مستشار بارزاني: المالكي يسعى لإفشال عملية تحرير الموصل

قال لـ «الشرق الأوسط» إن رئيس الحكومة السابق يخشى كشف أسرار «الصندوق الأسود» لتنظيم داعش

مستشار بارزاني: المالكي يسعى لإفشال عملية تحرير الموصل
TT

مستشار بارزاني: المالكي يسعى لإفشال عملية تحرير الموصل

مستشار بارزاني: المالكي يسعى لإفشال عملية تحرير الموصل

أكد كفاح محمود سنجاري، مستشار رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، لـ«الشرق الأوسط» أن تحرير الموصل، سيكون بمثابة ضربة لنوري المالكي، رئيس الحكومة العراقية السابق، متهما إياه بأنه كان وراء الإهمال والتسهيل، الذي أدى إلى دخول «داعش» إلى محافظة نينوى وبقية المحافظات السنية لسببين أساسيين أولهما أنه أراد إهانة السنة والثانية وضع خنجر في خاصرة كردستان.
وأضاف سنجاري أن المالكي يسعى لإسقاط حكومة رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، وإفشال تحرير الموصل «كي لا ينكشف محتوى الصندوق الأسود وسر تمكن (داعش) من دخول المدينة»، مبينا أن إقالة وزير الدفاع خالد العبيدي ووزير المالية هوشيار زيباري من قبل مجموعة المالكي في البرلمان تبرهن على توجسه، مبينا أن العبادي يحاول الخروج من الشرنقة التي وضعها له حزب الدعوة الذي يترأسه المالكي نفسه، على الرغم من أن رئيس الحكومة يخدم من الناحية الآيديولوجية والتوجهات مصالح الحزب.
وشدد سنجاري، على أن العبادي يحاول الخروج من المأزق كي يقنع شركاءه في العملية السياسية بأنهم يملكون حصصهم في شخصيته كرئيس للحكومة الاتحادية العراقية وليس رئيس حكومة الأغلبية التي أراد نوري المالكي فرضها. وقال: إن العبادي «يتعرض للضغط منذ الساعات الأولى لتوليه منصب رئاسة الحكومة خاصة أن مسعود بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان صرح في غير مرة أنه يدعم بشكل كبير توجهات العبادي بمعنى أن هناك نوعا من الثقة يوليها بارزاني وإقليم كردستان للعبادي خصوصا أنه لم يعمل على تفعيل خلايا صناعة الأزمة التي أسسها نوري المالكي لإرباك إقليم كردستان وتأخير وإبطاء تقدمه».
وأوضح سنجاري أنه خلال زيارة رئيس حكومة إقليم كردستان لبغداد، وضعت خطة متكاملة لعملية تحرير الموصل وجرى تشكيل لجنة فنية مشتركة بين الجانبين، والاتفاق بين أربيل وبغداد وقوات التحالف الدولي على دور القوات الرئيسية الثلاث في العملية، وهي قوات الجيش الوطني وميليشيات الحشد الشعبي وقوات البيشمركة التابعة لإقليم كردستان وقوات التحالف الدولي وتحديدا الولايات المتحدة. وقال: إن الاتفاقية تضمنت إبقاء الحشد الشعبي خارج مدينة الموصل على خلفية الشكاوى والتوجس من عمليات خرق تقوم بها ميليشياته والتي تندرج تحت الانتقام المذهبي والطائفية، وحددت دور البيشمركة في شرق وجنوب شرقي وشمال وغرب مدينة الموصل، ومنحت القوات العراقية والشرطة الاتحادية صلاحية دخول مركز المدينة مع قوات النخبة المختصة بمكافحة الإرهاب من الجهة الشرقية والجنوبية.
وكشف أن سلاح الجو الأميركي توقف لـ24 ساعة عن دعم العملية العسكرية حين علم بأن ميليشيات الحشد الشعبي تقدمت لدخول مدينة تلعفر التي يتناصفها السنة والشيعة والتركمان، ولم يستأنف غاراته إلا بعد إعلان رئيس الوزراء العراقي بأنه لن يدخل مدينة تلعفر وبقية المدن سوى الجيش العراقي، واصفا التنسيق حتى الآن بالرفيع وضمن الخطة المتفق عليها.
وبالنسبة لتركيا، أوضح سنجاري أن القوات التركية لم تدخل العراق إلا بناء على اتفاقيات شفهية ومكتوبة بين بغداد وأنقرة، والدليل هو الزيارات المتكررة التي قام بها وزير الدفاع السابق خالد العبيدي لمعسكر الأتراك في بعشيقة.



غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

عنصر حوثي خلال تجمُّع في صنعاء يحمل مجسماً يحاكي طائرة من دون طيار (إ.ب.أ)
عنصر حوثي خلال تجمُّع في صنعاء يحمل مجسماً يحاكي طائرة من دون طيار (إ.ب.أ)
TT

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

عنصر حوثي خلال تجمُّع في صنعاء يحمل مجسماً يحاكي طائرة من دون طيار (إ.ب.أ)
عنصر حوثي خلال تجمُّع في صنعاء يحمل مجسماً يحاكي طائرة من دون طيار (إ.ب.أ)

في الوقت الذي جدد فيه المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ مطالبته للحوثيين بإطلاق سراح الموظفين الأمميين فوراً، تواصلت، الثلاثاء، الضربات الغربية لليوم الرابع على مواقع الجماعة المدعومة من إيران مستهدفة محافظتي الحديدة والبيضاء.

