الصحف الأوروبية: متفجرات «داعش» و«الدروع البشرية» لتعطيل عملية تحرير الموصل

أميركا: حتى أوباما قال إن الصحافيين ضده

الصحف الأوروبية: متفجرات «داعش» و«الدروع البشرية» لتعطيل عملية تحرير الموصل
TT

الصحف الأوروبية: متفجرات «داعش» و«الدروع البشرية» لتعطيل عملية تحرير الموصل

الصحف الأوروبية: متفجرات «داعش» و«الدروع البشرية» لتعطيل عملية تحرير الموصل

تناولت الصحف الأوروبية الكثير من القضايا العربية والشرق أوسطية، من بينها المتفجرات و«الدروع البشرية» التي يستخدمها تنظيم داعش لتعطيل عملية تحرير الموصل، والوضع الإنساني في الموصل، وأزمة اللاجئين والمهاجرين في أوروبا. وقضية التغير المناخي التي نشرت تحت عنوان «ركزوا على مراكش لتقليل الاحتباس الحراري في العالم»، في إشارة إلى المؤتمر الذي ستعقده الأمم المتحدة في المغرب وهو أول مؤتمر لمناقشة قضية التغير المناخي بعد قمة باريس بهذا الشأن وملف تونس التي تواجه تحديات اقتصادية كبيرة تعلّق آمالا على المؤتمر الدولي للاستثمار على أراضيها. وننطلق من الصحافة البريطانية في لندن، البداية من صحيفة «الأوبزرفر» وتحقيق لايما غاراهام هاريسون بعنوان «المتفجرات الماكرة القاسية التي يستخدمها تنظيم داعش لتعطيل عملية الموصل». وتحذير الأمم المتحدة عن استخدام «داعش» «الدروع البشرية» في الموصل. وتقول غاراهام هاريسون إن دمية أطفال زاهية الألوان في شكل دب وضعت بقرب الحائط مستندة على المتفجرات التي كان من المفترض أن تخبأ في داخلها. ربما لا تلفت تلك الدمية نظر بالغ يمر بجوارها، ولكن بالنسبة لطفل فإن العينين الواسعتين اللامعتين والفراء برتقالي اللون سيمثل إغراء لا يمكن مقاومته. وقال العقيد ناوزاد كامل حسن، وهو مهندس مع قوات البيشمركة الكردية المشاركة في عملية الموصل، إن وحدته أزالت نحو 50 طنا من المتفجرات من مناطق كانت واقعة تحت سيطرة تنظيم داعش. وننتقل إلى صحيفة «صنداي تلغراف» ومقال لجانيت ديلي بعنوان «الإحساس النرجسي بالذنب يخلق فوضى أزمة المهاجرين». وتقول ديلي إن تبادل الاتهامات بشأن أزمة اللاجئين في أوروبا لن يجدي نفعا. وتتساءل عما إذا كان هؤلاء المهاجرون الذين تمكنوا من الوصول إلى السواحل الأوروبية هم الأجدر بالمساعدة.
وخصصت صحيفة «الفايننشيال تايمز» مقالا افتتاحيا فيها لمناقشة قضية التغير المناخي تحت عنوان «ركزوا على مراكش لتقليل الاحتباس الحراري في العالم»، في إشارة إلى المؤتمر الذي ستعقده الأمم المتحدة في المغرب وهو أول مؤتمر لمناقشة قضية التغير المناخي بعد قمة باريس بهذا الشأن.
أما الصحف البلجيكية في بروكسل، فقد اهتمت بتطورات ملف إنهاء الاعتراض من جانب مقاطعة ألونيا الناطقة بالفرنسية في بلجيكا على بعض بنود اتفاق التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وكندا وحسب ما ذكرت صحيفة «ستاندرد» أن ماراثونا تفاوضيا نجح في إنهاء الخلافات وبالتالي التوقيع على الاتفاقية خلال القمة التي استضافتها بروكسل أمس.
مع اقتراب يوم التصويت في الانتخابات الرئاسية الأميركية، زادت انتقادات المرشح الجمهوري دونالد ترامب، والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون للإعلام، واتهامه بالانحياز ضد كل واحد منهما.
مؤخرا، انضم إليهما الرئيس باراك أوباما. قبل أسبوعين، انتشرت أخبار بأن «أوباماكير» (برنامج الرعاية الصحية للجميع) يواجه مشكلة كبيرة:
أولا: انسحبت منه شركات تأمين صحية كبيرة، وقالت إن مساهمات الحكومة لها لا تغطي تكاليف العلاج.
ثانيا: قالت وزارة الصحة إن اشتراكات المواطنين في العام القادم ستزيد بنسبة 22 في المائة. (سارع المرشح الجمهوري ترامب، وقال إن النسبة ستكون 70 في المائة).
يوم السبت، اتهم الرئيس أوباما الإعلام بنشر «معلومات سلبية» عن برنامجه.
لكن، سألت مجلة «أميركان ثنكار» (المفكر الأميركي): «كيف يكون الصحافيون هم المسؤولون بينما وزارة الصحة الاتحادية هي التي قالت إن نسبة الاشتراكات سترتفع 22 في المائة؟ بل قالت وزارات صحة في بعض الولايات إن الارتفاع سيكون بنسبة 116 في المائة».
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز»، التي كانت أول من نشر الخبر قبل أسبوعين: «ها هو أوباما لا يقل عدم مسؤولية عن كلينتون وترامب في تحميل الصحافيين مسؤوليات مشكلاته».
ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» تصريحات أوباما لوفد من الشباب المتطوعين مع الحزب الديمقراطي زاروه في البيت الأبيض. قال: «عليكم مواجهة هذه الحملة السلبية. عليكم مسح الطين الذي يقذفون به على زجاج السيارة» (قصد الصحافيين ومعارضي البرنامج). وأضاف: «لا تنسوا أن هناك مجموعات من الناس لا هم لها غير التصفيق للفشل. ينسى هؤلاء ملايين الأميركيين الذين لم تكن عندهم أي تغطية صحية».
انتقدت مجلة «أميركان ثنكار» أوباما لثلاث أسباب:
أولا: حمل الصحافيين (وغيرهم) المسؤولية.
ثانيا: كذب عندما قال إن اشتراكات المواطنين ستنخفض، مخالفا ما قالت وزارة الصحة.
ثالثا: خاطب شباب الحزب الديمقراطي داخل البيت الأبيض دون وجود صحافيين.
وقالت المجلة: «ليست هذه إضافة مشرفة في سجل أوباما وهو في آخر شهوره في البيت الأبيض».



