طن من المتفجرات يستهدف معسكرًا في المكلاhttps://aawsat.com/home/article/776851/%D8%B7%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%81%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D9%87%D8%AF%D9%81-%D9%85%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8B%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D9%84%D8%A7
انفجرت شاحنة متوسطة مفخخة ظهر أمس، وقتل سائقها الانتحاري، بمدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت اليمنية، بالقرب من مقر عسكري تابع للواء «شبام»، في منطقة خلف الساحلية، جنوب شرقي المدينة، دون أن توقع أي إصابات في صفوف الجيش أو المواطنين.
مصدر عسكري بقيادة المنطقة العسكرية الثانية قال لـ«الشرق الأوسط» إن الجنود أجبروا الانتحاري على التوقف وفجروا سيارته التي تحمل قرابة طن من المتفجرات، التي تم إخفاؤها أسفل الشاحنة، قبل أن يصل لمقرهم العسكري، بعد محاولته اقتحام الحاجز الأول، حيث أطلقوا عليه نيران أسلحتهم الخفيفة والمتوسطة. وبين المصدر أن العملية الانتحارية كانت بعد ساعة وربع فقط من انتهاء مهرجان جماهيري لدعم شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وتأكيد التمسك بالمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، والقرارات الأممية، خصوصًا القرار «2216»، وعدم الالتفاف عليها، أقامته السلطة المحلية بمحافظة حضرموت، وحضره المئات، بفناء فندق «رامادا» السياحي، المقر المؤقت للسلطة المحلية، على بعد كيلومترين فقط من موقع التفجير.
وقالت قيادة المنطقة العسكرية الثانية في بيان رسمي صادر عن مكتبها الإعلامي إن الشاحنة كانت تحمل قرابة الطن من المواد المتفجرة، ويقودها شخص يحمل بطاقة هوية شخصية باسم «محمد عبده محمد حسن العجيلي»، من أبناء مديرية خنفر، بمحافظة أبين، وكانت في طريقها لاستهداف مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية بمنطقة خلف، القريب من موقع التفجير أيضًا.
ويأتي التفجير الانتحاري بعد تغييرات على خطة تأمين المدينة، أجرتها السلطات الأمنية، قللت فيها من عدد النقاط العسكرية ووجود الجيش بوسط المدينة، وأعطت صلاحيات أكبر للشرطة والأمن العام لإدارة الأمن داخلها، وهو الأمر الذي وصفه بعض المراقبين المحليين بأنه سابق لأوانه، خصوصًا في ظل ضعف جهاز الشرطة والأمن العام، وقلة عدد أفراده. كما يأتي بعد يوم واحد فقط من تخرج الدفعة الثانية من قوات النخبة (ذئاب الربوة)، التي ستوكل لها مهام خاصة لمكافحة الإرهاب، وحفظ النظام، وتأمين مداخل ومخارج المدينة، كذلك مهام عسكرية خاصة، تتطلب كفاءة عالية.
النازحون اليمنيون يواجهون الصقيع والطرد من المساكن
بقايا خيام نازحين في مأرب بعد حريق تسبب في وفاة طفلة (إعلام محلي)
قضت نازحتان في محافظة مأرب اليمنية، خلال الأيام الماضية، جراء الصقيع والحرائق، بينما يخشى عشرات الآلاف من النازحين الطرد من المنازل التي يسكنونها بالإيجار في عدد من المحافظات، مع لجوء الآلاف منهم، خلال الأسابيع الأخيرة، إلى النزوح مجدداً، والانضمام إلى المخيمات التي يواجه ساكنوها مخاطر شديدة خلال فصل الشتاء.
وقضت طفلة وأصيب آخرون، الأربعاء الماضي، جراء حريق في مأوى عائلتها بمخيم الجفينة، جنوب مدينة مأرب (173 كيلومتراً شرق صنعاء)، بسبب ماس كهربائي أدى إلى انفجار أسطوانة غاز في منزل عائلة الطفلة التي تبلغ 7 سنوات، والتي تفحَّمت جثتها تماماً، في حين أصيب والدها واثنان من أشقائها بجروح طفيفة، وفقاً لمصادر رسمية.
وذكرت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب (حكومية) أن فرق الدفاع المدني هرعت على الفور إلى موقع الحريق، وتمكنت من السيطرة عليه ومنع انتشاره إلى المآوي المجاورة، وإسعاف المتضررين منه، في حين رجحت مصادر من سكان المخيم أن يكون سبب الحريق محاولة الحصول على التدفئة من خلال إشعال النار.
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن المخيم ذاته شهد، منذ أيام، حريقاً تمت السيطرة عليه قبل انتشاره من قبل النازحين، بسبب إشعال نار للتدفئة، منوهة بأن هذه الحوادث تتكرر باستمرار خلال فصل الشتاء؛ إذ يُضطر كثير من النازحين إلى هذه الطريقة لتدفئة أنفسهم بسبب البرد الشديد، وعدم كفاية وسائل الوقاية منه.
ومنذ أسبوعين، اندلع حريق هائل في مخيم ميكلان للنازحين بمديرية خنفر التابعة لمحافظة أبين (جنوب)، أدى، كما أوردت المصادر المحلية، إلى التهام جميع مساكن النازحين المبنية من القش، ومحتوياتها من المواد الغذائية والإيوائية، دون وقوع ضحايا، ودون معرفة أسبابه.
