المغرب يبحث إمكانات إدخال «المحاكمة عن بعد» إلى محاكمه

وزير العدل يطلق تجربة نموذجية للنظام في محكمة الاستئناف بالدار البيضاء

المغرب يبحث إمكانات إدخال «المحاكمة عن بعد» إلى محاكمه
TT

المغرب يبحث إمكانات إدخال «المحاكمة عن بعد» إلى محاكمه

المغرب يبحث إمكانات إدخال «المحاكمة عن بعد» إلى محاكمه

استنطقت هيئة قضائية مغربية، مساء أول من أمس، متهما عن بعد، عن طريق وسائل الاتصال المرئية المسموعة، بحضور وزير العدل المغربي المصطفى الرميد، وذلك في أول تجربة لنظام المحاكمات عن بعد، الذي يستعد المغرب لإدخاله إلى محاكمه.
وكان السجين موجودا في قاعة خاصة بسجن عكاشة في الدار البيضاء، في حين كانت هيئة المحكمة موجودة في القاعة رقم 7 بمحكمة الاستئناف في الدار البيضاء، والتي جهزت بشاشات كومبيوتر أمام القضاة والنيابة العامة، وشاشة عرض كبيرة موجهة للجمهور الحاضر، وكثير من الكاميرات التي ستنقل أجواء القاعة للشاشة التي يتوفر عليها المتهم في الطرف الآخر.
وقال الرميد: «هذا النظام سنعتمده في مرحلة تجهيز الملفات. فليست هناك ضرورة لاستقدام متهم إلى المحكمة ليسأله القاضي عن هويته فقط، ثم يطلب المتهم من القاضي مهلة لكي ينصب محاميا، أو ليطلع الدفاع على القضية، أو لاستدعاء الشهود، ويقرر القاضي تأجيل القضية. كل هذا يمكن أن يتم عبر الاتصال المباشر عن بعد. وبالتالي فلن نستقدم إلى المحكمة إلا المتهمين في قضايا تكون جاهزة للمناقشة».
وأشار الرميد إلى أن الشرطة ترافق يوميا إلى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء زهاء 400 متهم، وسيمكِّن اعتماد نظام الاتصال عن بعد في مرحلة تجهيز الملفات من تقليص هذا العدد إلى النصف، مع كل ما يترتب عن ذلك من تخفيف الأعباء على رجال الشرطة، والاقتصاد في المجهود والوسائل.
وأوضح الرميد أن هذا النظام لا يتعارض مع مبدأ علنية الجلسات. وأضاف أنه سيتم تعميمه على باقي محاكم المغرب، وبخاصة المحاكم التي تعرف مشكلة مماثلة من حيث ارتفاع عدد المتهمين الذين يتم نقلهم يوميا بين السجن والمحكمة، أو المحاكم التي تبعد كثيرا عن السجن.
كما أشار الرميد إلى أن القانون الجنائي المغربي يتضمن بنودا ستتعلق بهذا النوع من المحاكمات عن بعد، غير أنه أوضح أن الأمر، لا يتعلق في الوقت الحالي بإجراء محاكمات عن بعد، وإنما فقط بالاتصالات الأولى بين أطراف القضية والمحكمة في سياق تجهيز القضية. وقال إنه «عندما يكون كل الأطراف جاهزين للمناقشة، فبطبيعة الحال سيتم إحضار المتهم إلى قاعة الحكم».
وأشار الرميد إلى أن هذا النظام يمكن استعماله أيضا في حالات الاستماع لشهود يتعذر الكشف عن هوياتهم في إطار إجراءات حماية الشهود، أو ضحايا بعض الجرائم التي يفضل عدم الكشف عن هوياتهم، حيث يمكن أن يوضعوا في قاعة أخرى بالمحكمة ويتم الاستماع إليهم عبر نظام التواصل من دون رؤية وجوههم.



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.