إعلاميو فرنسا أمام معضلة البقاء مع «إكس» أو الابتعاد عنها

الصحف الفرنسية أمام التحدي
الصحف الفرنسية أمام التحدي
TT

إعلاميو فرنسا أمام معضلة البقاء مع «إكس» أو الابتعاد عنها

الصحف الفرنسية أمام التحدي
الصحف الفرنسية أمام التحدي

يرى البعض في فرنسا أن موسم رحيل «العصافير الزرقاء» يلوح في الأفق بقوة، وذلك بعدما أعلنت مجموعة كبيرة من الشخصيات والمؤسسات الإعلامية انسحابها من منصّة التواصل الاجتماعي «إكس» (تويتر سابقاً).

الظاهرة بدأت تدريجياً بسبب ما وصف بـ«الأجواء السامة» التي اتسّمت بها المنصّة. إذ نقلت صحيفة «كابيتال» الفرنسية أن منصة «إكس» فقدت منذ وصول مالكها الحالي إيلون ماسك أكثر من مليون مشترك، إلا أن الوتيرة أخذت تتسارع في الآونة الأخيرة بعد النشاط الفعّال الذي لعبه ماسك في الحملة الانتخابية الأميركية، ومنها تحويله المنصّة إلى أداة دعاية قوية للمرشح الجمهوري والرئيس العائد دونالد ترمب، وكذلك إلى منبر لترويج أفكار اليمين المتطرف، ناهيك من تفاقم إشكالية «الأخبار الزائفة» أو «المضللة» (الفايك نيوز).

نقاش إعلامي محتدم

ومهما يكن من أمر، فإن السؤال الذي صار مطروحاً بإلحاح على وسائل الإعلام: هل نبقى في منصّة «إكس»... أم ننسحب منها؟ حقاً، النقاش محتدم اليوم في فرنسا لدرجة أنه تحّول إلى معضلة حقيقية بالنسبة للمؤسسات الإعلامية، التي انقسمت فيها الآراء بين مؤيد ومعارض.

للتذكير بعض وسائل الإعلام الغربية خارج فرنسا كانت قد حسمت أمرها باكراً بالانسحاب، وكانت صحيفة «الغارديان» البريطانية الأولى التي رحلت عن المنصّة تاركة وراءها ما يناهز الـ11 مليون متابع، تلتها صحيفة «فون غوارديا» الإسبانية، ثم السويدية «داكنز نيهتر».

