مجموعة اليورو تقيم التضخم وبرامج مساعدة اليونان وإسبانيا

تقرير حول الاتحاد البنكي وآلية القرار الموحد ومتابعة خطوات النمو وخلق الوظائف

مجموعة اليورو تقيم التضخم وبرامج مساعدة اليونان وإسبانيا
TT

مجموعة اليورو تقيم التضخم وبرامج مساعدة اليونان وإسبانيا

مجموعة اليورو تقيم التضخم وبرامج مساعدة اليونان وإسبانيا

يجتمع وزراء المال في منطقة اليورو بعد ظهر اليوم الاثنين في بروكسل، وهو اليوم الأول من اجتماعات وزارية أوروبية ستتوسع في اليوم الثاني لتشمل باقي الدول الأعضاء في التكتل الأوروبي الموحد. وعلى هامش الاجتماع، ستقدم المفوضية الأوروبية والمصرف المركزي الأوروبي تقارير بشأن تقييم التطورات الأخيرة المتعلقة بالتضخم في منطقة اليورو.
وفي نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قالت وكالة الإحصاءات الأوروبية «يوروستات» إن معدل التضخم ارتفع في منطقة اليورو لأعلى معدل له منذ أكثر من عامين خلال شهر أكتوبر الماضي، وذلك في الوقت الذي حقق فيه اقتصاد المنطقة نموا متوسطا خلال الربع الثالث من العام.
وأظهرت البيانات أن معدل التضخم السنوي ارتفع من 0.4 في المائة في سبتمبر (أيلول) الماضي، إلى 0.5 في المائة في أكتوبر، ليصل إلى أعلى مستوى منذ يونيو (حزيران) 2014. ونما اقتصاد المنطقة بنسبة 0.3 في المائة خلال ثلاثة أشهر حتى نهاية سبتمبر الماضي. وجاءت بيانات التضخم والنمو متوافقة مع توقعات المحللين.
وحسبما ذكر المجلس الوزاري الأوروبي في بروكسل، سوف يستمع وزراء المال في مجموعة اليورو إلى عرض يقدمه دانييل نوي، رئيس هيئة الرقابة في المصرف المركزي الأوروبي، حول أنشطة آلية الإشراف الموحدة على البنوك منذ أبريل (نيسان) الماضي، وهو تقييم يجري مرة في أبريل والأخرى في الخريف، وتعتبر الآلية الإشرافية الموحدة ركيزة أساسية للاتحاد المصرفي حيث يوفر المراقبة الحذرة للبنوك في منطقة اليورو ويتم الإشراف عليها من خلال تعاون وثيق بين المصرف المركزي الأوروبي والسلطات الرقابية الوطنية. كما ستقوم إيلكه كونيغ، رئيس مجلس آلية القرار الموحد، بإبلاغ الوزراء بأنشطة المجلس حتى الآن، وسيتكرر هذا الأمر بشكل سنوي.
وآلية القرار الموحد هي سلطة اتخاذ القرار داخل الاتحاد المصرفي، والتي تعمل في إطار ضمان وجود قرار منظم لانهيار البنوك مع ضمان الحد الأدنى من حقوق دافعي الضرائب وعدم التأثير على الاقتصاد، وهي آلية بدأت عملها في يناير (كانون الثاني) 2015.
كما يبحث الوزراء في ملف النمو والتوظيف وأطر التعثرات الوطنية، وخاصة بعد أن وافقت مجموعة اليورو في أبريل الماضي على قائمة من المبادئ لتحسين كفاءة وفعالية هذه الأطر. كما سيشهد الاجتماع عرض النتائج الأولية بشأن المراجعة الأخيرة لبرنامج اليونان في إطار الاستعراض الثاني من برنامج المساعدة الأوروبية إلى اليونان، والتي قامت بها بعثة أوروبية في أواخر أكتوبر الماضي. وسيتم استعراض المساعدة التقنية التي قدمتها المفوضية الأوروبية إلى السلطات اليونانية حتى الآن، من خدمات دعم للإصلاح الهيكلي، في إطار خدمة جديدة أطلقتها المفوضية في يوليو (تموز) 2015 لمساعدة الدول الأعضاء في تنفيذ الإصلاحات الهيكلية والإدارية لتعزيز النمو، وقد ساهمت هذه الخدمة في تنفيذ برنامج اليونان.
أيضا سيتم استعراض تقارير بعثات المراقبة بعد انتهاء برنامج المساعدة في قبرص، والتي جرت في نهاية سبتمبر الماضي. إلى جانب نتائج بعثة مراقبة في إسبانيا جرت في منتصف أكتوبر.
وتأتي هذه البعثات في نهاية عمل برامج المساعدة المالية لأي بلد، ويتوقف هذا البرنامج عندما يتم سداد 75 في المائة من مبالغ الإقراض التي حصلت عليها هذه الدولة، ويتم إرسال بعثات المراقبة مرتين في العام.
ويذكر أنه مع مطلع العام 2015 اكتملت خطوات إطلاق الاتحاد البنكي الأوروبي بهدف تعزيز الإشراف على القطاع المالي، وأصبح هناك المجلس المكلف بتفكيك أو إعادة هيكلة البنوك التي تواجه تعثرا.
وتقول المفوضية ببروكسل إنه منذ بداية الأزمة المالية عرفت الدول الأعضاء في الأوروبي انقلابا جذريا في التنظيم المصرفي والرقابة، وجرى إدخال إصلاحات للحد من الفشل المحتمل للبنوك، وخلق ظروف أكثر أمنا، ونظاما ماليا أكثر شفافية، والعمل من أجل المصلحة للاقتصاد والمجتمع ككل. وفي هذا الصدد، فقد تم اعتماد قواعد جديدة بشأن متطلبات رأس المال لزيادة مرونة البنوك والحد من تأثيرات أي فشل محتمل لتلك المؤسسات المالية.
وفي 18 أغسطس (آب) 2014. دخلت الآلية الجديدة للقرار الموحد في الاتحاد المصرفي الأوروبي حيز التنفيذ، وفي وقت سابق من العام 2014 نشرت الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي النص الخاص بإنشاء آلية قرار موحدة للاتحاد المصرفي الأوروبي، وقالت المفوضية الأوروبية إن نشر نص آلية القرار الموحد يأتي بعد عام من مقترح حول هذا الصدد تقدم به الجهاز التنفيذي للتكتل الأوروبي الموحد.
ويتضمن نص آلية القرار الموحد القواعد الجديدة المحددة لجميع الدول الأعضاء الـ28، ووضع حد للنموذج القديم من عمليات إنقاذ البنوك، والتي كانت تكلف دافعي الضرائب مئات المليارات من اليورو، ولكن الآلية الجديدة تسمح باتخاذ القرار في الوقت المناسب والفعال عبر الحدود والبنوك المحلية، وخلال عطلة نهاية الأسبوع إذا لزم الأمر.