وشهدت محافظة مأرب، منتصف العام الحالي، حريقاً كبيراً قضى على أكثر من 50 مأوى لنازحين من القرن الأفريقي، في مخيم بن معيلي بمديرية الوادي.
وطبقاً لإحصائية رسمية سابقة، فإن الشتاء الماضي شهد 135 حادثة حريق في مخيمات النازحين بمأرب، تسببت بوفاة شخصين وإصابة 25 آخرين، وأدَّت إلى دمار أكثر من 80 مأوى.
معركة مع الشتاء
شهد مخيم العكرمة بمديرية الوادي شرق المدينة وفاة مسنَّة بسبب معاناتها من موجة الصقيع الشديدة التي تشهدها معظم مناطق اليمن.
ويعيش عشرات الآلاف من النازحين اليمنيين في أوضاع مأساوية تتفاقم خلال الشتاء، بسبب الافتقار إلى وسائل التدفئة، مثل البطانيات والملابس، بالإضافة إلى النقص الشديد في المواد الغذائية، في حين لا تكفي الخيام للوقاية من البرد.
ونقلت مصادر محلية في مأرب لـ«الشرق الأوسط» عن نازحين أن عدداً محدوداً من العائلات تلقت حقيبة مساعدات صغيرة لمواجهة قسوة الشتاء قدمتها بعض المنظمات، في حين تنتظر آلاف العائلات تقديم معونات لها دون جدوى.
وتحتوي الحقيبة على بطانيات خفيفة وصغيرة الحجم، بجانب ملابس محدودة لا تكفي جميع أفراد العائلة، بحسب المصادر.
كما نقلت المصادر عن النازحين مطالبهم بمساعدات عاجلة، تتمثل في وسائل التدفئة وترميم الخيام وتكثيف الخدمات الطبية؛ خصوصاً أن الشتاء يشهد انتشار العديد من الأمراض وانتقال العدوى بسرعة كبيرة.
وكان الشتاء الماضي شهد موجة صقيع أودت بحياة 7 نازحين في محافظة مأرب، كما أوردت المصادر الرسمية، في حين تقول مصادر أخرى إن الوفيات تجاوزت 10 حالات.
ودعا فرع الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات اللاجئين في محافظة تعز (جنوب غرب) المنظمات الإنسانية الدولية بتقديم الدعم العاجل لنازحي مخيم الأشروح بمديرية جبل حبشي، غرب المحافظة.
وأوضح فرع الوحدة أن نازحي المخيم يواجهون ظروفاً مأساوية داخل خيام تفتقر للحماية الكافية من البرد والصقيع، ويعانون من النقص الحاد في الاحتياجات الأساسية، كالبطانيات والملابس الشتوية، في حين تضررت خيامهم خلال الأشهر الماضية بسبب الأمطار الغزيرة.
نزوح مركَّب
وكشف تقرير حكومي يمني أن العام الحالي شهد لجوء أكثر من 16 ألف نازح في محافظة مأرب، إلى مغادرة المنازل التي كانوا يقطنونها بالإيجار، والانضمام إلى مخيمات النزوح، بعد عجزهم عن الالتزام بسداد الإيجارات، وتراجع المساعدات الإنسانية المقدَّمة لهم.
ووفقاً لتقرير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب؛ فإن الفريق التابع لها وثّق نزوحاً ثانياً لـ2566 أسرة، تشمل 16411 شخصاً، من منازل مستأجَرة إلى مخيمات النزوح، خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) وحتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2024. بعد تدهور أحوالهم المعيشية، وتراجع المداخيل وعدم ثباتها، والعجز عن سداد الإيجارات التي تراكمت على غالبية العائلات.
وبيَّن التقرير أن محافظة مأرب استقبلت 1547 أسرة نازحة جديدة خلال الأشهر الـ11 الماضية، تضم نحو 8577 شخصاً، قدموا من محافظات مختلفة بسبب خوفهم من الاعتقالات التعسفية والملاحقات غير القانونية وتجنيد الأطفال، إلى جانب تفاقم الأوضاع الاقتصادية.
وطالبت الوحدة التنفيذية بتوفير تدخلات عاجلة، تشمل المأوى، والمواد الغذائية وغير الغذائية، وتنفيذ مشاريع لدعم مصادر دخل مستدامة للأسر المتضررة، وتعزيز المساعدات النقدية، خاصة للعائلات التي لا تزال تعيش في منازل مستأجَرة وتعاني من خطر الطرد.
وأفادت مصادر حكومية بأن مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب، سيف مثنى، بحث، مع منظمة «حسنة العالمية»، ومؤسسة «معاً من أجل الأطفال»، الوضع الإنساني في المحافظة، وفجوة الاحتياجات الإنسانية المتزايدة، وخطة الاستجابة الإنسانية للمحافظة، وما يمكن أن تسهم به المنظمتان في تخفيف المعاناة الإنسانية.
وتأمل الجهات الرسمية اليمنية أن تتجه التدخلات الإنسانية الدولية والأممية إلى تبني المشاريع المستدامة التي تستجيب لاحتياجات النازحين والمجتمع المضيف في الوقت الراهن ومستقبلاً، وتساعد السكان على الصمود وتخفف من معاناتهم.