أما في فرنسا فكانت أولى وسائل الإعلام المنسحبة أسبوعية «ويست فرنس»، وهي صحيفة جهوية تصدر في غرب البلاد، لكنها تتمتع بشعبية كبيرة، إذ تُعد من أكثر الصحف الفرنسية قراءة بأكثر من 630 ألف نسخة تباع يومياً ونحو 5 ملايين زيارة على موقعها عام 2023. ولقد برّر نيكولا ستارك، المدير العام لـ«ويست فرنس»، موقف الصحيفة بـ«غياب التنظيم والمراقبة»، موضحاً «ما عاد صوتنا مسموعاً وسط فوضى كبيرة، وكأننا نقاوم تسونامي من الأخبار الزائفة... تحوّلت (إكس) إلى فضاء لا يحترم القانون بسبب غياب المشرفين». ثم تابع أن هذا القرار لم يكن صعباً على الأسبوعية الفرنسية على أساس أن منصّة التواصل الاجتماعي هي مصدر لأقل من واحد في المائة من الزيارات التي تستهدف موقعها على الشبكة.

بصمات ماسك غيّرت «إكس» (تويتر سابقاً)

«سلبيات» كثيرة بينها بصمات إيلون ماسك

من جهتها، قررت مجموعة «سود ويست» - التي تضم 4 منشورات تصدر في جنوب فرنسا هي «سود ويست»، و«لاروبوبليك دي بيريني»، و«شارانت ليبر» و«دوردون ليبر» - هي الأخرى الانسحاب من منصّة «إكس»، ملخصّة الدوافع في بيان وزع على وسائل الإعلام، جاء فيه أن «غياب الإشراف والمراقبة، وتحديد عدد المنشورات التابعة لحسابات وسائل الإعلام، وإبدال سياسة التوثيق القديمة بواسطة أخرى مدفوعة الثمن، كانت العوامل وراء هذا القرار».

أيضاً الموقع الإخباري المهتم بشؤون البيئة «فير» - أي «أخضر» - انسحب بدوره من «إكس»، تاركاً وراءه عشرين ألف متابع لدوافع وصفها بـ«الأخلاقية»، قائلا إن مضامين المنصّة تتعارض مع قيمه التحريرية. وشرحت جولييت كيف، مديرة الموقع الإخباري، أنه لن يكون لهذا القرار تأثير كبير بما أن الحضور الأهم الذي يسجّله الموقع ليس في «إكس»، وإنما في منصّة «إنستغرام»، حيث لديه فيها أكثر من 200 ألف متابع. ولكن قبل كل هؤلاء، كان قرار انسحاب برنامج «لوكوتيديان» الإخباري الناجح احتجاجاً على التغييرات التي أحدثها إيلون ماسك منذ امتلاكه «إكس» قد أطلق ردود فعل كثيرة وقويّة، لا سيما أن حساب البرنامج كان يجمع أكثر من 900 ألف متابع.

سالومي ساكي

... الفريق المتريّث

في المقابل، وسائل إعلام فرنسية أخرى فضّلت التريّث قبل اتخاذ قرار الانسحاب، وفي خطوة أولى اختارت فتح باب النقاش لدراسة الموضوع بكل حيثياته. وبالفعل، عقدت صحيفة «ليبيراسيون»، ذات التوجّه اليساري، جلسة «تشاور» جمعت الإدارة بالصحافيين والعمال يوم 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي للبحث في مسألة «البقاء مع منصّة (إكس) أو الانسحاب منها؟». وفي هذا الإطار، قال دون ألفون، مدير الصحيفة، في موضوع نشر بصحيفة «لوموند»، ما يلي: «نحن ما زلنا في مرحلة التشاور والنقاش، لكننا حدّدنا لأنفسنا تاريخ 20 يناير (كانون الثاني) (وهو اليوم الذي يصادف تنصيب دونالد ترمب رئيساً للمرة الثانية) لاتخاذ قرار نهائي».

الوضع ذاته ينطبق على الأسبوعية «لاكروا» التي أعلنت في بيان أن الإدارة والصحافيين بصّدد التشاور بشأن الانسحاب أو البقاء، وكذلك «لوموند» التي ذكرت أنها «تدرس» الموضوع، مع الإشارة إلى أن صحافييها كانوا قد احتفظوا بحضور أدنى في المنصّة على الرغم من عدد كبير من المتابعين يصل إلى 11 مليوناً.

