مع دخول معركة الموصل شهرها الثاني.. وزارة {المهجرين} العراقية تعلن إفلاسها

قيادة العمليات المشتركة: تحرير أكثر من ثلث الجانب الأيسر من المدينة

عراقيون يهربون إلى منطقة خاضعة لسيطرة القوات العراقية في حي السماح بالجانب الأيسر من الموصل أمس (أ.ف.ب)
عراقيون يهربون إلى منطقة خاضعة لسيطرة القوات العراقية في حي السماح بالجانب الأيسر من الموصل أمس (أ.ف.ب)
TT

مع دخول معركة الموصل شهرها الثاني.. وزارة {المهجرين} العراقية تعلن إفلاسها

عراقيون يهربون إلى منطقة خاضعة لسيطرة القوات العراقية في حي السماح بالجانب الأيسر من الموصل أمس (أ.ف.ب)
عراقيون يهربون إلى منطقة خاضعة لسيطرة القوات العراقية في حي السماح بالجانب الأيسر من الموصل أمس (أ.ف.ب)

يمر على انطلاق عمليات تحرير الموصل غدا شهر كامل استطاعت فيه القوات العراقية بما فيها قوات البيشمركة الكردية من تحرير مساحات واسعة من المدينة الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي منذ أكثر من عامين وأربعة أشهر.
وتمكنت القوات العراقية تحرير كثير من أحياء الجانب الأيسر من المدينة وهي تتقدم نحو مركزها. وبالتزامن مع عمليات الجانب الأيسر، حررت القوات الأمنية حتى الآن بلدات وقرى ونواحي مهمة من محاور الموصل كافة، أهمها تحرير نواحي الشورة وحمام العليل ونمرود وغالبية القرى والبلدات التابعة لها جنوب الموصل، وتحرير منطقة الشلالات شمال الموصل وقضاء الحمدانية وناحيتي برطلة وكرمليس شرق الموصل، وحررت قوات البيشمركة ناحية بعشيقة شمال الموصل، وعدد من القرى والبلدات في محور الخازر شرق الموصل. كذلك في المحور الغربية والجنوبية الغربية أحرزت القوات العراقية تقدما كبيرا وحررت العشرات من القرى والبلدات.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية العميد، سعد معن، في مؤتمر صحافي مشترك عقد أمس في قاعدة القيارة العسكرية جنوب الموصل مع التشكيلات الأمنية لوزارتي الدفاع والداخلية ومستشارية الأمن الوطني والاستخبارات العسكرية والبيشمركة وممثل قوات التحالف الدولي، إن «العمليات العسكرية مستمرة على محاور الموصل كافة ولن يكون هناك توقف في العمليات، التقدم والتطهير يجري في وقت واحد؛ لذا الواجبات الملقاة على عاتق القوات الأمنية مضاعفة، كذلك هناك دور لشرطة نينوى التي تمسك الأرض في كثير من المناطق». وأعلن أنه تم حتى الآن «تحرير أكثر من ثلث الجانب الأيسر من مدينة الموصل والمناطق المحررة جميعها مناطق مهمة وتعتبر مفتاحا للدخول لباقي مناطق المدينة». مبينا إحصاءات الخسائر التي لحقت بتنظيم داعش في جنوب الموصل: «في المحور الجنوبي فقط بلغ عدد قتلى تنظيم داعش الإرهابي 955 إرهابيا، بينما قتل الطيران العراقي 545 إرهابيا من التنظيم، أما طائرات التحالف الدولي فقتلت في هذا المحور 352 إرهابيا. وبلغ عدد الإرهابيين الذين ألقينا القبض عليهم 108 إرهابيين، ودمرت القوات الأمنية 176 عجلة مفخخة».
بدوره، قال المتحدث باسم قوات التحالف الدولي في العراق الكولونيل جون دوريان: «بالنسبة لنا نحن في التحالف الدولي فإننا سنستمر بضرب (داعش) من الجو، وحتى الآن قصفنا التنظيم في الموصل بنحو 4000 قنبلة من صواريخ وقذائف مدفعية، ودمرنا 59 عجلة مفخخة، وأكثر من 80 نفقا».
من جانبه، أشار المتحدث الرسمي باسم وزارة البيشمركة، العميد هلكورد حكمت، إلى القرى المتبقية تحت سيطرة «داعش» في حدود قضاء سنجار غرب الموصل، وأضاف: «هناك خطة خاصة لتحرير ما تبقى من القرى الواقعة في حدود سنجار والبالغة عددها نحو 13 قرية، وهذه الخطة خاصة بقوات البيشمركة والتحالف الدولي في جبهات قوات البيشمركة كافة سواء في سنجار أو غيرها، لكن من أهم أولوياتنا نحن في وزارة البيشمركة الآن هو تقديم الدعم للقوات العراقية لإحراز النصر في عمليات تحرير الموصل».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين إفلاسها مع إعلان وزيرها جاسم محمد الجاف عن وجود 33 مليون دينار عراقي فقط (نحو 30 ألف دولار أميركي) في خزانتها، في وقت بدأت تزداد فيه عمليات النزوح من الجانب الأيسر من المدينة، حيث لا تزال المعارك تدور منذ نحو أسبوعين. وقال وزير الهجرة والمهجرين، في مؤتمر صحافي مشترك مع المنسقة الإنسانية في العراق ليز غراندي، قال إن «معدل النزوح اليومي بلغ 1853 شخصًا»، موضحًا أن «عدد النازحين لحد الآن من الموصل والحويجة بلغ 50 ألف شخص». وأضاف: «نحن مستعدون لاستقبال مائة ألف شخص»، مبينًا أن «الوزارة توقعت سابقًا وصول العدد إلى 750 ألفًا، لكن وفق العمليات الحالية نتصور أن العدد سيصل إلى 500 ألف شخص فقط». وتابع: «نعمل على إعادة النازحين وليس استقبالهم فقط»، لافتًا إلى أن «الوزارة تمتلك حاليًا 33 مليون دينار فقط وتنتظر تمويل وزارة المالية، كما تلقت الوزارة وعودًا بزيادة عدد المخيمات وتلقي مساعدات صحية».
بدوره، أكد أثيل النجيفي، قائد «حرس نينوى» المشارك في عمليات الموصل، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «بينما لم تبدأ المشكلة في الجانب المدني بعد، فإن وزير الهجرة والمهجرين يعلن أن الوزارة لا تملك سوى 33 مليون دينار عراقي، وهذا جرس إنذار للحكومة، وما يشبه إعلان الإفلاس، مع توقعات بأن تكون الأيام المقبلة أكثر قسوة على المدنيين، لا سيما النازحين مع ازدياد أعدادهم في حال وصل القتال إلى الجانب الأيمن من الموصل الأكثر اكتظاظًا بالسكان ومع بدء موسم البرد والأمطار».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.