الإصابات في أجساد الجرحى توثق جرائم ميليشيات الانقلاب

مركز الملك سلمان يتولى علاج 500 شخص في المحافظات المحررة

عبد القادر محمد من ضحايا القصف الانقلابي في البيضاء  («الشرق الأوسط») - آثار شظية أطلقتها الميليشيات على جسد شاب يمني في تعز
عبد القادر محمد من ضحايا القصف الانقلابي في البيضاء («الشرق الأوسط») - آثار شظية أطلقتها الميليشيات على جسد شاب يمني في تعز
TT

الإصابات في أجساد الجرحى توثق جرائم ميليشيات الانقلاب

عبد القادر محمد من ضحايا القصف الانقلابي في البيضاء  («الشرق الأوسط») - آثار شظية أطلقتها الميليشيات على جسد شاب يمني في تعز
عبد القادر محمد من ضحايا القصف الانقلابي في البيضاء («الشرق الأوسط») - آثار شظية أطلقتها الميليشيات على جسد شاب يمني في تعز

مع كل رمشة، تتجسد في عيني عبد الناصر صالح محمد، وهو من المدنيين المصابين إثر اعتداء الانقلاب في اليمن، آلام شعب لطالما بات يحتفظ بشواهد جرائم الحوثي وصالح على أجساد أبنائه. يرقد عبد الناصر في سرير مستشفى بعدن بعد إصابة عينيه وأجزاء أخرى بجسده، نجمت عن شظايا قصف الانقلاب على منطقة آل حميقان في البيضاء.
وإلى جانبه، يرقد نحو 500 جريح آخر في مستشفى الوالي بعدن، يتم علاجهم على نفقة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. يقول مدير المستشفى، سالم الولي لـ«الشرق الأوسط»، إن المرحلة الأولى تم من خلالها معالجة 380 جريحا من محافظات عدن ولحج وأبين وتعز والبيضاء والضالع وشبوة، بينما تتضمن المرحلة الثانية علاج 150 جريحا.
وبدوره، لن ينسى الطفل وسام ذلك اليوم الأغبر، الذي جعله يتردد من سريره على فناء المستشفى بدلا من تردده على مقعد الدراسة والمقهى وساحة الدراجات في تعز، كان يحلم أن يكون هو من يحمل العلاج إلى والدته المصابة بالسكر عوضا عن جلوسها إلى جانبه.
ووثقت «الشرق الأوسط» حكايات جرحى من المحافظات المحررة، عدن، ولحج، وتعز، وأبين والضالع، والبيضاء، وشبوة، الذين يتلقون علاجهم على نفقة مركز الملك سلمان في مستشفى الوالي بحي المنصورة وسط العاصمة المؤقتة عدن.
تتوزع إصابات الجرحى في أماكن الرأس والرقبة والصدر جراء طلقات قناصة حوثيين مدربين أعلى تدريب، لا تجيد سوى اصطياد الأرواح بكل جرم، في حين شظايا قذائف الميليشيات هي الأخرى تتقاسم أجساد الضحايا المدنيين بالتساوي بين تعز ولحج والبيضاء وشبوة، تلك الجروح الغائرة باقية ماثلة للعيان تجسد مدى الإجرام الحوثي بحق الوطن والمواطن خدمة لأجندات فارسية إرهابية.
الجريح صالح مسعود عبد ربه من أبناء حطيب بمحافظة شبوة (شرق اليمن)، هو الآخر يرقد على سريره لتلقي العلاج جراء طلقتي قناصة في اليد والرجل اليسرى، ويقول: «آمل في أن أعود إلى منزلي، وأحظى بعيش هادئ وحسب».
بينما يرى عماد عقلان، وهو أحد جرحى مدينة الضالع، أنه يتمنى أن يرى يمنا محررا من المجرمين. وكان عقلان أصيب في الثالث عشر من أبريل (نيسان) من العام الماضي 2015 وبقي يعاني من إصابته بقذيفة حوثية. ويقول: «نقلت فور الإصابة إلى يافع ثم إلى لحج، لأن الأمر يتطلب نقلي إلى عدن إكمالا لتلقي العلاج».
عشرات الضحايا المدنيين من الأطفال والمسنين والشباب في محافظتي تعز والبيضاء وبعض المدن اليمنية الأخرى ما زالوا يتساقطون تباعا برصاص قناصة الحوثيين وقذائف الانقلاب القادم من جبال سنحان وكهوف مران بشمال الشمال. لم يكن ذنبهم إلا أنْ صادف مرورهم في شوارع تلك المدن إبان القصف.



البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
TT

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

يواصل «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» تقديم المشاريع والمبادرات التنموية في التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب والمجتمعات، والاستثمار في رأس المال البشري، ودعم سبل العيش والمعيشة.

