موسكو: مستمرون في تعليق قصف حلب.. ولم نستهدف مدرسة بإدلب

أكدت فتور التعاون التقني العسكري مع دمشق بعد تزويدها بكميات كبيرة من الأسلحة

سوري يحاول إطفاء نار ناجمة عن غارة جوية شنتها قوات النظام على منطقة دوما في ريف دمشق أمس (أ.ف.ب)
سوري يحاول إطفاء نار ناجمة عن غارة جوية شنتها قوات النظام على منطقة دوما في ريف دمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

موسكو: مستمرون في تعليق قصف حلب.. ولم نستهدف مدرسة بإدلب

سوري يحاول إطفاء نار ناجمة عن غارة جوية شنتها قوات النظام على منطقة دوما في ريف دمشق أمس (أ.ف.ب)
سوري يحاول إطفاء نار ناجمة عن غارة جوية شنتها قوات النظام على منطقة دوما في ريف دمشق أمس (أ.ف.ب)

بعد أيام من الترقب وانتظار الخطوة التالية التي ستقوم بها القوات الروسية في سوريا، أكد الكرملين أمس، أن العمل مستمر بقرار تعليق الطلعات الجوية في مدينة حلب. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف، إن «الهدنة الإنسانية لها إطار زمني محدد، أما نظام وقف القوات الجوية الروسية عملياتها في حلب فما زال مستمرا»، موضحا أن «قرار استئناف تعليق الطلعات الجوية تم اتخاذه بما يتماشى مع موقف الرئيس الروسي». وجاء كلام بيسكوف في سياق إجابته عن سؤال حول الخطوات التي تنوي روسيا اتخاذها بعد انتهاء الهدنة الأخيرة التي أعلنتها روسيا يوم 4 نوفمبر (تشرين الثاني) في حلب من جانب واحد.
وتوقع كثيرون أن تعلن روسيا مع نهاية تلك الهدنة عن وقف العمل بقرار اتخذته يوم 18 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بوقف القصف الجوي على مدينة حلب، على أن يكون وقف العمل بذلك القرار بمثابة إعلان روسي عن عملية عسكرية واسعة ضد مدينة حلب، ساد اعتقاد بأن روسيا ستطلقها فور وصول المجموعة الضاربة من سفنها، وبينها حاملة الطائرات «الأدميرال كوزنيتسوف» إلى الساحل السوري. إلا أن موسكو لم تحسم أمرها في هذا الشأن على ما يبدو، وما زالت تبقي على احتمال الرجوع عن قرارها بوقف الطلعات الجوية رهنا «بتكثيف المسلحين نشاطهم العسكري»، حسب بيسكوف.
وبينما رأى البعض في ذهاب موسكو إلى الإعلان عن تعليق العمليات الجوية في حلب موقفا يعكس «خيبة آمال روسية جديدة» في النظام والقوات الإيرانية والميليشيات الطائفية التي تقاتل إلى جانبه، وهي الجهات التي عجزت مجددا عن تحقيق أي تقدم في الحسم العسكري للوضع في المدينة على الرغم من تأمين موسكو الغطاء الجوي لتلك القوات، يرى آخرون أن موسكو كانت مضطرة إلى وقف القصف الجوي بعد أن تعرضت لموجة انتقادات دولية واسعة بسبب سقوط أعداد كبيرة من المدنيين نتيجة قصفها الجوي لمدينة حلب، فضلا عن تحميل منظمات حقوقية للقوات الجوية الروسية المسؤولية عن قصف مدرسة في ريف إدلب.
وأمس، عادت وزارة الدفاع الروسية وكررت نفيها قصف مدرسة في منطقة حاس بريف إدلب يوم 26 أكتوبر الماضي، وذلك في سياق تعليقها على تقرير أعدته منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية، وحملت فيه روسيا المسؤولية عن عملية القصف تلك. وشكك إيغر كوناشينكوف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، بالأدلة التي اعتمدت عليها المنظمة في تقريرها، وقال أمس، إن «من الصعب التصديق بعدالة (مصداقية) كلمات المنظمة الحقوقية، التي تنطلق في اتهامها لروسيا بشن ذلك الهجوم بناء على (حوارات هاتفية) مع شهود عيان»، واصفا ما جاء في التقرير بأنه محاولات جديدة لممارسة «الضخ الإعلامي» ضد روسيا. وكانت وزارة الدفاع الروسية قد نفت في وقت سابق الخبر عن تعرض المدرسة في حاس لقصف جوي من أساسه، وقالت بناء على صور بثتها إن المدرسة لم تتعرض لأي قصف، وإن ما تناقلته وسائل إعلام غربية من مقاطع فيديو ليس سوى «فبركات إعلامية». وكرر كوناشينكوف أمس الكلام ذاته، لكنه أضاف فكرة جديدة تدعم مزاعمه حين أشار إلى أن مدينة حاس تخضع منذ سنوات لسيطرة «جبهة النصرة»، ولهذا «من غير المعقول القول إن مدرسة مدنية كانت تمارس نشاطها على أراض خاضعة لسيطرة فرع «القاعدة»، مردفًا أن «صورا التقطتها طائرات روسية من دون طيار أظهرت عدم وجود أي آثار لقصف جوي في المنطقة، وكذلك عدم وجود أي أطفال بشكل عام في حاس»، حسب قول إيغر كوناشينكوف المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية.
في شأن آخر ذي صلة بالدور الروسي في سوريا، أكد ألكسندر فومين، مدير الوكالة الفيدرالية الروسية للتعاون التقني - العسكري، أن روسيا قد زودت سوريا بكميات كبيرة من الأسلحة في وقت سابق، أما في الوقت الراهن فأعرب المسؤول الروسي عن أسفة لعدم وجود تعاون نشط في هذا المجال، موضحا أنه «كان هناك تعاون نشط بيننا (بين موسكو ودمشق) حتى اللحظة الأخيرة، ومن حيث المبدأ قمنا بتصدير كميات كبيرة من الأسلحة والتقنيات (إلى سوريا). يجري استهلاكها»، حسب قول فومين الذي أحال «عدم وجود تعاون نشط حاليًا» إلى «الوضع المعقد في سوريا في الوقت الراهن».



العليمي: لا خيار سوى الانتصار على المشروع الإيراني في اليمن

رئيس الأركان اليمني ووزير الداخلية أثناء إيقاد شعلة ذكرى ثورة «26 سبتمبر» في مأرب (سبأ)
رئيس الأركان اليمني ووزير الداخلية أثناء إيقاد شعلة ذكرى ثورة «26 سبتمبر» في مأرب (سبأ)
TT

العليمي: لا خيار سوى الانتصار على المشروع الإيراني في اليمن

رئيس الأركان اليمني ووزير الداخلية أثناء إيقاد شعلة ذكرى ثورة «26 سبتمبر» في مأرب (سبأ)
رئيس الأركان اليمني ووزير الداخلية أثناء إيقاد شعلة ذكرى ثورة «26 سبتمبر» في مأرب (سبأ)

احتفل اليمنيون رسمياً وشعبياً في الداخل والخارج بذكرى «ثورة 26 سبتمبر» التي أطاحت بأسلاف الحوثيين في 1962، وبهذه المناسبة أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي أنه «لا خيار سوى الانتصار على المشروع الإيراني» والمتمثل في الجماعة الحوثية.

ورغم أعمال القمع والاعتقالات الواسعة التي شنتها الجماعة الحوثية في مناطق سيطرتها والاستنفار الأمني فإن السكان في مناطق متفرقة احتفلوا بشكل فردي بذكرى الثورة التي ترى فيها الجماعة خطراً يمكن أن يستغل لتفجير انتفاضة عارمة للقضاء على انقلابها.

احتفالات بذكرى الثورة اليمنية في مدينة الخوخة المحررة جنوب محافظة الحديدة (سبأ)

وفي المناطق المحررة، لا سيما في مأرب وتعز وبعض مناطق الحديدة الخاضعة للحكومة الشرعية، نظمت احتفالات رسمية وشعبية على نحو غير مسبوق بحضور كبار المسؤولين اليمنيين، الذين حضروا حفل «إيقاد شعلة الثورة».

وحضر الاحتفال الرسمي في مأرب عضو مجلس القيادة الرئاسي سلطان العرادة ورئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك، ومعه وزراء: الداخلية، والتجارة والصناعة، والمالية، والكهرباء، والمياه والبيئة، والإعلام والثقافة والسياحة.

