مقتل قائد كتيبة الصاعقة في شمال سيناء في استهداف مدرعة بعبوة ناسفة

مصادر أمنية استبعدت استهدافه بشكل متعمد

مقتل قائد كتيبة الصاعقة في شمال سيناء في استهداف مدرعة بعبوة ناسفة
TT

مقتل قائد كتيبة الصاعقة في شمال سيناء في استهداف مدرعة بعبوة ناسفة

مقتل قائد كتيبة الصاعقة في شمال سيناء في استهداف مدرعة بعبوة ناسفة

قالت مصادر أمنية في مصر، أمس، إن المقدم رامي حسانين، قائد كتيبة الصاعقة في شمال سيناء، قتل متأثرا بجراحه في أعقاب انفجار عبوة ناسفة زرعها إرهابيون على جانب الطريق، وأضافت المصادر أنه بحسب المعلومات الأولوية «لا يوجد ما يشير إلى استهداف متعمد لقائد كتيبة الصاعقة».
ويأتي مقتل المقدم حسانين بعد أسبوع من اغتيال عناصر إرهابية العميد عادل رجائي، قائد الفرقة التاسعة مدرعة، أمام منزله في مدينة العبور القريبة من العاصمة المصرية القاهرة، فيما عد حينها عملية نوعية الأولى من نوعها خلال المعركة المستعرة بين السلطات الأمنية في مصر وعناصر إرهابية منذ ما يزيد على عامين.
وقالت المصادر الأمنية، التي تحدثت معها «الشرق الأوسط»، إن سائق مدرعة قائد الصاعقة في شمال سيناء قتل أيضا خلال الانفجار الذي أصيب على أثره ثلاثة مجندين.
ولجأت العناصر الإرهابية في سيناء إلى زرع العبوات الناسفة على جوانب الطرق الرئيسية في ثلاث مدن رئيسية في شمال سيناء هي العريش ورفح والشيخ زويد، بعد نجاح الجيش في حصارهم. وقتل عشرات الجنود في انفجارات مماثلة خلال الشهور الماضية.
وتنشط جماعات إرهابية في شبه الجزيرة أبرزها تنظيم أنصار بيت المقدس، الذي اعتمد قبل عامين عمليات الاشتباك المباشر والإغارة على الكمائن، لكن التنظيم تراجع عن هذه العمليات بعد أن كثف الجيش عملياته ضد التنظيم.
وقبل نحو أسبوعين أغارت عناصر من تنظيم أنصار بيت المقدس على كمين في مدينة بئر العبد خارج مثلث العمليات التقليدي لنشاطه، ما دفع الجيش إلى الرد بقوة، ثأرا لجنوده.
وقال مصدر أمني، إنه «لم يمكن الجزم بأس شيء في الوقت الراهن، لكن المؤشرات الأولية تشير إلى أنه لم تكن العلمية تستهدف قائد الصاعقة بشكل متعمد».
المقدم حسانين، خريج الدفعة 90 حربية، وقائد الكتيبة 103 صاعقة في شمال سيناء، وكان مكلفا بمداهمة البؤر التي تختبئ فيها العناصر الإرهابية، وتمكن وكتيبته من تصفية عدد كبير من العناصر الإرهابية وإلقاء القبض على آخرين.
وأشار المصدر الأمني إلى أن مدن الشيخ زويد والعريش ورفح تشهد حالة الاستنفار الأمني وتمشيط للقرى لضبط العناصر الإرهابية المتورطة في الحادث الإرهابي، لافتا إلى أن قوات إنفاذ القانون من عناصر الجيش الثاني الميداني والشرطة المدنية داهمت عددا من الأوكار الإرهابية والملاجئ، ولم تنته العمليات العسكرية التي بدأت صباح أمس حتى كتابة هذا التقرير.
وكان مسؤول عسكري مصري قد نفى في وقت سابق ما تناقلته بعض وكالات الأنباء وبعض المواقع الإلكترونية عن إيقاف العمليات العسكرية في سيناء ضد العناصر الإرهابية. وقال المصدر إن العمليات مستمرة في إطار فرض السيطرة والأمن بالتعاون مع الشرطة المدنية.
وفي غضون ذلك، قررت محكمة جنايات القاهرة، أمس، تأجيل محاكمة 213 متهما في قضية تنظيم أنصار بيت المقدس إلى جلسة 15 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لاستكمال سماع الشهود.
وأمرت المحكمة، خلال جلسة أمس، بتغريم 5 شهود إثبات ألف جنيه لتخلفهم عن الحضور، كما أمرت بالقبض على المتهمين الثالث والثمانين بالقضية.
كانت نيابة أمن الدولة أحالت المتهمين للمحاكمة، وأسندت إليهم ارتكاب جرائم «تأسيس وتولي قيادة والانضمام إلى جماعة إرهابية.. والتخابر مع منظمة أجنبية، وتخريب منشآت الدولة، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والشروع فيه، وإحراز الأسلحة الآلية والذخائر والمتفجرات».
يأتي هذا في وقت قضت فيه محكمة جنايات القاهرة، أمس، أيضا بمعاقبة متهمين اثنين بالسجن المؤبد 25 عاما، في قضية «أحداث شغب بولاق أبو العلا». كما عاقبت المحكمة 16 آخرين بالسجن المشدد 15 عاما، فيما قضت المحكمة ببراءة باقي المتهمين في القضية والبالغ عددهم 86.
وكانت أحداث عنف وشغب وقعت بمحيط قسم شرطة بولاق أبو العلا بالقاهرة في أغسطس (آب) 2013، عقب فض اعتصامين لأنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي، الذي عزل في يوليو (تموز) من العام نفسه.
ووجهت النيابة إلى المتهمين اتهامات بـ«القتل العمد والانضمام إلى جماعة عصابية مسلحة، بغرض تعطيل أحكام القانون، واستعمال القوة والعنف ومقاومة السلطات، والاعتداء على المواطنين، وإتلاف ممتلكات عامة وخاصة، وحيازة أسلحة وذخائر وقنابل يدوية».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.