سوق العمل في أوروبا تشهد تراجعاً بالربع الثالث

عمال يتنقلون عبر محطة لندن بريدج للسكك الحديدية ومترو الأنفاق خلال ساعة الذروة الصباحية (رويترز)
عمال يتنقلون عبر محطة لندن بريدج للسكك الحديدية ومترو الأنفاق خلال ساعة الذروة الصباحية (رويترز)
TT

سوق العمل في أوروبا تشهد تراجعاً بالربع الثالث

عمال يتنقلون عبر محطة لندن بريدج للسكك الحديدية ومترو الأنفاق خلال ساعة الذروة الصباحية (رويترز)
عمال يتنقلون عبر محطة لندن بريدج للسكك الحديدية ومترو الأنفاق خلال ساعة الذروة الصباحية (رويترز)

شهدت سوق العمل في أوروبا تراجعاً بالربع الثالث من العام، مما يشير إلى استمرار التراجع في ضغوط التضخم، وهو ما قد يبرر مزيداً من خفض أسعار الفائدة، بحسب بيانات صدرت الاثنين.

وتباطأ ارتفاع تكاليف العمالة في منطقة اليورو إلى 4.6 في المائة في الربع الثالث، مقارنة بـ5.2 في المائة في الربع السابق، في حين انخفض معدل الوظائف الشاغرة إلى 2.5 في المائة من 2.6 في المائة، وهو تراجع مستمر منذ معظم العامين الماضيين، وفقاً لبيانات «يوروستات».

وتُعزى ضغوط سوق العمل الضيقة إلى دورها الكبير في تقييد سياسة البنك المركزي الأوروبي بشأن خفض أسعار الفائدة، خوفاً من أن تؤدي زيادة الأجور بشكل سريع إلى ارتفاع تكاليف قطاع الخدمات المحلي. ومع ذلك، بدأ الاقتصاد في التباطؤ، حيث بدأ العمال في تخفيف مطالباتهم بالأجور من أجل الحفاظ على وظائفهم، وهو ما يعزز الحجة التي تقدّمها كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، لدعم مزيد من التيسير في السياسة النقدية.

وبينما لا تزال الشركات تحافظ على معدلات توظيف مرتفعة، فإنها أوقفت عمليات التوظيف الجديدة بشكل حاد، وذلك مع تكدس العمالة في محاولة لضمان توفر القوى العاملة الكافية للتحسن المنتظر.

وفيما يتعلق بأكبر اقتصادات منطقة اليورو، سجلت ألمانيا أكبر انخفاض في تضخم تكلفة العمالة، حيث تراجع الرقم إلى 4.2 في المائة في الربع الثالث من 6 في المائة بالربع السابق. وتشير الاتفاقيات المبرمة مع أكبر النقابات العمالية في ألمانيا إلى انخفاض أكبر في الأشهر المقبلة، حيث يُتوقع أن ينكمش أكبر اقتصاد في المنطقة للعام الثاني على التوالي في عام 2024 بسبب ضعف الطلب على الصادرات، وارتفاع تكاليف الطاقة.

وعلى الرغم من تعافي الأجور المعدلة حسب التضخم إلى حد كبير إلى مستويات ما قبل الزيادة الكبيرة في نمو الأسعار، فإن العمال لم يتلقوا زيادات ملحوظة في الأجور، حيث تدعي الشركات أن نمو الإنتاجية كان ضعيفاً للغاية، ولا يوجد ما يبرر مزيداً من الزيادة في الدخل الحقيقي. كما انخفض معدل الشواغر الوظيفية، حيث سجل أقل من 2 في المائة في قطاع التصنيع، فيما انخفض أو استقر في معظم الفئات الوظيفية الأخرى.