بادي لـ «الشرق الأوسط»: الرفض لا يعني تخلينا عن المسار السياسي

بادي لـ «الشرق الأوسط»: الرفض لا يعني تخلينا عن المسار السياسي
TT

بادي لـ «الشرق الأوسط»: الرفض لا يعني تخلينا عن المسار السياسي

بادي لـ «الشرق الأوسط»: الرفض لا يعني تخلينا عن المسار السياسي

قال راجح بادي، المتحدث الرسمي باسم الحكومة اليمنية، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن السبب الجوهري خلف رفض رؤية الأمم المتحدة الجديدة هو أنها تختلف مع المرجعيات الثلاث التي تم الاتفاق عليها منذ «جنيف 1»، بأن تكون هي المرجعيات الأساسية للحوار والمشاورات، وهي المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، والقرارات الأممية 2216.
وأوضح أن الرؤية «تتناقض مع جوهريًا وكليًا مع المرجعيات الثلاث»، لافتًا إلى أن الحكومة اليمنية لا تعلم ما إذا كانت هي ذات الخطة التي تقدم بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري أخيرًا.
واستطرد المتحدث الرئاسي اليمني قائلاً: «تحدثنا منذ أن بدأت تتسرب الخطة التي قدمها إسماعيل ولد الشيخ المبعوث الأممي إلى اليمن عبر وسائل الإعلام التي تتبع للقوى الانقلابية، بأن أي رؤية لا تنسجم مع المرجعيات الثلاث فإن الحكومة اليمنية غير ملزمة بقبولها والتعاطي معها».
وأورد بادي أن هناك رفضًا مجتمعيًا وسياسيًا، وشمل ذلك الأحزاب السياسية لهذه الرؤية، ولا تؤسس لسلام شامل دائم وشامل في اليمن، وخطورتها أنها تشرعن للانقلاب وللجماعات المسلحة في المنطقة والعالم. ومضى يقول: «لو سمح العالم بأن يشرعن الانقلاب في اليمن ستكون بادرة خطيرة في المنطقة، وفي مقابل ذلك حريصون على إحلال سلام شامل، ولهم مفتاحان أساسيان: الأول تسليم السلاح، والمفتاح الآخر الانسحاب من المدن، والرؤية الجديدة تتجاهل هذين المفتاحين».
وعن خيارات الحكومة المقبلة قال بادي إن «الحكومة حريصة على السلام واستمرار المسار السياسي الذي يجنبا الحرب؛ كون أن اليمن بلد فقير، والحرب دمرت البنية التحية الضعيفة من قبل»، مضيفًا: «عندما تأتي رؤية تنسجم مع روح وجوهر المرجعيات الثلاث فإن الحكومة اليمنية مستعدة لبدء أي مسار سياسي».
وعاد المتحدث إلى ما حدث في مشاورات الكويت التي انتهت في أغسطس (آب) الماضي من دون تسوية بالقول: «بعد 70 يومًا من المفاوضات وقعت الحكومة اليمنية على مسودة مشروع اتفاق، على الرغم من وجود 12 ملاحظة، وحرصًا من الحكومة وقعنا عليها، وبدلاً من أن نعود للنقطة التي تم توقيع الاتفاقية تتفاجأ الحكومة اليمنية برؤية مختلفة تلبي مطالب الانقلابيين، ومغايرة لما وقعت عليه الحكومة بالكويت».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.