وذكر تقرير حديث عن البرنامج أن البرامج والمبادرات التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي ركزت في المساهمة على بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد، من خلال برنامج «بناء المستقبل للشباب اليمني» الذي يساهم في ربط الشباب اليمني بسوق العمل عبر تدريبهم وتمكينهم بالأدوات والممكنات المهارية.

ويساعد البرنامج الشباب اليمنيين على خلق مشاريع تتلاءم مع الاحتياجات، ويركّز على طلاب الجامعات في سنواتهم الدراسية الأخيرة، ورواد الأعمال الطموحين، وكان من أبرز مخرجاته تخريج 678 شاباً وشابةً في عدد من التخصصات المهنية، وربط المستفيدين بفرص العمل، وتمكينهم من البدء بمشاريعهم الخاصة.

وشملت المشاريع والمبادرات برامج التمكين الاقتصادي للسيدات، بهدف تعزيز دور المرأة اليمنية وتمكينها اقتصادياً.

تدريبات مهنية متنوعة لإعداد الشباب اليمني لسوق العمل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وأشار التقرير إلى أن برنامج «سبأ» للتمكين الاقتصادي للسيدات، الذي أسهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب، وإكساب 60 سيدة للمهارات اللازمة لإطلاق مشاريعهن، وإطلاق 35 مشروعاً لتأهيل وتدريب قطاع الأعمال ودعم 35 مشروعاً عبر التمويل وبناء القدرات والخدمات الاستشارية، مع استفادة خمسة آلاف طالبة من الحملات التوعوية التي تم تنظيمها.

وإلى جانب ذلك تم تنظيم مبادرة «معمل حرفة» في محافظة سقطرى لدعم النساء في مجال الحرف اليدوية والخياطة، وتسخير الظروف والموارد المناسبة لتمكين المرأة اليمنية اقتصادياً.

وقدم «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» مشروع الوصول إلى التعليم في الريف، الذي يهدف إلى حصول 150 فتاة على شهادة الدبلوم العالي وتأهيلهن للتدريس في مدارس التعليم العام، في أربع محافظات يمنية هي: لحج، شبوة، حضرموت، والمهرة، بما يسهم في الحد من تسرب الفتيات في الريف من التعليم وزيادة معدل التحاقهن بالتعليم العام في المناطق المستهدفة.

وقدّم البرنامج مشروع «دعم سبل العيش للمجتمعات المتضررة»، الموجه للفئات المتضررة عبر طُرق مبتكرة لاستعادة سبل المعيشة الريفية وتعزيز صمود المجتمعات المحلية من خلال دعم قطاعات الأمن الغذائي، مثل الزراعة والثروة السمكية والثروة الحيوانية، لأهمية القطاعات الأكثر حساسية للصدمات البيئية والاقتصادية، موفراً أكثر من 13 ألف فرصة عمل للمستفيدين من المشروع.

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يساهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وضمن البرامج والمبادرات التنموية المستدامة، جاء مشروع استخدام الطاقة المتجددة لتحسين جودة الحياة في اليمن، بهدف توفير المياه باستخدام منظومات الطاقة الشمسية، وتوفير منظومات الري الزراعي بالطاقة المتجددة، وتوفير الطاقة للمرافق التعليمية والصحية، والمساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي لليمنيين.

كما يهدف المشروع إلى حماية البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير مصدر مستدام للطاقة، محققاً استفادة لأكثر من 62 ألف مستفيد في 5 محافظات يمنية.

وفي مساعيه لتعزيز الموارد المائية واستدامتها، أطلق البرنامج مشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظتي عدن وحضرموت، لتحسين مستوى خدمات المياه والعمل على بناء قدرات العاملين في الحقول على استخدام وتشغيل منظومات الطاقة الشمسية.

تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

ومن خلال مشروع المسكن الملائم، يسعى البرنامج إلى المساهمة في تعزيز التنمية الحضرية وإيجاد حل مستدام للأسر ذات الدخل المحدود في المديريات ذات الأولوية في محافظة عدن من خلال إعادة تأهيل المساكن المتضررة، وقد ساهم المشروع في إعادة تأهيل 650 وحدة سكنية في عدن.

وتركّز البرامج التنموية على المساهمة في بناء قدرات الكوادر في القطاعات المختلفة، وقد صممت عدد من المبادرات في هذا الجانب، ومن ذلك مبادرات تدريب الكوادر في المطارات مركزة على رفع قدراتهم في استخدام وصيانة عربات الإطفاء، ورفع درجة الجاهزية للتجاوب مع حالات الطوارئ، والاستجابة السريعة في المطارات اليمنية، إضافة إلى ورش العمل للمساهمة في الارتقاء بمستوى الأداء وتذليل المعوقات أمام الكوادر العاملة في قطاعات المقاولات والزراعة.