«درع الفرات» تواجه مقاومة عنيفة على أعتاب «الباب»

تركيا تغلق مستشفى جرابلس مع استمرار إغلاق معبر حدودي مع سوريا

مقاتلون من «درع الفرات» يتقدمون من مقر «داعش» في الباب شمال سوريا والصورة تعود إلى 26 من الشهر الماضي (رويترز)
مقاتلون من «درع الفرات» يتقدمون من مقر «داعش» في الباب شمال سوريا والصورة تعود إلى 26 من الشهر الماضي (رويترز)
TT

«درع الفرات» تواجه مقاومة عنيفة على أعتاب «الباب»

مقاتلون من «درع الفرات» يتقدمون من مقر «داعش» في الباب شمال سوريا والصورة تعود إلى 26 من الشهر الماضي (رويترز)
مقاتلون من «درع الفرات» يتقدمون من مقر «داعش» في الباب شمال سوريا والصورة تعود إلى 26 من الشهر الماضي (رويترز)

صعد تنظيم داعش الإرهابي من هجماته على عناصر الجيش السوري الحر المدعومين من تركيا مع اقتراب عملية درع الفرات من دخول «الباب» التي تعد من أهم معاقله الرئيسية شمال سوريا، فيما اتخذت أنقرة خطوات احتياطية في جرابلس وعلى حدودها مع سوريا وسط أنباء عن توتر في أعزاز.
وأكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في كلمة أمام اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم بالبرلمان التركي أمس، أن مقاتلي «الحر» المدعومين من تركيا اقتربوا جدا من مدينة الباب وأنه سيجري تطهير المنطقة من مقاتلي «داعش» قريبًا.
وقالت مصادر عسكرية تركية إن القوات المشاركة في عملية «درع الفرات» تتحرك نحو «الباب» بسرعة كبيرة لكنها تواجه مقاومة عنيفة من عناصر «داعش» على مدى اليومين الماضيين.
وعادت تركيا إلى القصف الجوي لمواقع وعناصر التنظيم بالتنسيق مع موسكو بعد أن كان النظام السوري والمتحالفون معه هددوا باستهداف الطائرات التركية وبالفعل توقفت الطلعات الجوية التركية لنحو 3 أسابيع.
وسيقوم يلدريم بزيارة إلى موسكو في الخامس من شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل حسبما أعلنت رئاسة الوزراء التركية، أمس، لافتة إلى أن مباحثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء ديمتري مدفيديف ستتناول في جانب منها ما توصلت إليه عملية «درع الفرات» في شمال سوريا.
وتنسق أنقرة مع موسكو عبر آلية ثلاثية من القوات المسلحة والمخابرات ووزارتي الخارجية بالبلدين، وتمد روسيا الجيش التركي بمعلومات استخباراتية في إطار «درع الفرات»، كما تعمل على التنسيق مع النظام السوري لعدم وجود اتصالات مباشرة لأنقرة معه.
وكان الجيش التركي أعلن مقتل 9 من عناصر الجيش الحر وإصابة 52 آخرين في إطار الاشتباكات الدائرة حول الباب، فيما يشير إلى مقاومة عنيفة يبديها التنظيم الإرهابي لمنع قوات «درع الفرات» من دخول معقله في ريف حلب الشمالي الشرقي. وسيطرت قوات «درع الفرات» على مناطق جبل الدير والحدث وقبة الشيح القريبة من «الباب» لتكمل سيطرتها على 27 قرية بريف حلب الشمالي الشرقي.
واستمر لليوم الثاني على التالي إغلاق بوابة أونجوبينار الحدودية في محافظة كيلس الواقعة على الحدود التركية السورية بعد أن تصاعدت المواجهات مع عناصر «داعش» ووقوع بعض المناوشات بين فصائل من المعارضة السورية في مدينة أعزاز قرب الحدود التركية. وقال إسماعيل جطاكلي والي كيلس، إن الحدود أغلقت مؤقتًا أمام المساعدات الإنسانية والحركة التجارية بسبب التطورات على الجانب السوري. ولم يتضح إلى متى سيستمر إغلاقها.
كما ذكرت تقارير إعلامية تركية أن قوة عسكرية تركية أغلقت مستشفى مدينة جرابلس الوحيد بعد شهر من افتتاحه من جانب السلطات التركية في المدينة التي يسيطر عليها الجيش الحر، دون ذكر أسباب. وأضافت أنه تم سحب جميع المعدات من المستشفى لدواع أمنية، وإغلاق المستوصف القديم ومركز اللقاح في المستشفى. وجاء إغلاق المستشفى بموجب قرار من والي غازي عنتاب الذي تشرف ولايته عليه.
وكانت وزارة الصحة التركية افتتحت المستشفى في مبنى مدرسة مهجورة عقب سيطرة فصائل الجيش الحر على المدينة في إطار عملية «درع الفرات» بطاقة 40 سريرا و8 عيادات، ويعمل فيه 80 موظفا، بينهم أطباء وطاقم تمريض وعمال إسعاف، وتصل قدرته الاستيعابية في اليوم الواحد إلى 400 مريض.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.