كيربي: نقدر دور عمان في تأمين الإفراج عن الأميركيين المحتجزين لدى الحوثيين

كيربي: نقدر دور عمان في تأمين الإفراج عن الأميركيين المحتجزين لدى الحوثيين
TT

كيربي: نقدر دور عمان في تأمين الإفراج عن الأميركيين المحتجزين لدى الحوثيين

كيربي: نقدر دور عمان في تأمين الإفراج عن الأميركيين المحتجزين لدى الحوثيين

قال جون كيربي، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، إن وزير الخارجية التقى في العاصمة العمانية مسقط مع السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد، حيث أكد وزير الخارجية الأميركية على الشراكة الدائمة بين الولايات المتحدة وسلطنة عمان، وأعرب عن تقدير الولايات المتحدة للدور العميق الذي قامت به سلطنة عمان في تأمين الإفراج عن المواطنين الأميركيين الذين احتجزتهم ميليشيات الحوثي في اليمن.
وقال كيربي في بيان أمس: «وزير الخارجية كيري بحث مع السلطان قابوس الصراع في اليمن، والحاجة الملحة لإيجاد تسوية سياسية دائمة؛ للتخفيف من معاناة الشعب اليمني»، وأضاف: «الجانبان رحبا بخارطة الطريق والتسلسل المحدد فيها، والذي طرحه المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد لإنهاء الصراع». وأشار بيان الخارجية الأميركية إلى لقاء وزير الخارجية جون كيري مع نظيره العماني يوسف بن علوي، حيث ناقشا مجموعة من القضايا الإقليمية، وسبل مواجهة انتشار التطرف العنيف على المستوى الإقليمي وحول العالم. من جهته أشارت مصادر بالخارجية الأميركية إلى أن زيارة وزير الخارجية الأميركي تستهدف مناقشة إمكانية استئناف محادثات السلام بين ميليشيات الحوثيين وممثلي الحكومة اليمنية الشرعية، وسبل حث الميليشيات الحوثية لقبول خارطة الطريق التي قدمها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد خلال محادثات الكويت.
وأشارت مصادر أميركية إلى أن المحادثات تطرقت إلى مخاطر استهداف الحوثيين للسفن الأميركية، واختطاف مواطنين أميركيين. ولم تعلن الخارجية الأميركية بشكل رسمي عن لقاءات يعقدها وزير الخارجية مع زعيم الحوثيين محمد عبد السلام الموجود في مسقط منذ أكثر من أسبوع، ومعه حمزة الحوثي ومهدي المشاط. لكن مصادر مقربة أكدت وجود محادثات أميركية حوثية منذ فترة، تتركز حول ضمانات بعدم المساس بأمن المواطنين الأميركيين في اليمن، ومفاوضات للإفراج عن الأميركيين المحتجزين لدى الحوثيين، ومحادثات تدعمها سلطنة عمان لوقف الحرب في اليمن، وإقناع الحوثيين بقبول خارطة الطريق الأممية وتنفيذها.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.