حملة اعتقالات تطال أربعة معارضين للحكومة السودانية

الأمن السوداني يصادر ثلاث صحف بعد الطباعة دون إبداء أسباب

حملة اعتقالات تطال أربعة معارضين للحكومة السودانية
TT

حملة اعتقالات تطال أربعة معارضين للحكومة السودانية

حملة اعتقالات تطال أربعة معارضين للحكومة السودانية

صادرت السلطات الأمنية السودانية ثلاث صحف بعد طباعتها دون إبداء أسباب، بيد أن الوسط الصحافي السوداني يرجح أن تكون المصادرة بسبب نشر هذه الصحف لمقالات رفضت زيادة أسعار المحروقات والكهرباء ورفع الدعم عن الدواء. وفي ذات الوقت نفذت السلطات اعتقالات طالت قيادات في أحزاب يسارية معارضة.
ورجح صحافيون أن تكون المصادرة لصحف: «التيار، والجريدة، والوطن» ناجمة عن تناولها لقرارات وزارة المالية السودانية التي زادت بموجبها الأسعار ورفعت الدعم عن الدواء وحررت سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار، ولأنها نشرت انتقادات للحكومة وسياستها الاقتصادية.
ودرج الأمن السوداني على مصادرة الصحف بعد الطباعة لإلحاق خسائر بناشريها، دون تقديم أية تبريرات لأسباب المصادرة، لكن عادة ما يتكهن الوسط الصحافي بأن المصادرة تتم لنشر هذه الصحف مواد صحافية في عددها السابق لا تتسق مع توجهات الحكومة.
وراجت تكهنات صحافية بأن سبب مصادرة صحيفة «الوطن» هو مقال رئيس تحريرها المعنون «رفع الأسعار إعلان حالة الفشل»، انتقد فيه بشدة زيادة الأسعار، ووصف البرلمان بعديم الجدوى كما عدد أسباب الفشل في الوزارات الاقتصادية.
أما صحيفة «التيار» فرجح صحافيوها أن تكون قد صودرت بسبب مقال رئيس التحرير عثمان ميرغني المعنون «هذا أو الطوفان»، الذي دعا فيه إلى إفساح المجال لتجربة جديدة، «بعد أن أثبتت حكومة الإنقاذ فشلها».
من جهة أخرى، قال حزب المؤتمر السوداني المعارض وفقا لأمينه الإعلامي محمد حسن عربي إن جهاز الأمن والمخابرات اعتقل نائب الأمين الإعلامي للحزب عبد الله شمس الكون آدم، بعد أن كان قد اعتقل نائب رئيس الحزب خالد عمر يوسف السبت الماضي عقب تنظيم الرجلين لمخاطبة جماهيرية نددت بزيادات الأسعار في مناطق مختلفة من العاصمة الخرطوم، فيما قال المتحدث باسم الحزب الشيوعي صديق يوسف إن الأمن اعتقل عضو اللجنة المركزية بالحزب محيي الجلاد من منزله، وأعلن حزب البعث العربي الاشتراكي عن اعتقال الناشط بالحزب أكرم عبد الوهاب.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.