تبنى أئمة ودعاة وافدون للدراسة بمصر من 6 دول، خطة لترجمة المفاهيم والآراء المغلوطة التي يطلقها تنظيم داعش الإرهابي بعدة لغات، في مقدمتها الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وقال الوافدون في ختام برنامجهم التدريبي بالقاهرة إن «ذلك في إطار دورهم بوصفهم سفراء للوسطية عند عودتهم لدولهم لمحاصرة شبهات التنظيمات الإرهابية التي باتت تجتاح العالم كله». وشهدت مدينة البعوث الإسلامية (شرق القاهرة) حفل ختام فعاليات الدورة «106» لتكريم الأئمة والدعاة الوافدين التي نظمتها أمانة اللجنة العليا للدعوة الإسلامية بمصر، واستمرت لمدة شهرين لتدريب الأئمة الوافدين من «السودان ونيجيريا وماليزيا والفلبين وبورما والهند» على أحدث أساليب الدعوة الإسلامية، وتلقي برنامج «صناعة المفتى في مناهج الدعوة الإسلامية والعلوم الشرعية واللغة العربية والاقتصاد الإسلامي». ويعاني العالم من فكر التنظيمات المتطرفة، وفي مقدمتهم «داعش» الذي يعلن كل يوم تبنيه أحداث قتل ونحر وسبي وتفجيرات في كل مكان، وهي الأحداث التي خلفت قتلى ومصابين بالآلاف، فضلا عن أعمال إجرامية ارتكبها التنظيم في سوريا والعراق بعد أن فقد سطوته على «الرقة» و«الموصل» بسبب هجمات التحالف الدولي للإرهاب. وقال أحد الأئمة، ممن حضروا الدورة من ماليزيا، إن «هذه الدورات تدعونا لتحصين الشباب من مخاطر الإرهاب والتكفير»، لافتا إلى أن «الدورة الأخيرة هدفها تأكيد سبل مواجهة التطرف الفكري وكيفية الوقاية منه، من خلال تصحيح المفاهيم المغلوطة في أذهان الشباب، كمفهومي (الجهاد والجزية) اللذين ترفع رايتهما الجماعات التكفيرية»، موضحا أن السبب الرئيسي وراء تلك الجماعات المارقة هو اللعب بعقول الشباب، عن طريق ترويج أفكارهم الخاطئة لنصوص الكتاب والسنة، وتنزيل الأحكام في غير مواطنها بقصد استقطاب عناصر بدافع الغيرة على الدين.
وقال الإمام الماليزي، الذي تحفظ عن ذكر اسمه، ينبغي على الشباب عدم الانسياق وراء تلك الجماعات التي تريد هدم أركان الإسلام والحذر من أفعالهم التي لا يمثلون بها الإسلام، فالإسلام دين التراحم لا يعرف إراقة دماء أو تدمير أو تفجير، مضيفا أنه يجب على الشباب ألا يستمعوا لغير المتخصصين في الدين، الذين أضروا بالدين الإسلامي، وأن يتبعوا المتخصصين الذين يتبنون المنهج الوسطي النابع من الدين الإسلامي. وأوصى المشاركون في الدورة بضرورة تعاون جميع المؤسسات الإسلامية الرسمية وغير الرسمية في دول العالم لمواجهة الفكر المتطرف، واستيعاب الشباب وتوجيه طاقاته في البناء والتنمية وتأصيل روح المواطنة، وفتح أبواب الحوار مع الشباب في المدارس والجامعات والمعاهد لتصحيح ما علق بأذهانهم من أفكار مغلوطة، فضلا عن أهمية نشر صحيح الدعوة الإسلامية البعيدة عن الغلو والتطرف من خلال شبكات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الإلكترونية الحديثة، وكذا العمل على ضبط مفاهيم الشريعة الإسلامية «الجهاد، والخلافة، والحاكمية، والولاء والبراء، والتكفير»، للتصدي لفتاوى الجماعات المتطرفة، مع العمل على ترجمة أفكار «داعش» بمختلف اللغات، وبخاصة في المناطق التي تشهد انتشارا لفكر «داعش» المتشدد في فرنسا وبلجيكا وبعض الدول الأفريقية.
وقال الشيخ محمد زكي، الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية، إن «الأئمة الذين حصلوا على هذه الدورات ويغادرون لبلادهم هم سفراء الأزهر في نشر صحيح الدين وسماحته واعتداله}.
، مطالبا إياهم بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والحوار بالتي هي أحسن، وتصحيح المفاهيم المغلوطة وتفنيد شبهات المارقين والرد عليها، وأن تكون دعوتهم دعوة رحمة وهدى تعبر عن الإسلام العظيم لنهضة الأمة الإسلامية». وأكد زكي أن المسؤولية التي تقع على الأئمة والدعاة لمواجهة الأفكار المتطرفة والتحديات المعاصرة كبيرة، وتحتاج إلى جهد مضاعف للقضاء على تلك الأفكار، مشددا على ضرورة أن يقوم هؤلاء الأئمة بترجمة وتحويل ما تعلموه على يد العلماء إلى واقع فعلي، لأن الإسلام دين عالمي صالح لكل المجتمعات والعصور.
المشاركون في الندوة أكدوا أن الجماعات الإرهابية في الآونة الأخيرة شوهت صورة الإسلام بأفعالها الشنيعة واستدلت بآيات الجهاد والقتال لتبرير قتل الأبرياء وسفك دمائهم، والإسلام بريء من هذه الجماعات المسلحة. وأضافوا أن «الحاجة ماسة الآن إلى ضرورة توخي الحذر من مزاعم المنظمات الإرهابية المتطرفة بنعرات مزيفة لتغرير الشباب».
وقال أحد الأئمة الذين شاركوا في الدورة، وهو من الهند، تحفظ عن ذكر اسمه، إن تنظيم داعش يبث مقاطع فيديو مصورة يغرر فيها بالشباب المسلم في الهند، لكسب تعاطف هؤلاء الشباب، مؤكدا أن هذا المسلك هو ما يتبعه «داعش» دائما لكسب تعاطف الشباب وإقحامهم في طريق التطرف والعنف، مما يستوجب على الجميع الحذر من هذه الخدعة والوقوع في مستنقع الإرهاب، لافتا إلى أنه على الشباب أن يتوجهوا إلى علمائهم في فهم المسائل وقضايا الحياة، وألا يغتروا بالأفكار الشاذة.
دعاة 6 دول يتبنون خطة لترجمة المفاهيم المغلوطة لـ«داعش» بعدة لغات
في ختام برنامجهم بمصر لمحاصرة شبهات التنظيمات الإرهابية التي تجتاح العالم
دعاة 6 دول يتبنون خطة لترجمة المفاهيم المغلوطة لـ«داعش» بعدة لغات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة