاهد مسلحي التنظيم المتطرف يقودون أربع شاحنات ضخمة على متنها ما يتراوح بين 100 و125 رجلا بعضهم من رجال الشرطة السابقين مرورًا بكلية للزراعة قرب الموقع الذي اكتُشفت المقبرة الجماعية فيه. وأضاف أنّه بعد دقائق، سمع دوي اطلاق نار من مدافع رشاشة وصرخات ألم. وأضاف الرجل للمنظمة أنّه في الليلة التالية في يوم 29 أكتوبر (تشرين الاول)، تكرر المشهد ذاته مع عدد يتراوح بين 130 و145 شخصًا.
وقال شاهد آخر من سكان حمام العليل إنّه سمع دوي بنادق آلية في المنطقة لنحو سبع دقائق تقريبا لثلاث ليال متتالية.
من جهته، قال جو ستورك نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش "هذا دليل آخر على القتل الجماعي المروع الذي يواجهه رجال انفاذ القانون السابقون على يد داعش في الموصل ومحيطها". مضيفًا "يجب محاسبة التنظيم على هذه الجرائم ضد الانسانية".
حرب شوارع بحي عدن في الموصل.. ومطار تلعفر بيد ميليشيا الحشد
«هيومن رايتس ووتش»: «داعش» أعدم 300 شرطي عراقي ودفنهم بمقبرة جماعية
حرب شوارع بحي عدن في الموصل.. ومطار تلعفر بيد ميليشيا الحشد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة