كريس سوتون.. ملك «المعلقين» المكتئبين

أصبح الناقد الرياضي ملء الأعين والأبصار ويدلي بآراء سوداوية عن كل الموضوعات المطروحة

كريس سوتون يبتسم على غير عادته («الشرق الأوسط»)
كريس سوتون يبتسم على غير عادته («الشرق الأوسط»)
TT

كريس سوتون.. ملك «المعلقين» المكتئبين

كريس سوتون يبتسم على غير عادته («الشرق الأوسط»)
كريس سوتون يبتسم على غير عادته («الشرق الأوسط»)

لطالما شعرت بالإعجاب تجاه ويل سيلف، الأديب العبقري المارق، رغم أنني أعي تمامًا أنه ربما ليس من الصائب التصريح بإعجابي بسيلف بعد الآن؛ ذلك أنه بالتأكيد شخص غير لطيف، وربما تفوه بأشياء عبر «تويتر» أثارت غضب الكثيرين، أو أبدى أنماطًا معوجة من التفكير؛ ما أثار موجة غضب عارم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ورغم كل ما سبق، يظل إعجابي بويل سيلف قائمًا، ولا أقصد بذلك ويل سيلف بوجهه الجديد الذي أطل علينا به مؤخرًا، وينبئ عن شخص لديه أفكار حكيمة بخصوص قضايا سياسية، وإنما المقصود هنا ويل سيلف القديم الذي عايشناه في تسعينات القرن الماضي، والذي في خضم فترة عجيبة من الرخاء الزائف والإجماع الخادع، عندما بدا أن الجميع راضون عن أنفسهم وسعداء بكونهم بريطانيين، واتته القدرة على طرح أفكار جريئة ونقدية حيال كل شيء، وهي أفكار عند إعادة النظر فيها الآن تبدو قريبة من الصواب. هكذا كان ويل سيلف العظيم.
وينقلنا هذا بدوره إلى كريس سوتون، الزميل سريع الغضب وصاحب الآراء القاتلة في صراحتها، الذي يعتبر الآن أشهر المعلقين الرياضيين المعنيين بكرة القدم على شاشات التلفزيون. لقد ظهر سوتون في كل القنوات تقريبًا هذا الأسبوع. في الواقع، هذا هو الحال غالبية الأسابيع، خصوصا أن سوتون أصبح بحق أكثر المعلقين الرياضيين تميزًا وعنادًا.
اللافت أن هذا الصعود القوي لسوتون جاء في وقت قصير للغاية؛ ذلك أنه حتى هذا الموسم لم يكن يعدو كونه مجرد صوت آخر في الخلفية داخل أوساط المعلقين الرياضيين، في الوقت الذي عمل في هدوء على تعزيز قدراته المهنية من خلال عمله لدى «بي تي سبورت» في تغطية لقاءات الدوري الاسكوتلندي الممتاز. جدير بالذكر، أنه فيما مضى، كان سوتون لاعبًا ممتازًا، لكنه لم يحظ بالتقدير الكافي. وحتى وقت قريب، كان مجرد صوت آخر يمسك بميكروفون ويقطب حاجبيه باحترام عندما ينتقل لاعب ليفربول والمنتخب الإنجليزي السابق ستيف مكمانامان للحديث عن أمر يتعلق بإثارة الوعي بخصوص المباراة.
إلا أن الوضع تبدل الآن، وأصبح سوتون ملء الأعين والأبصار، وأصبح يدلي بآراء سوداوية عن كل الموضوعات المطروحة تقريبًا لدرجة أن المرء يجد صعوبة في تخيل كيف كان بمقدورنا المضي قدمًا في شؤون حياتنا اليومية قبل أن يطل علينا سوتون برأسه من شاشات التلفزيون بين الحين والآخر ليصف كل ما يحيطنا بالبائس والحقير والمثير للحرج. لقد أصبح هذا الأمر مألوفًا الآن واكتسب درجة كبيرة من الطلاقة والازدراء لدرجة تثير بداخلك شعورًا بنفاد الصبر، وتحاول إلهاء نفسك بالتفكير في أي شيء آخر. وبمجرد أن يتفوه المذيع بسؤال: «كريس، هل ثمة أفكار لديك؟»، ينتبه الجميع وتتركز أنظارهم على شاشة التلفزيون.
وهنا، يظهر سوتون على الشاشة وقد امتعض وجهه وبدت عليه نظرة تحمل قدرًا هائلاً من خيبة الأمل على نحو يجعله أشبه بمساعد مدرس رياضة نال تعليمه بجامعة كامبريدج سبقت له المشاركة مع المنتخب الإنجليزي، لكنه يجد نفسه الآن وقد تراجعت مكانته لتصبح كامل مهمته تأديب مجموعة من المراهقين عن سوء سلوكهم داخل المجمع السكني المخصص للطلبة. ولدى سؤاله عن رأيه، يصمت سوتون برهة، ويبدو على وجهه الشعور بالملل والحزن والمذلة، ثم ينطق أخيرًا بصوت مخنوق كلمة واحدة: «بائس»، أو ربما «مخزن، غاري»، أو «محزن، غاري»، أو «كئيب» أو «ممل» أو «مشؤوم» أو «منحط» أو «غير ملائم». وعليه، فأنا بصفتي شخصا فقدت روح المرح مؤخرًا بسبب متابعتي لسوتون، ولم يعد بمقدور أي إنسان إدخال البهجة على نفسي، رجلا كان أو امرأة. كريس سوتون.. لك كل الشكر على ذلك.
ومع هذا، فإن مثل هذا النمط من المأساوية والسوداوية ليس بالأمر الجديد، فقد سبق وأن بنى جيمي هيل سمعة كبيرة له بصفته شخصا متشائما وسوداوي المزاج منذ فترة بعيدة، وكذلك الحال مع آلان هانسين. كما أحب مشاهدة كريغ بيرلي، الذي مثل سوتون، يبدو وكأن لديه شعورا بأنه محاصر من شتى الجهات بشخصيات شريرة وضحلة، ودائمًا ما يطل علينا من الشاشات بوجه يتقد غضبًا. أما أفضل ما يتعلق بسوتون على هذا الصعيد الكئيب، أن هذا الأسلوب يبدو متماشيا بصورة طبيعية للغاية معه لدرجة تدفعنا نحو تخيل أنه قضى الجزء الأكبر من الأعوام الـ15 الماضية التي غابت عنه خلالها الأضواء نسبيًا، قابعًا داخل المنزل بوجه عبوس، أو ربما ظل يردد كلمات من قبيل «مؤلم» و«بائس» أثناء تجوله بالمتاجر مساء أيام السبت. في الواقع، يحتم علينا الإنصاف الاعتراف بأن مهنة التعليق في حد ذاتها اكتسبت رواجًا كبيرًا هذه الأيام، مع العلم بأنها مهنة لا تتوقف أبدًا، ويجب أن تبقى طيلة الوقت. إن كرة القدم أكبر بكثير من مجرد استثارة للعواطف وصيحات غاضبة وإشارات باليد.
إنها عالم متداعٍ يتحول في إطاره الفساد إلى وسيلة للترفيه والتسلية، عالم تعرض خلاله مدرب المنتخب الإنجليزي إلى الإقالة المفاجئة لمجرد أنه عكس الثقافة المتقيحة التي ترعرع وعمل بها. وفي خضم كل هذا القبح والتشوه، من الطبيعي أن يحن المرء إلى صوت يصحح المسار. ودعونا لا ننسى أنه خلال مواكب النصر العسكرية في روما القديمة، كان هناك دائمًا عبد يقف إلى جوار الجنرال العظيم ليذكره بعيوبه ونقائصه، ويهمس في أذنيه: «تذكر أنك مجرد بشر». واليوم، يبدو أن هذا هو الدور الذي يضطلع به سوتون، فلندعه يستمر في عمله.



