* دائمًا ما شكّل الفيلم القصير تحديًا لصانعه. في الواقع أكثر من تحد ينطلق من البحث عن الفكرة ثم عن كيفية معالجتها وتمر بتمويلها (بتقنيات اليوم التمويل لم يعد عقدة كبيرة، لكنه ما زال جانبًا أساسيًا) ثم أين يعرضه ولمن.
* هناك مهرجانات متخصصة في الفيلم القصير في كل أرجاء العالم (أكثر من مائة منها) منتشرة من بومباي إلى صوفيا ومن تامبير ومالطا إلى ساو باولو ولوس أنجليس. في العالم العربي هناك أكثر من نافذة بينها ما هو مختص بالفيلم القصير عنوة عن كل أنماط الفيلم.
* كذلك فإن كثيرًا جدًا من المهرجانات غير المتخصصة بالفيلم القصير تهتم بقسم أو أكثر للفيلم القصير وتؤسس له جوائزه المستقلة وتدعو إليه. عربيًا، كل مهرجان نشط لديه مسابقة للفيلم القصير وهذه تشمل مهرجانات قرطاج، المقام حاليًا، والقاهرة الذي سينطلق في هذا الشهر ودبي في الشهر المقبل.
* لكن مهرجان دبي السينمائي الدولي هو النافذة الأهم بينها لهذا النوع من الأفلام التي يرغب صانعوها في تحقيق فكرة معينة وثابتة قد تكون عرضًا لوضع أو مجرد حكاية قصيرة. هذا لم يحدث بين يوم وليلة، بل تطلب جهودًا طويلة أودع خلالها كثير من المخرجين ثقتهم بالمهرجان ما جعله مثل واحة خضراء بينبوع ماء يروي ظمأ صانعي تلك الأفلام وجمهورها معًا. إليه يرد المخرجون الخليجيون ومن باقي العالم العربي واثقين من أنهم سيعاملون معاملة صانعي الأفلام الطويلة.
* ثقافة الفيلم القصير ما زالت غائبة عن الحضور في عموم العالم العربي. يتمنى الناقد لو أن هناك مرجعًا مطبوعًا على الورق أو منشورًا على الإنترنت يؤدي دور الخازن لتاريخ وحاضر ومن ثم مستقبل الأفلام القصيرة وصانعيها والمعلومات الكفيلة بأن تعيش طويلاً جدًا من بعد عرض الفيلم.
* هذا طبيعي في أساسه لأسباب كثيرة ليس أقلها واجبنا حيال هؤلاء المخرجين الذين ينصرفون اليوم لحياكة مستقبلهم في السينما في الغد. لكن هناك سببا مهما آخر وهو أن عمر الفيلم القصير.. قصير. بعد عروضه في هذا المهرجان أو ذاك، أو ربما في عدة مهرجانات، يرتاح في مكانه الأثير بجانب ذكريات صانعه. يتحوّل إلى تاريخ قد لا يعود إليه أحد إلا لُمامًا.
* محطاتنا التلفزيونية العابقة بكل أنواع التسلية وبرامج الصباح والمساء المسروقة أفكار معظمها من برامج غربية والأفلام الهشّة ليس لديها مكان للفيلم القصير. لا تعرف كيف تكوّن له جمهورًا رغم أن المسألة ليست بحاجة إلى أرخميدس مطلقًا. وحجتها في أنها ليست جمعيات خيرية لتورد الثقافة والفن من دون طائل مادي باتت معروفة. المشكلة هي أن عليها الإسهام في تأسيس الثقافة الفنية ومساعدة الأجيال ولو بقسط محدود.
المشهد: واحة الفيلم القصير
المشهد: واحة الفيلم القصير
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة