تحالف معارض في مصر يبحث الدعوة إلى عصيان مدني احتجاجًا على إجراءات اقتصادية

ارتباك بين صفوفه عقب نشر بيانه قبل التوصل إلى توافق نهائي

مواطن مصري يتابع أسعار العملات الأجنبية أمام متجر للصرافة وتغيير العملة وسط القاهرة أمس (رويترز)
مواطن مصري يتابع أسعار العملات الأجنبية أمام متجر للصرافة وتغيير العملة وسط القاهرة أمس (رويترز)
TT

تحالف معارض في مصر يبحث الدعوة إلى عصيان مدني احتجاجًا على إجراءات اقتصادية

مواطن مصري يتابع أسعار العملات الأجنبية أمام متجر للصرافة وتغيير العملة وسط القاهرة أمس (رويترز)
مواطن مصري يتابع أسعار العملات الأجنبية أمام متجر للصرافة وتغيير العملة وسط القاهرة أمس (رويترز)

قال قادة في تحالف معارض بمصر، يضم 6 أحزاب وشخصيات عامة، إن التحالف يبحث دعوة المواطنين إلى تنفيذ عصيان مدني، احتجاجًا على خفض سعر صرف العملة المحلية ورفع أسعار الوقود. لكن ارتباكًا ضرب صفوف التحالف قبل لقاء متوقع الأسبوع الحالي، بعد أن نشر أعضاء به بيانًا يدعو للعصيان الخميس المقبل، قبل التوافق بشكل نهائي.
وقرر البنك المركزي المصري، الخميس الماضي، تحرير سعر صرف الجنيه، مما تسبب في ارتفاع سعر صرف الجنيه مقابل الدولار في السوق الرسمية من 8.88 جنيه للدولار الواحد، ليتراوح بين 15 و16 جنيهًا في البنوك.
وبعد هذه الخطوة بساعات، قررت الحكومة زيادة أسعار المواد البترولية بنسب متفاوتة وصلت إلى 46.8 في المائة، مما تسبب في تصاعد الغضب بين المواطنين جراء موجة غلاء متوقعة نتيجة ذلك القرار.
وقال مدحت الزاهد، القائم بأعمال رئيس حزب «التحالف الشعبي الاشتراكي»، إن التحالف الذي يضم أحزاب التحالف الشعبي الاشتراكي، والتيار الشعبي، والكرامة (يساري)، والعدل، ومصر الحرية، والدستور (ليبرالي)، إضافة إلى شخصيات عامة، يعتزم «بحث الدعوة إلى إجراء استفتاء شعبي أو تنفيذ عصيان مدني»، لمواجهة الإجراءات الحكومية.
وخلال العامين الماضيين، تسبب قانون تنظيم الحق في التظاهر المثير للجدل في سجن عشرات الشبان خلال مظاهرات احتجاجية، مما دعا التحالف لاختيار دعوة المواطنين إلى البقاء في منازلهم الخميس المقبل، اعتراضًا على خفض سعر صرف الجنيه وزيادة أسعار الوقود.
وحذر المكتب السياسي لحزب «التحالف الشعبي الاشتراكي»، في بيان له من «حالة غير مسبوقة من الإفقار للغالبية الساحقة من الشعب، تفضي إلى مخاطر واضطرابات اجتماعية كبيرة» جراء القرارات الحكومية الأخيرة.