جاءت هذه التطورات في وقت أفادت فيه هيئة بريطانية مختصة بالأمن البحري بأن سفينة أبلغت عن تعرُّضها لهجمات لم تصبها أثناء وجودها في جنوب البحر الأحمر، حيث يشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن منذ نحو عام تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

في هذا السياق، أفاد مكتب غروندبرغ في بيان، الثلاثاء، بأنه التقى في مسقط بكبار المسؤولين العُمانيين والمتحدث باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها محمد عبد السلام.

وبحسب البيان، ناقش المبعوث الأممي التدابير اللازمة لمعالجة الأزمة الاقتصادية في اليمن، وتحسين الظروف المعيشية، والاستجابة للتطورات الإقليمية. كما استكشفت المناقشات سبل تعزيز الالتزامات نحو عملية سياسية يمنية شاملة.

وفي اجتماع غروندبرغ مع المتحدث باسم الحوثيين، ذكر البيان أنه طالب أيضاً بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة وغيرهم من المعتقلين تعسفياً.

ويأمل المبعوث الأممي أن تقود جهوده إلى تحقيق اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي ازدادت تعقيداً مع هجمات الحوثيين البحرية ضد السفن وتصعيدهم إقليمياً، وهو ما أدى إلى تجمد التوصل إلى اتفاق للسلام.

غارات غربية

ضمن العمليات التي تقودها واشنطن في اليمن منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، أقرت الجماعة المدعومة من إيران بتلقيها، الثلاثاء، غارات لليوم الرابع على التوالي، وصفتها بـ«الأميركية البريطانية».

ونقل إعلام الحوثيين أن 3 غارات استهدفت منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا الواقعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية التي تتخذ منها الجماعة منطلقاً لشن الهجمات البحرية، واستقبال الأسلحة الإيرانية المهربة.

واشنطن تقود تحالفاً لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن (الجيش الأميركي)

وإذ لم تشر الجماعة إلى الأضرار الناجمة عن هذه الغارات، قالت إن غارة استهدفت سيارة في مديرية الصومعة في محافظة البيضاء، كما استهدفت غارتان نفذتهما طائرة أميركية من دون طيار أهدافاً في مديرية ذي ناعم والصومعة في المحافظة نفسها الواقعة إلى الجنوب الشرقي من صنعاء.

وكانت الجماعة اعترفت أنها تلقت، الاثنين، 7 غارات، وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية»، استهدفت منطقة حرف سفيان شمال محافظة عمران، إلى جانب غارتين استهدفتا منطقة الرحبة في مديرية الصفراء التابعة لمحافظة صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

كما أقرت بتلقي 4 غارات استهدفت منطقة جربان في الضواحي الجنوبية لصنعاء، إلى جانب غارة استهدفت معسكر «الحفا» في صنعاء نفسها، وغارتين ضربتا منطقة حرف سفيان في محافظة عمران، يوم الأحد.

وبدأت الموجة الجديدة من الضربات الغربية المتتابعة، مساء السبت الماضي؛ إذ استهدفت 3 غارات معسكرات الجماعة ومستودعات أسلحتها في منطقتي النهدين والحفا في صنعاء.

صاروخ استعرضته الجماعة الحوثية في صنعاء (رويترز)

وفي حين بلغت الغارات الغربية التي استقبلها الحوثيون نحو 800 غارة، بدءاً من 12 يناير الماضي؛ لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية لأول مرة، في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في استهداف المواقع المحصّنة للجماعة في صنعاء وصعدة، في رسالة استعراضية فُهمت على أنها موجَّهة إلى إيران بالدرجة الأولى.

وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها، وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.

هجوم دون أضرار

في سياق التصعيد الحوثي ضد السفن، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن سفينة على مسافة 70 ميلاً بحرياً جنوب غربي الحديدة باليمن أبلغت، الثلاثاء، عن انفجارات عدة في محيطها.

وبينما أضافت الهيئة أنه لم يتم الإبلاغ عن أي أضرار بالسفينة، وأن الطاقم بخير، لم تتبنَّ الجماعة الحوثية من جهتها المسؤولية عن هذه الهجمات على الفور.

يشار إلى أنه منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تبنّت الجماعة الحوثية قصف أكثر من 200 سفينة، وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

ويتهم مراقبون يمنيون الجماعة الحوثية بأنها وجدت في الحرب الإسرائيلية على غزة فرصة للهروب من استحقاقات السلام مع الحكومة اليمنية؛ إذ كان الطرفان قد وافقا، أواخر العام الماضي، على خريطة سلام توسطت فيها السعودية وعُمان، قبل أن تنخرط الجماعة في هجماتها ضد السفن، وتعلن انحيازها إلى المحور الإيراني.

وخلال الأشهر الماضية تبنّت الجماعة إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

من آثار الضربات الإسرائيلية على مدينة الحديدة اليمنية الخاضعة للحوثيين (أ.ف.ب)

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة؛ وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.