ابن كيران يتعهد الالتزام بتوجيهات الملك حول تشكيل الحكومة المقبلة

أحزاب تحذر من الفراغ السياسي وتعطيل المؤسسات

ابن كيران
ابن كيران
TT

ابن كيران يتعهد الالتزام بتوجيهات الملك حول تشكيل الحكومة المقبلة

ابن كيران
ابن كيران

تعهد عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية المكلف، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية، أمس، بالالتزام بتوجيهات الملك محمد السادس بشأن تشكيل الحكومة المقبلة. وقال إن «الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الـ41 للمسيرة الخضراء، تحدث عن مجموعة من القيم الإيجابية التي يجب أن تحكم بالأساس تشكيل الحكومة، مؤكدا حرصه على الالتزام بقوة بهذه القيم في مسار تشكيل الحكومة، وعلى الدور الأساسي للملك، في هذا الشأن لأنه هو من يعين الوزراء باقتراح من رئيس الحكومة».
ومن المقرر أن يشكل خطاب الملك محمد السادس في ذكرى المسيرة الخضراء، دفعة وحافزا لابن كيران من أجل تسريع المشاورات وتشكيل الحكومة، تجنبا للفراغ السياسي وتعطيل المؤسسات.
ومن المقرر أن يواصل ابن كيران مشاورات تشكيل الحكومة بعد تعثر حدث في مسار تشكيل التحالف الحكومي المقبل، بعد مضي شهر على انتخابات السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، حيث من المرتقب أن يستقبل إدريس لشكر الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض (20 مقعدا) للمرة الثانية، بعد أن كان لشكر قد شارك في الجولة الأولى من المفاوضات بعد الدعوة التي تلقاها من ابن كيران بشأن انضمام حزبه إلى الحكومة المقبلة إلى جانب كل من حزبي الاستقلال والتقدم والاشتراكية الوحيدين اللذين حسما أمر هذا المشاركة.
وعبر لشكر عن استعداد حزبه للمشاركة المبدئية في الحكومة إلا أن المشاورات هي التي ستحدد ظروف وشروط هذه المشاركة، على حد قوله، معلنا أن ما يهم الحزب هو «البرنامج الحكومي، وتحديد الأقطاب الأساسية بشأنه، وترتيب الأولويات كذلك، على أساس هيكلة جديدة للحكومة، تتوخى التقليص من عدد أعضائها، وتتوخى كذلك الفعالية والنجاعة في عملها». ويسعى الاتحاد الاشتراكي إلى أن تفضي المشاورات إلى حصوله على رئاسة مجلس النواب وتولي الحبيب المالكي القيادي في الحزب لهذا المنصب.
وأقر ابن كيران في اجتماع حزبي السبت الماضي بأن مشاورات تشكيل الحكومة دخلت «في أزمة وهو يحاول تجاوزها»، وذلك على خلفية الشروط التي وضعها عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار من أجل قبول الانضمام إلى الحكومة، ومنها إبعاد حزب الاستقلال المعارض. وهو ما عد ابتزازا لا يمكن القبول به.
ورفض ابن كيران اقتراحا عرض عليه يقضي بتشكيل حكومة أقلية لأن ذلك سيضطره للبحث عن نواب من المعارضة للتصويت على مشاريع القوانين في البرلمان.
ودعت أحزاب سياسية إلى ضرورة تسريع وتيرة تشكيل الحكومة بالنظر «للظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد» وتجنبا للفراغ السياسي وتعطيل المؤسسات، منها حزب الاستقلال، الذي أكد أمينه العام حميد شباط أن «الهدف الأول والأساسي في هذه المرحلة هو حماية الديمقراطية ومواجهة مختلف مظاهر الردة»، مبرزا أن حزبه «استطاع إحباط مؤامرة خطيرة تستهدف الخيار الديمقراطي للبلاد»، وذلك عندما رفض المشاركة في مخطط لحزب الأصالة والمعاصرة كان قد اقترح بموجبه على عدد من رؤساء الأحزاب السياسية بعد انتخابات 7 أكتوبر، بتوجيه مذكرة للملك محمد السادس يعلنون من خلالها عدم موافقتهم على التحالف مع «العدالة والتنمية» متصدر الانتخابات التشريعية.
في السياق ذاته، قال حزب الأصالة والمعاصرة أن التأخر في تشكيل الحكومة «انعكس سلبا على السير السليم للعديد من المؤسسات الدستورية والسياسية وفي مقدمتها البرلمان، باعتباره سلطة مستقلة تمارس مهام التشريع والرقابة وتقييم وتقويم السياسات العمومية، منبها لـ«عدم تمكن البرلمان المغربي بغرفتيه من مناقشة مشروع قانون المالية لسنة 2017»، وحذر الحزب من أن «هذا البطء سيكون له انعكاس كبير على السير العادي لباقي المؤسسات، وعلى اعتماد السياسات العمومية اللازمة لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تواجهها البلاد».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.