وفي حين أقامت العديد من السفارات اليمنية في الخارج الاحتفالات بذكرى الثورة «26 سبتمبر» شهدت مدينة تعز (جنوب غرب) حشوداً غير مسبوقة في سياق الاحتفالات الرسمية والشعبية بالمناسبة.

وكان اليمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين بدأوا دعواتهم للاحتفال بالثورة هذا العام منذ بداية الشهر الجاري، وهو ما جعل الجماعة تستنفر قواتها في صنعاء وإب وذمار والحديدة وتهدد الداعين للاحتفال قبل أن تشن حملات اعتقال شملت المئات، بينهم سياسيون ووجهاء قبليون وصحافيون وحزبيون.

حشود كبيرة تحتفل في مدينة تعز اليمنية عشية ذكرى الثورة التي أطاحت بأسلاف الحوثيين في 1962 (سبأ)

وعلى وقع الاعتقالات الحوثية رأى «التحالف الوطني للأحزاب والمكونات السياسية» المؤيدة للحكومة الشرعية أن الجماعة الحوثية تحاول «طمس الهوية اليمنية الثورية، وتكرار ممارسات الحكم الإمامي ومحو آثار الثورة السبتمبرية العظيمة».

ودعت الأحزاب في بيان المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى «إدانة الجرائم والانتهاكات الحوثية، والوقوف بحزم ضد هذه الجماعة التي تمثل تهديداً ليس فقط لليمن، بل لأمن واستقرار المنطقة بأسرها».

هجوم رئاسي

بالتزامن مع احتفالات اليمنيين بذكرى «ثورة 26 سبتمبر» هاجم رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي الحوثيين، في خطاب وجهه من نيويورك حيث يشارك في الاجتماعات السنوية للأمم المتحدة، وأشاد بالتمسك بالاحتفال بالمناسبات الوطنية.

وحض العليمي على جعل الاحتفال «دعوة للفعل والتماسك والثبات ونداء مسؤولية وواجب لا يستثني أحداً للانخراط في معركة استعادة مؤسسات الدولة بالسلاح، والمال، والكلمة».

ورأى أن الاحتفالات المبكرة كل عام «تؤكد أن شعلة التغيير ستظل متقدة أبداً في النفوس». وأضاف «هذا الاحتشاد، والابتهاج الكبير بأعياد الثورة اليمنية في مختلف المحافظات هو استفتاء شعبي يشير إلى عظمة مبادئ سبتمبر الخالدة، ومكانتها في قلوب اليمنيين الأحرار، ورفضهم الصريح للإماميين الجدد، وانقلابهم الآثم». في إشارة إلى الحوثيين.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (سبأ)

وهاجم العليمي الحوثيين وقال إنهم «اختاروا الفوضى حين ساد الاستقرار، واقترفوا جريمة الانقلاب حين توافق اليمنيون على الديمقراطية وسيادة الشعب، وفرضوا الحرب يوم جنح الجميع إلى السلام، وقاموا بنهب المؤسسات وتخريبها واحتكروا موارد البلاد وأثقلوا المواطنين بالجبايات».

وأشار رئيس مجلس الحكم اليمني إلى أن الجماعة الموالية لإيران اجتاحت المدن والقرى بالإرهاب والعنف وانتهاك الحريات العامة، واختطفت الأبرياء من النساء والأطفال والمسنين، وعبثت باستقلال القضاء وأفرغت القوانين من قيمتها، وحرفت التعليم عن سياقه الوطني والعلمي، وحولته إلى منبر طائفي وسلالي متخلف.

وشدد في خطابه على أنه «لا خيار - في بلاده - سوى النصر على المشروع الإيراني». وقال «إن حريتنا وكرامتنا، تتوقف على نتيجة هذه المعركة المصيرية التي لا خيار فيها إلا الانتصار».

وأكد العليمي على أنه لا يوجد مستقبل آمن ومزدهر لليمن بمعزل عن الدول العربية وفي مقدمها دول تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، والإمارات. وقال «هذا المصير لا يتعلق فقط بهذه المرحلة، ولكن بحقائق التاريخ، والجغرافيا التي تتجاوز أوهام الأفراد وطموحاتهم، وأزماتهم».