تعميم حكومي: صرف رواتب موظفي الدولة حتى في مناطق سيطرة الانقلاب

الميليشيات الانقلابية نهبت مرتبات 3 أشهر لصالح «المجهود الحربي»

أطفال يجمعون بقايا القمائم في صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين وصالح منذ يوليو 2014 (أ.ف.ب)
أطفال يجمعون بقايا القمائم في صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين وصالح منذ يوليو 2014 (أ.ف.ب)
TT

تعميم حكومي: صرف رواتب موظفي الدولة حتى في مناطق سيطرة الانقلاب

أطفال يجمعون بقايا القمائم في صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين وصالح منذ يوليو 2014 (أ.ف.ب)
أطفال يجمعون بقايا القمائم في صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين وصالح منذ يوليو 2014 (أ.ف.ب)

وجه محافظ البنك المركزي اليمني منصر القعيطي بصرف مرتبات موظفي الدولة بالكامل في جميع المحافظات اليمنية، بما فيها الخاضعة لسيطرة الانقلابيين.
وأكد القعيطي في تعميم، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، موجه إلى مديري عموم البنك المركزي اليمني ومديري فروع البنك، أهمية وضرورة الالتزام بصرف مرتبات موظفي الدولة بالكامل دون تخفيض أو انتقاص في جميع المحافظات اليمنية، وذلك وفقًا للكشوفات النظامية والتعليمات الصادرة من وزير المالية.
وشدد المحافظ بأن «تلك الإجراءات تشمل جميع مجالات عمل البنك المركزي اليمني، بما في ذلك صرف المرتبات والائتمان الحكومي والعمليات المصرفية المحلية والخارجية والإقفالات الشهرية والرقابة والإشراف على البنوك والشؤون المالية والإدارية».
وتأتي توجيهات القعيطي بعد أيام من إعلان الانقلابيين صرف نصف راتب لعدد من المؤسسات والإدارات الحكومية، بينها المتقاعدون العسكريون والمدنيون، وقبل الإيفاء بوعدهم تراجعوا عن عمليات الصرف في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم في ظل وضع صعب يعيشه الموظفون اليمنيون منذ أشهر.
وأمام التصرف المسؤول من الحكومة، أكدت مصادر مالية ومصرفية في محافظة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» قيام الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة الخاضع لسيطرة الحوثيين بصرف 35 في المائة «ثلث راتب» لكل موظف بعد أن كان الحوثيون قطعوا وعودًا بصرف نصف الراتب بعد انقطاع دام 3 أشهر؛ بسب استنزاف الميليشيات السيولة وإيرادات الدولة.
وكان الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة الخاضع للانقلابيين قد صرف أول من أمس الثلث فقط من الراتب، ولم يتم صرف المبلغ كاملا، في حين أكدت المصادر ذاتها قيام الجهاز بعملية الإشراف على تسليم المرتبات لبقية قطاعات الدولة، وذلك بالاتفاق بين المجلس السياسي المشكل من قوى الانقلاب وبين مجلس النواب المنحل منذ الانقلاب على الشرعية، وكذا المحكمة العليا ووزارة المالية.
المعلومات أشارت إلى أن الحوثيين أعلنوا أن الراتب سيسلم النصف منه فقط، إضافة إلى أن أي خصومات أو سلف على الموظفين في أي جهة حكومية يتم خصمها عليه من نصف الراتب المسلم له.
ويشتكي موظفو القطاعات الحكومية منذ 3 أشهر من انقطاع تام في تسليم الرواتب، وكذلك المستحقات المالية، مرجعين السبب في ذلك إلى استنفاذ الميليشيات الانقلابية الاحتياطي البنكي بحجة دعم المجهود الحربي، في حين تتقاسم قيادات حوثية إيرادات فروع شركة النفط بمئات الملايين دون إيصالها إلى المؤسسة البنكية الحكومية.
وأثار نقل البنك المركزي اليمني إلى عدن حفيظة الحوثيين وصالح، وخرج زعيم الجماعة في خطاب يستجدي المواطنين للتبرع.
ولم تكتف الميليشيات الانقلابية بذلك، بل حاولت أيضا استهداف المقر في عدن، أكثر من مرة، آخرها كان محاولة بسيارة مفخخة يقودها إرهابي في 30 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ووقع الانفجار على بعد عشرات الأمتار من المقر الرئيسي للبنك، ولم يخلف أي أضرار كبيرة سوى بعض التشققات والأضرار البسيطة جدًا.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.