مصر: رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات «المقال» يثير أزمة جديدة

إيقاف إذاعة حوار مسجل معه على قناة فضائية قبل دقائق من بثه

مصر: رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات «المقال» يثير أزمة جديدة
TT

مصر: رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات «المقال» يثير أزمة جديدة

مصر: رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات «المقال» يثير أزمة جديدة

أثار المستشار هشام جنينة، الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات (أكبر جهاز رقابي في مصر)، الجدل مجددا، بعد توقف قناة «المحور» الفضائية عن إذاعة حوار مسجل معه، قبل دقائق من موعد بثه. وقالت مصادر إعلامية إن «إدارة القناة رفضت عرض الحوار خشية أن يسبب غضبًا لدى المسؤولين في الدولة».
وأُقيل جنينة من منصبه مطلع العام الحالي. وصدر في يوليو (تموز) الماضي حكما بحبسه لمدة عام وكفالة 10 آلاف جنيه لوقف تنفيذ الحكم، وكذلك تغريمه 20 ألف جنيه، في قضية نشر أخبار كاذبة، عن حجم الفساد بمصر. وهو الحكم الجاري استئنافه حاليا.
وكان المقرر أن تذيع القناة حوارا مع جنينة مساء أول من أمس (السبت) في أولى حلقات برنامج «90 دقيقة»، مع الإعلامي معتز الدمرداش، بعد أن قامت بحملة دعاية مكثفة لأكثر من 3 أيام، غير أن البرنامج لم يذع.
ووفقا للدعاية التي أذيعت حول الحوار، فقد كان مقررًا أن يتحدث جنينة عن أسباب إحالته للمحاكمة وحجزه في قسم الشرطة، وسيكشف عن زيارة وزير مُتهم بالفساد لمقر الجهاز المركزي للمحاسبات، وماذا قال عن طلب مقابلته للرئيس عبد الفتاح السيسي عند توليه الرئاسة.
وأذاعت الصفحة الرسمية للبرنامج على «فيسبوك» عددا من الفيديوهات لكواليس استعداد القناة لإذاعة الحلقة الأولى لمعتز الدمرداش بعد عودته، قبل أن يتم إبلاغ العاملين بمنع بث البرنامج.
وبينما قالت مصادر داخل القناة إن رجل الأعمال حسن راتب (مالك القناة)، «قرر تأجيله فقط لحين عرضه في وقت مناسب». أوضحت مصادر أخرى أن معتز الدمرداش (المذيع الذي أجرى الحوار)، اعترض على وقف إذاعة الحلقة ورفض أيضا استبدال حلقة أخرى مسجلة بها، الأمر الذي أدى إلى تأجيل ظهور البرنامج.
وحاولت «الشرق الأوسط» التواصل مع جنينة لتبين حقيقة الأمر، غير أنه لم يجب على الهاتف. ولم يظهر جنينة في أي حوار تلفزيوني منذ إقالته بقرار جمهوري، وتقديمه للمحاكمة.
وقال سامي عبد الراضي، رئيس تحرير البرنامج، إن «جنينة لم يطلب أو يلمح بمطالعة الحوار الذي أجري معه يوم الأربعاء الماضي، كما أنه لم يكن متحفظا في حواره وتحدث بلسان قاض وشخص محب للوطن»، نافيا أن يكون طلب أي شيء مرتبط بحديثه عن قصة وزير متهم بالفساد.
وأصدر السيسي أواخر مارس (آذار) الماضي، قرارا جمهوريا بإعفاء جنينة من منصبه رئيسا للجهاز المركزي للمحاسبات، وتكليف المستشار هشام بدوي، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الجهاز، بمباشرة اختصاصاته، على خلفية تصريحات أدلى بها جنينة عن حجم الفساد في الجهاز الإداري للدولة.
وبعد أسبوع على قرار العزل، قالت الجريدة الرسمية إن «العزل استند إلى بيان نيابة أمن الدولة العليا بشأن تحقيقاتها في تصريحات جنينة، حول إعلانه أن 600 مليار جنيه هي تكلفة الفساد في مصر، الذي حمل بيانات خاطئة».
وكانت صحيفة محلية نسبت لجنينة قوله إن حجم الفساد في مصر بلغ 600 مليار جنيه في عام 2015 وحده، لكنه قال لاحقا إنه أبلغ الصحيفة أن المبلغ يمثل حجم الفساد منذ تعيينه رئيسا للجهاز في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين عام 2012.
وكذبت لجنة تقصي حقائق شكلها السيسي، برئاسة رئيس هيئة الرقابة الإدارية، تصريحات جنينة حول وقائع الفساد المذكورة. وقالت إن «هناك تضليلاً وتضخيمًا في حجم وقيمة الوقائع المذكورة».
وقال منتقدون لجنينة إنه ينتمي بصورة غير معلنة لجماعة الإخوان التي حظرتها مصر بعد عزل مرسي عام 2013، لكنه نفى ذلك. وعُين جنينة بقرار من مرسي في سبتمبر (أيلول) 2012، لمدة أربع سنوات غير قابلة للعزل، وفقا للقانون، قبل أن يصدر السيسي قرارا في يوليو الماضي، أجاز له إعفاء رؤساء وأعضاء الهيئات المستقلة والأجهزة الرقابية من مناصبهم في حالات معينة من بينها «فقدانه الثقة».
ومن المقرر أن تنظر محكمة جنح مستأنف القاهرة الجديدة يوم 3 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، استئناف جنينة على حكم حبسه عاما.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.