«الناتو» يكرر دعوته موسكو لوقف القصف في سوريا

لافروف يقول إن الجميع في شرق حلب متواطئون مع «النصرة»

«الناتو» يكرر دعوته موسكو لوقف القصف في سوريا
TT

«الناتو» يكرر دعوته موسكو لوقف القصف في سوريا

«الناتو» يكرر دعوته موسكو لوقف القصف في سوريا

جدد حلف شمال الأطلسي «الناتو» موقف المعلن بشأن الوضع في سوريا، بالتعبير عن القلق البالغ ووصف الوضع بالمأساوي»، وذلك تعليقا لمتحدث في الناتو على تقارير استخباراتية إعلامية تشير إلى خطط روسية باستهداف حلب بعملية عسكرية جديدة - يستغل فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فترة الجمود السياسي في الولايات المتحدة بسبب الانتخابات الرئاسية.
وأشار المتحدث خلال تصريحاته لـ«لشرق الأوسط»، أمس، إلى الموقف الذي سبق أن أعلنه الأمين العام للحلف الخميس الماضي على هامش وزراء الدفاع، ودعا فيه روسيا والنظام السوري لوقف جميع عمليات القصف العشوائي، مشددا على أن الحلف يدعم جهود وقف إطلاق النار. وعلق ديلان وايتي القائم بأعمال المتحدث باسم الناتو على ما ذكرته تقارير صحافية ومنها لصحيفة التايمز البريطانية نقلا عن مصادر استخباراتية، أن روسيا بصدد شن علمية عسكرية واسعة النطاق في أحياء حلب الشرقية هذا الأسبوع بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية الأميركية مستغلة الفراغ السياسي والانشغال بحدث كبير. كما أشارت التقارير إلى أن روسيا تحشد قواتها في المتوسط لهذا الغرض، رغم موقف الناتو الذي حذر موسكو، من تصعيد عملياتها العسكرية في سوريا. وقال المتحدث، إن الأمين العام للحلف كان واضحا عندما تحدث عن الأسبوع الماضي عن الموقف من الوضع في سوريا، الذي أكد فيه أنه من المهم جدا مواصلة دعم كل الجهود للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يكون خطوة أولى نحو إيجاد حل سياسي للصراع، مشددا في الوقت نفسه على مواصلة تقديم الدعم للتحالف الدولي في حربه للقضاء على «داعش».
في موسكو، عاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وكرر تهديده لفصائل المعارضة السورية في حلب بأنها ستصبح أهدافا مشروعة إلى جانب «جبهة النصرة» إذا لم تتم عملية الفصل بينهما، منذرا بإعادة روسيا لتقييماتها الأولية بشأن الهدنة في حلب. وفي مؤتمر صحافي مشترك عقب محادثاته في موسكو، أمس، مع نظيره القبرصي، حث لافروف «الشركاء الغربيين والإقليميين الذين لديهم اتصالات مباشرة ونفوذ على مختلف مجموعات المعارضة السورية، أن يطلبوا منهم الخروج من هناك على الفور، والانفصال عن جبهة النصرة»، حسب قول الوزير الروسي الذي توعد إنه «بحال لم يجر هذا الأمر فإن مجموعات المعارضة تحول نفسها إلى قوى متواطئة مع (جبهة النصرة)، وبهذا الشكل تصبح هدفا مشروعا بموجب القرارات التي تم اتخاذها في مجلس الأمن الدولي».
وفي عبارات تكاد تكون أقرب إلى التمهيد الدبلوماسي لاستئناف القصف الجوي الروسي على حلب، اتهم لافروف الدول الغربية بمحاولة الدفاع عن المقاتلين في شرق حلب، مشككا بصحة ما أكدوه حول توزيع القوى هناك، وبأن عناصر «جبهة النصرة» لا يزيدون على 200 - 300 مقاتل، وقال بهذا الصدد إن روسيا قد عرضت من جانبها تقييماتها بالنسبة لتلك المجموعات، زاعما أن كل تلك المجموعات «تخضع مباشرة لجبهة النصرة». ولتدعيم وجهة نظره هذه ذهب لافروف إلى الحديث عن المعارك الدائرة في حلب، واعتبر أن حجم القصف يؤكد من جديد أن كل المقاتلين في شرق حلب بشكل أو بآخر، بإرادة أو دون قصد، شركاء لـ«جبهة النصرة»، و«حتى إن كانوا لا يشاركون في العمليات القتالية» فإن الوزير لافروف يصر على أنهم «يتعاونون مع النصرة».
ويرى مراقبون أن حديث لافروف وإصراره على وضع جميع القوى في شرق حلب ضمن خانة «جبهة النصرة» التي يتوفر غطاء دولي لقصفها، يعزز من القناعة بأن روسيا ربما تستعد لعملية عسكرية أوسع في حلب، لا سيما في ظل الخسائر اليومية التي يتكبدها النظام وحلفاؤه. وكان الكرملين قد أعلن بصراحة في وقت سابق أن قرار استئناف الطلعات الجوية مرتبط بالوضع الميداني. ويوم أمس لمح لافروف إلى احتمال استئناف القصف الجوي حين اعتبر أن «أسبوعين على وقف القصف الجوي كانت فترة كافية للفصل بين المعارضة والإرهابيين»، محذرا من أن روسيا «ستعدل تقييماتها السابقة (بشأن وقف القصف والهدنة) إذا كانت عملية الفصل لا تجري».
في غضون ذلك يحاول الإعلام الروسي قراءة موقف الرأي العام من قرار وقف القصف الجوي. وكشف استطلاع للرأي أجراه مركز «ليفادا سنتر» المستقل لاستطلاع الرأي في روسيا عن أن 52 في المائة من المواطنين الروس يؤيدون حملة القصف الجوي الروسي في سوريا، بحسب ما نقلت (وكالة الصحافة الألمانية). وشارك في استطلاع الرأي 1600 مواطن من مختلف المقاطعات الأقاليم الروسية.
كما كشف الاستطلاع أن 48 في المائة من المواطنين الروس يشعرون بالقلق إزاء احتمال أن يؤدي توتر علاقات بلادهم مع الغرب بسبب الأزمة السورية، إلى نشوب حرب عالمية ثالثة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.