«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
TT

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)

استعاد باير ليفركوزن حامل اللقب نغمة الانتصارات بفوزه الكاسح على مضيفه هوفنهايم 4 - 1، السبت، ضمن المرحلة الثالثة للدوري الألماني لكرة القدم.

وكان «فيركسليف» تعرّض لخسارته الأولى هذا الموسم على يد لايبزيغ في المرحلة الثانية 2 - 3، وهي الأولى أيضاً في الدوري منذ 463 يوماً، وتحديداً منذ سقوطه أمام بوخوم 0 - 3 في مايو (أيار) 2023.

وسجّل لليفركوزن الفرنسي مارتين تيرييه (17) والنيجيري فيكتور بونيفاس (30 و75) وتيمو فيرتس (71 من ركلة جزاء)، فيما سجّل لهوفنهايم ميرغيم بيريشا (37).

ورفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس، فيما تجمّد رصيد هوفنهايم عند 3 نقاط في المركز الـ12.

وحصد شتوتغارت وصيف البطل الموسم الماضي فوزه الأول هذا الموسم بعد انطلاقة متعثرة بتخطيه مضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ 3 - 1.

وسجّل لشتوتغارت دينيز أونداف (21) والبوسني إرميدين ديميروفيتش (58 و61)، في حين سجّل لمونشنغلادباخ الفرنسي الحسن بليا (27).

واستهل شتوتغارت الموسم بشكل سيئ، فخسر مباراته الأولى أمام فرايبورغ 1 - 3، ثمّ تعادل أمام ماينتس 3 - 3.

وفشل لايبزيغ في تحقيق فوزه الثالث من 3 مباريات بعد أن اكتفى بالتعادل أمام أونيون برلين من دون أهداف.

وكانت الفرصة سانحة أمام لايبزيغ لاعتلاء الصدارة بالعلامة الكاملة، لكنه فشل في هزّ شباك فريق العاصمة.

وفي النتائج الأخرى، فاز فرايبورغ على بوخوم 2 - 1.

ويدين فرايبورغ بفوزه إلى النمساوي تشوكوبويكي أدامو (58 و61)، بعدما كان الهولندي ميرون بوادو منح بوخوم التقدم (45).

ورفع فرايبورغ رصيده إلى 6 نقاط من 3 مباريات، فيما بقي بوخوم من دون أي فوز وأي نقطة في المركز الأخير.

كما تغلب أينتراخت فرانكفورت على مضيفه فولفسبورغ 2 - 1.

وتألق المصري عمر مرموش بتسجيله هدفي الفوز لفرانكفورت (30 و82 من ركلة جزاء)، في حين سجّل ريدل باكو هدف فولفسبورغ الوحيد (76).

ويلتقي بايرن ميونيخ مع مضيفه هولشتاين كيل الصاعد حديثاً في وقت لاحق، حيث يسعى العملاق البافاري إلى مواصلة انطلاقته القوية وتحقيق فوزه الثالث بالعلامة الكاملة.

وتُستكمل المرحلة، الأحد، فيلتقي أوغسبورغ مع ضيفه سانت باولي، فيما يلعب ماينتس مع فيردر بريمن.