مطعم الاسبوع: «108».. عنوان بديل لأهم مطعم في كوبنهاغن

مع رحيل «نوما».. العاصمة الدنماركية ترحب بوافد جديد

مطعم «108» بديل نوما الذي كان يعتبر من أغلى وأفضل مطاعم العالم
مطعم «108» بديل نوما الذي كان يعتبر من أغلى وأفضل مطاعم العالم
TT

مطعم الاسبوع: «108».. عنوان بديل لأهم مطعم في كوبنهاغن

مطعم «108» بديل نوما الذي كان يعتبر من أغلى وأفضل مطاعم العالم
مطعم «108» بديل نوما الذي كان يعتبر من أغلى وأفضل مطاعم العالم

منذ إعلان رينيه ريدزبي عزمه إغلاق ما يعد أشهر المطاعم على وجه الأرض، أصبح من العسير للغاية، بل وأقرب إلى المستحيل، حجز طاولة داخل المطعم البارز «نوما» في كوبنهاغن. إلا أنه لحسن الحظ، سرعان ما ظهر بديل يتمثل في مطعم «108» الذي افتتحه ريدزبي ليكون بديلاً عصريًا وأكثر بساطة، والذي تبلغ أسعار الأطباق به قرابة ثلث السعر في «نوما»، رغم أنها في الوقت ذاته تبدو ألذ وأشهى كثيرًا. وفي الوقت الذي تتنقل فيه المكونات في حركة دؤوبة ذهابًا وإيابًا بين مطبخي المطعمين، حيث يوجد المطعم الجديد عند الباب الخلفي لـ«نوما»، يبقى كريستيان بومان، أحد الأبناء البارزين لـ«نوما»، على رأس فريق العمل بالمطعمين.
وبالنسبة للطهاة العاملين في «نوما»، فإنهم غالبًا ما يبدؤون صباحهم داخل «108»، حيث يوجد مكان مجاور يدعى «كورنر» يعمل كمقهى فاخر يقدم أقداح الشاي والمعجنات خلال ساعات النهار، بينما يقدم في المساء مشروبات وأطباق خفيفة. وعن المطعم الجديد، قال بومان: «يتميز المكان بجو عام ودود. لقد رغبت في أن يشعر الناس بالاسترخاء، ويستمتعون بصحبة الأسرة أو مجموعة من الأصدقاء».
ورغم أن مطعم «108» افتتح أبوابه رسميًا في 27 يوليو (تموز)، فإنه عمل من داخل «نوما» على امتداد 13 أسبوعًا، بينما كان ريدزبي وفريق العمل المعاون له في جولة بأستراليا. والملاحظ في قائمة المطعم الجديد أن الطبق الأول بها، مثلما هو الحال مع كثير من الأطباق الواردة بالقائمة، تحمل البصمة الإبداعية المميزة لـ«نوما». ويتألف الطبق الأول من سيقان خس مدخنة ومقرمشة منقوعة في عجينة مصنوعة من الأوراق، تقدم مع بيض سمك موسى، وتزين بالأوراق التويجية لزهرة الأدريون. ويتميز الطبق بمذاق لذيذ للغاية. ويثير الجو العام المرح والبسيط للمطعم رغبة قوية بداخلك لأن تلتهم هذا الطبق بيديك! وبجانب الطبق، يجري تقديم خبز وعجين جودار يتميز بطبقة مقرمشة من الخارج، بينما يبدو طريًا من الداخل.
بوجه عام، تغلب على القائمة الأطباق الدنماركية. وفي الوقت الذي اجتذب «نوما» زبائنه من الطبقات العليا، يأمل «108» في اجتذاب السكان المحليين. وعن هذا، شرح بومان: «نطلق على (108) مطبخ كوبنهاغن، ويتمثل المبدأ الرئيسي الذي يقوم عليه في التعاون الوثيق مع المزارعين».
ومن الأطباق المميزة التي يقدمها المطعم الكشمش المملح وزيت الراتنج والجرجير. وبالنسبة للأطباق فاتحة الشهية، تضم قائمة الطعام قسم يحمل اسم «ليفريت»، وتعني بالدنماركية «الأطباق المفضلة»، وتضم أطباقًا مألوفة، مثل: كتف الحمل وأطعمة خضراء مشوية.
وفي أثناء النهار، سيمكنك التمتع بمنظر مرفأ نيهافن، مع تناول قدح من الكورتادو وفطيرة دنماركية مصنوعة من العنب البري. أما في المساء، فيمكنك تناول قدح من العصير تحت ظلال الجسور المتحركة المطلة على القناة.
ويقع مطعم «108» في ستاراندغيد، وتبلغ تكلفة وجبة لفردين دون مشروبات أو إكرامية نحو ألف كرون (151 دولارًا أميركيًا).
* خدمة «نيويورك تايمز»



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».