من جانب آخر، إذا كان القرار صعب الاتخاذ بالنسبة لوسائل الإعلام لاعتبارات إعلانية واقتصادية، فإن بعض الصحافيين بنوا المسألة من دون أي انتظار، فقد قررت سالومي ساكي، الصحافية المعروفة بتوجهاتها اليسارية والتي تعمل في موقع «بلاست» الإخباري، إغلاق حسابها على «إكس»، ونشرت آخر تغريدة لها يوم 19 نوفمبر الماضي. وفي التغريدة دعت ساكي متابعيها - يصل عددهم إلى أكثر من 200 ألف - إلى اللّحاق بها في منصّة أخرى هي «بلو سكاي»، من دون أن تنسى القول إنها انسحبت من «إكس» بسبب إيلون ماسك وتسييره «الكارثي» للمنّصة.

وفي الاتجاه عينه، قال غيوم إرنر، الإعلامي والمنتج في إذاعة «فرنس كولتو»، بعدما انسحب إنه يفضل «تناول طبق مليء بالعقارب على العودة إلى (إكس)». ثم ذهب أبعد من ذلك ليضيف أنه «لا ينبغي علينا ترك (إكس) فحسب، بل يجب أن نطالب المنصّة بتعويضات بسبب مسؤوليتها في انتشار الأخبار الكاذبة والنظريات التآمرية وتدّني مستوى النقاش البنّاء».

«لوفيغارو»... باقية

هذا، وبين الذين قرّروا الانسحاب وأولئك الذين يفكّرون به جدياً، يوجد رأي ثالث لوسائل الإعلام التي تتذرّع بأنها تريد أن تحافظ على حضورها في المنصّة «لإسماع صوتها» على غرار صحيفة «لوفيغارو» اليمينية. مارك فويي، مدير الصحيفة اليمينية التوجه، صرح بأنها لن تغيّر شيئاً في تعاملها مع «إكس»، فهي ستبقى لتحارب «الأخبار الكاذبة»، وتطالب بتطبيق المراقبة والإشراف بحزم وانتظام.

ولقد تبنّت مواقف مشابهة لـ«لوفيغارو» كل من صحيفة «لي زيكو» الاقتصادية، ويومية «لوباريزيان»، وقناة «تي إف1» و«إم 6»، والقنوات الإخبارية الكبرى مثل «بي إف إم تي في»، و«سي نيوز». وفي حين تتّفق كل المؤسّسات المذكورة على أن المنّصة «أصبحت عبارة عن فضاء سام»، فهي تعترف في الوقت نفسه باستحالة الاستغناء عنها، لأن السؤال الأهم ليس ترك «إكس»، بل أين البديل؟ وهنا أقرّ الصحافي المعروف نيكولا دوموران، خلال حوار على أمواج إذاعة «فرنس إنتير»، بأنه جرّب الاستعاضة عن «إكس» بواسطة «بلو سكاي»، لكنه وجد الأجواء مملة وكان النقاش ضعيفا، الأمر الذي جعله يعود إلى «إكس»، حيث «الأحداث أكثر سخونة» حسب رأيه.

أما الصحافي المخضرم جان ميشال أباتي، فعلى الرغم من انتقاده الشديد للمنصّة وانسحاب برنامج «لوكوتيديان» - الذي يشارك فيه - من «إكس» - فإنه لم يفكر في إغلاق حسابه لكونه الإعلامي الفرنسي الأكثر متابعة؛ إذ يسجل حسابه أكثر من 600 ألف متابع.

في هذه الأثناء، وصفت كارين فوتو، رئيسة موقع «ميديا بارت» الإخباري المستقّل الوضع «بالفخ الذي انغلق على وسائل الإعلام»، حيث «إما البقاء وتعزيز أدوات الدعاية لليمين المتطرّف وإما الانسحاب والتخلّي عن مواجهة النقاش». وللعلم، من الملاحظ أن المنصّة غدت حاجة شبه ماسة لأصحاب القرار والساسة، حيث إن بعضهم يتوجه إليها قبل أن يفكّر في عقد مؤتمر صحافي، وهذا ما حدا بالباحث دومينيك بوليي، من معهد «سيانس بو» للعلوم السياسية، إلى القول في حوار لصحيفة «لوتان» إن منصّة «إكس» بمثابة «الشّر الذي لا بد منه»، إذ تبقى المفضّلة لدى رجال السياسة للإعلان عن القرارات المهمة، وللصحافيين لتداولها والتعليق عليها، مذكّراً بأن الرئيس الأميركي جو بايدن اختار «إكس» للإعلان عن انسحابه من السباق الرئاسي الأخير.