حزب مغربي معارض يجمد عضوية نائبة بسبب تدوينة مسيئة لسكان الحسيمة

أثارت غضب المحتجين على وفاة بائع السمك في المدينة

حزب مغربي معارض يجمد عضوية نائبة بسبب تدوينة مسيئة لسكان الحسيمة
TT

حزب مغربي معارض يجمد عضوية نائبة بسبب تدوينة مسيئة لسكان الحسيمة

حزب مغربي معارض يجمد عضوية نائبة بسبب تدوينة مسيئة لسكان الحسيمة

جمد حزب الاتحاد الدستوري المغربي المعارض أمس عضوية نائبة في البرلمان، وذلك بسبب تدوينة نشرتها على حسابها في «فيسبوك»، اعتبرت مسيئة لسكان مدينة الحسيمة (منطقة الريف)، الواقعة شمال البلاد.
وكانت النائبة خديجة الزياني قد كتبت تدوينة تعلق فيها على حادث وفاة بائع السمك في الحسيمة والمظاهرات التي أعقبتها، ونشرت صورة عن المظاهرات يظهر فيها بعض المحتجين وهم يحملون علم إسبانيا، مذيلة بتعليق بالعامية المغربية قالت فيه: «حسب ما يظهر لي في الصورة، فالحسن الثاني رحمه الله عندما نعت بالأوباش من كان يقصد.. كان صادقًا.. الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها». أي أن الحسن الثاني كان محقا عندما نعت أهل الريف بالأوباش.
وأثارت تدوينة الزياني غضب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي التي لم تهدأ بعد، على خلفية الوفاة المفجعة لمحسن فكري بائع السمك في الحسيمة الذي مات داخل شاحنة فرم النفايات. الزياني استعانت بوصف الأوباش الذي كان الملك الراحل الحسن الثاني قد وصف به سكان الحسيمة والناظور وتطوان والقصر الكبير في الشمال في خطاب حاد يتذكره المغاربة جيدا، وقد ألقاه إبان اندلاع احتجاجات شعبية في تلك المدن عام 1984. ووصف الحسن الثاني المحتجين في خطابه بأنهم أوباش يعيشون على التهريب والسرقة.
وقررت اللجنة الوطنية للتأديب في حزب الاتحاد الدستوري أمس، تجميد عضوية الزياني، في جميع هياكل الحزب إلى حين استكمال البحث واتخاذ الإجراءات التأديبية في حقها. وكان الحزب قد تبرأ من تدوينة الزياني ووصفها بأنها غير مسؤولة، وقال في بيان: «نظرا لخطورة ما جاء في هذا التعليق الشخصي، والذي لا يترجم لا من قريب ولا من بعيد موقف الاتحاد الدستوري، ولا فريقه النيابي، فإن الاتحاد الدستوري إذ يتبرأ من مثل هذه التعليقات غير المسؤولة، ويدينها بشدة، ويعتزم إجراء بحث حول حقيقة هذا التعليق ودوافعه، قبل أن يجري المساطر الداخلية المنصوص عليها في النظامين الأساسي والداخلي للحزب ويتخذ ما يلزمه من إجراء على ضوء نتائجها».
وعلى أثر الضجة التي أحدثتها، سارعت النائبة الزياني وهي مدرسة اللغة العربية وتقيم في مدينة الفنيدق (شمال) إلى التوضيح والاعتذار. وكتبت على حسابها على «فيسبوك» أنها حذفت التعليق الذي نشرته على حسابها بعد أن نبهها أصدقاؤها بأن الصورة التي يظهر فيها بعض المحتجين وهو يحملون العلم الإسباني مفبركة وغير حقيقية. وأضافت: «استفزني مضمون الصورة (المفبركة)كمواطنة ترفض استعانة أي جهة مهما كانت، بجهات خارجية من أجل خدمة أجندة خاصة هدفها نشر الفتنة وزعزعة استقرار الوطن».
ونددت النائبة بـ«الاستغلال السياسي للتعليق من طرف بعض الجهات»، رافضة «الاصطياد في الماء العكر من أجل تحميل التعليق ما لا يحتمل وإخراجه عن السياق الذي جاء فيه»، موضحة أنها «حفيدة عبد الكريم الخطابي وأعتز بأهل الريف وشهامتهم وحلمهم وصبرهم، ولا يمكن في يوم من الأيام وتحت أي ظروف أن أسيء إليهم أو أقلل من احترامهم». وزادت قائلة: «أعتذر بشدة لكل من خال أن تعليقي على الصورة (المفبركة) قد أساء إليه».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.