وقبيل الاجتماع المتوقع غدًا الثلاثاء، نشر التحالف بيانًا دعا فيه إلى تنفيذ عصيان مدني الخميس المقبل. لكن خالد داود، المتحدث الرسمي باسم التحالف، قال لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن البيان في الشق السياسي منه متفق عليه بين أعضاء التحالف، لكن الدعوة التي حملها لم تناقش بعد، لافتًا إلى أن البيان «نشر عن طريق الخطأ».
وتنتشر دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبين قطاعات من المصريين إلى التظاهر يوم الجمعة المقبل، الموافق 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، تحت عنوان «ثورة الغلابة» ضد الغلاء، غير أنه لم تتبن أي جهة معارضة بارزة هذه الدعوة حتى الآن.
وقال أحد قادة التحالف لـ«الشرق الأوسط»: «الدعوة التي حملها البيان لا تزال محل نقاش، خصوصًا أن أعضاء التحالف يخشون من أن تفهم الدعوة في هذا التوقيت كما لو أنها دعم للدعوة إلى التظاهر في 11/ 11 التي لا نعلم من يقف خلفها».
ودعا التحالف في البيان المثير للجدل إلى «المسارعة ببناء جبهة شعبية مقاومة لكل السياسات المرفوضة، وتبني الدعوة إلى استفتاء شعبي لإلغاء هذه الإجراءات»، في إشارة إلى تحرير سعر صرف الجنيه وزيادة أسعار الوقود.
وأعلن رئيس الوزراء شريف إسماعيل، أن مصر تعيش مرحلة حرجة، معتبرًا أنه لم يكن في الإمكان تأجيل قرار زيادة أسعار المنتجات البترولية، وسط مخاوف من تأثير سلبي لتحرير سعر صرف الجنيه على أصحاب الدخل المحدود في البلاد.
وكانت دعوة مماثلة انتشرت في مصر لتنظيم عصيان مدني في أبريل (نيسان) من عام 2008، نتج عنها تبلور حركة معارضة شبابية في مصر باتت تعرف بحركة شباب 6 أبريل. واكتسبت الدعوة زخمًا بعد نجاحها في مدينة المحلة، أحد المعاقل العمالية في البلاد.
وكانت حركة شباب 6 أبريل، إحدى القوى السياسية التي تبنت الدعوة للتظاهر في 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011، في المظاهرات التي قادت إلى الإطاحة بنظام الرئيس حسني مبارك في فبراير (شباط) من العام نفسه. وفي غضون ذلك، لاحقت الحكومة المصرية موجة شائعات حول عزم السلطات تسريح مليوني موظف خلال الأيام المقبلة. وجدد السفير حسام القاويش، المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء، التأكيد على عدم صحة «الأخبار الكاذبة» التي أعيد تداولها ببعض المواقع الإلكترونية، بشأن تسريح مليوني موظف، وذلك ضمن اشتراطات صندوق النقد الدولي، مهيبًا بجميع وسائل الإعلام تحري الدقة فيما يتم تداوله من أخبار.
وقال المتحدث الرسمي، في بيان أمس، إن قانون الخدمة المدنية الذي صدر أخيرًا يتضمن كثيرًا من المزايا للعاملين بالجهاز الإداري للدولة، منوهًا بقرار الحكومة بصرف علاوة الـ7 في المائة بأثر رجعي من أول يوليو (تموز) 2016، وهو ما سيكلف الدولة 3.5 مليار جنيه.



البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
TT

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

يواصل «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» تقديم المشاريع والمبادرات التنموية في التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب والمجتمعات، والاستثمار في رأس المال البشري، ودعم سبل العيش والمعيشة.

وذكر تقرير حديث عن البرنامج أن البرامج والمبادرات التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي ركزت في المساهمة على بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد، من خلال برنامج «بناء المستقبل للشباب اليمني» الذي يساهم في ربط الشباب اليمني بسوق العمل عبر تدريبهم وتمكينهم بالأدوات والممكنات المهارية.

ويساعد البرنامج الشباب اليمنيين على خلق مشاريع تتلاءم مع الاحتياجات، ويركّز على طلاب الجامعات في سنواتهم الدراسية الأخيرة، ورواد الأعمال الطموحين، وكان من أبرز مخرجاته تخريج 678 شاباً وشابةً في عدد من التخصصات المهنية، وربط المستفيدين بفرص العمل، وتمكينهم من البدء بمشاريعهم الخاصة.

وشملت المشاريع والمبادرات برامج التمكين الاقتصادي للسيدات، بهدف تعزيز دور المرأة اليمنية وتمكينها اقتصادياً.

تدريبات مهنية متنوعة لإعداد الشباب اليمني لسوق العمل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وأشار التقرير إلى أن برنامج «سبأ» للتمكين الاقتصادي للسيدات، الذي أسهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب، وإكساب 60 سيدة للمهارات اللازمة لإطلاق مشاريعهن، وإطلاق 35 مشروعاً لتأهيل وتدريب قطاع الأعمال ودعم 35 مشروعاً عبر التمويل وبناء القدرات والخدمات الاستشارية، مع استفادة خمسة آلاف طالبة من الحملات التوعوية التي تم تنظيمها.

وإلى جانب ذلك تم تنظيم مبادرة «معمل حرفة» في محافظة سقطرى لدعم النساء في مجال الحرف اليدوية والخياطة، وتسخير الظروف والموارد المناسبة لتمكين المرأة اليمنية اقتصادياً.

وقدم «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» مشروع الوصول إلى التعليم في الريف، الذي يهدف إلى حصول 150 فتاة على شهادة الدبلوم العالي وتأهيلهن للتدريس في مدارس التعليم العام، في أربع محافظات يمنية هي: لحج، شبوة، حضرموت، والمهرة، بما يسهم في الحد من تسرب الفتيات في الريف من التعليم وزيادة معدل التحاقهن بالتعليم العام في المناطق المستهدفة.

وقدّم البرنامج مشروع «دعم سبل العيش للمجتمعات المتضررة»، الموجه للفئات المتضررة عبر طُرق مبتكرة لاستعادة سبل المعيشة الريفية وتعزيز صمود المجتمعات المحلية من خلال دعم قطاعات الأمن الغذائي، مثل الزراعة والثروة السمكية والثروة الحيوانية، لأهمية القطاعات الأكثر حساسية للصدمات البيئية والاقتصادية، موفراً أكثر من 13 ألف فرصة عمل للمستفيدين من المشروع.

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يساهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وضمن البرامج والمبادرات التنموية المستدامة، جاء مشروع استخدام الطاقة المتجددة لتحسين جودة الحياة في اليمن، بهدف توفير المياه باستخدام منظومات الطاقة الشمسية، وتوفير منظومات الري الزراعي بالطاقة المتجددة، وتوفير الطاقة للمرافق التعليمية والصحية، والمساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي لليمنيين.

كما يهدف المشروع إلى حماية البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير مصدر مستدام للطاقة، محققاً استفادة لأكثر من 62 ألف مستفيد في 5 محافظات يمنية.

وفي مساعيه لتعزيز الموارد المائية واستدامتها، أطلق البرنامج مشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظتي عدن وحضرموت، لتحسين مستوى خدمات المياه والعمل على بناء قدرات العاملين في الحقول على استخدام وتشغيل منظومات الطاقة الشمسية.

تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

ومن خلال مشروع المسكن الملائم، يسعى البرنامج إلى المساهمة في تعزيز التنمية الحضرية وإيجاد حل مستدام للأسر ذات الدخل المحدود في المديريات ذات الأولوية في محافظة عدن من خلال إعادة تأهيل المساكن المتضررة، وقد ساهم المشروع في إعادة تأهيل 650 وحدة سكنية في عدن.

وتركّز البرامج التنموية على المساهمة في بناء قدرات الكوادر في القطاعات المختلفة، وقد صممت عدد من المبادرات في هذا الجانب، ومن ذلك مبادرات تدريب الكوادر في المطارات مركزة على رفع قدراتهم في استخدام وصيانة عربات الإطفاء، ورفع درجة الجاهزية للتجاوب مع حالات الطوارئ، والاستجابة السريعة في المطارات اليمنية، إضافة إلى ورش العمل للمساهمة في الارتقاء بمستوى الأداء وتذليل المعوقات أمام الكوادر العاملة في قطاعات المقاولات والزراعة.